حرية الأديان في غرفة واحدة! الدكتور علي السمان المفكر الكبير.. متزوج من مسيحية كاثوليكية.. ويعيشان تحت سقف واحد وفي غرفة واحدة. منزلهما نموذج لحرية ممارسة الشعائر الدينية.. فهو يؤمن بحرية العقيدة.. وزوجته أيضاً. حرية الأديان والمعتقدات.. تقرها المواثيق الدولية التي تؤكد علي المواطنة.. والمساواة بين الناس بلا تفرقة.. بسبب الجنس أو الدين أو اللون.. فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948 يؤكد أنه لكل شخص الحق في حرية التفكير والدين. المسلمون والمسيحيون في مصر.. علي مدي التاريخ يشكلون نسيجاً واحداً.. رغم بعض التصرفات الفردية التي تظهر بين حين وآخر.. ويحاول بعض المغرضين استغلالها للوقيعة والفتنة.. ولكن الحمد لله كل تلك المحاولات باءت بالفشل ليستمر المسلمون والمسيحيون علي أرض الكنانة في وحدة متماسكة يجمعهم كفاح مشترك ويشاركون بعضهم البعض في الأحزان والأفراح. والقرآن الكريم يؤكد علي معني الحرية الدينية للأشخاص.. .فمن شاء فيلؤمن ومن شاء فليكفر.. من حق الإنسان اظهار دينه أو معتقده.. وابداء ذلك بمفرده أو في جماعة.. ولا يجوز اجبار أحد أو اكراهه علي اعتناق دين أو اجباره علي التنصل من معتقداته.. فالضمير هو الحكم. وكما أن للإنسان الحق في اختيار دينه.. فلا يجوز له أن يمس الأديان الأخري أو يسيء إليها أو يزدريها.. فالمساس بالاديان خط أحمر. ولكن الملاحظ.. انه تحدث بين حين وآخر حالات فردية.. تأخذ طابعاً جماعياً.. ويحاول البعض استغلالها للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين. لا يستطيع أحد أن يمنع شاب من حب فتاة من ديانة أخري ويتزوجها.. ويعيشان تحت سقف واحد.. فهذه الحالة الفردية تدخل في نطاق حرية العقيدة.. ولا ينبغي أن تخرج مظاهرة احتجاج يستغلها متطرفون للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين. الدين الإسلامي.. يتسم بالتسامح .لا اكراه في الدين. فالإنسان حر فيما يؤمن به ويعتقده.. ولا يجوز لاية جهة أو سلطة.. طبقاً لمفهوم حرية العقيدة أن تتدخل بالجزاء أو العقاب لمن يلوذون بعقيدة لا تصطفيها. فالحماية الحقة لحرية العقيدة والأديان.. تستوجب حماية الأفراد من قوي التزمت والتطرف.