غمرتنى الفرحة ومعى ملايين المصريين ممن يعشقون تراب هذا البلد الجميل رغم مافيه وما يعانيه على يد حفنة شاردة من ابنائه بعد اعلان شركة " إيني الإيطالية للطاقة العاملة فى مصرمنذ أيام عن اكتشاف احتياطات ضخمة من الغاز الطبيعي تصل لنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز فى حقل أطلق عليه أسم حقل " ظهر" قبالة سواحل مصر واستبشر الجميع خيرا بأن الخير قادم باذن الله رغم أنف الحاقدين والأمل فى مستقبل أفضل للبلاد ينتظرنا وبصفة خاصة فى قطاع الطاقة الذى نعانى منه منذ عدة سنوات ويسبب أزمات كبيرة فى قطاع الكهرباء وفى تشغيل المصانع الجديدة والمتوقفة نتيجة عدم كفاية الطاقة علاوة على أن هذا الكشف يمكن أن يسهم فى جذب استثمارات أجنبية جديدة لتنشيط الاقتصاد تخصص لعمليات البحث والتنقيب والاستكشاف لدعم الاحتياطيات وزيادة معدلات الانتاج لتأمين احتياجات البلاد من الغاز الطبيعي والمنتجات البترولية خاصة وأن هذا الكشف وصف بأنه هو "الاكبر على الاطلاق في البحر المتوسط وقد يصبح واحد من اكبر اكتشافات الغاز في العالم". وليس من المستغرب أن يلقى هذا الكشف الهام بسحابة سوداء على قطاع الغاز الإسرائيلي بعد أن سبب هذا الاعلان اضطرابا غير مسبوق في البورصة الاسرائيلية وصدمة في الاوساط السياسية حيث هوت أسهم بعض الشركات بشكل قياسي بينما أبدى سياسيون ومسؤولون عن تطوير مشاريع الغاز الطبيعي في إسرائيل تخوفا على مصير مشاريعها بعد أن عادل اكتشاف مصر تقريبا اكتشافات اسرائيل في حقلي "لوثيان" و"تمار" فى البحر المتوسط المقدرة بنحو 32 تريليونات قدم مكعبة وهو ما يضع مصر فى موقع التفوق على إسرائيل خلال سنوات قليلة كمصدر محتمل للغاز بعد إضافة حقول مصرية اخرى وهو ماجعل وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس يقول أن الاكتشاف الغازي العملاق في مصر "خبر مؤلم لقطاع الغاز في إسرائيل ويحتم عليها تغيير رؤيتها تجاه المتغيرات الاقتصادية في المنطقة . ولعل من حسن الطالع أن الشركة المكتشفة قالت إن الحقل المصري من الممكن أن يبدأ الإنتاج أواخر العام القادم وأن يصل إلى الطاقة الإنتاجية الكاملة خلال 4 سنوات وهو ما بدد آمال اسرائيل فى احتمال التوصل لاتفاق مع مشتر مصري مشيرة الى أن الاكتشاف الجديد سيشكل تحولا في "سيناريو الطاقة في مصر" وقادر على تلبية احتياجات البلاد من الغاز الطبيعي لعقود. وتقدر شركة إيني الإيطالية الاستثمارات المبدئية لتطوير كشف الغاز العملاق الجديد بنحو 3.5 مليارات دولار تضاف إلى اتفاقيات أبرمتها الشركة مع مصر في مارس الماضى لاستثمار خمسة مليارات دولار في عمليات تنقيب وتطوير في امتياز بمنطقة دلتا النيل. ومن المؤكد أن الاصلاحات الاقتصادية التي أقرها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه السلطة في يونيو 2014 قادت إلى طفرة غير متوقعة في صفقات التنقيب عن البترول والغاز كان بعضها معطلا بسبب ما شهدته البلاد من اضطرابات سياسية وأمنية في فترة حكم الاخوان علاوة على زيارات الرئيس الخارجية الناجحة الى دول العالم الصديقة والمتقدمة تكنولوجيا واقتصاديا والتى قادت الى ضخ استثمارت أجنبية جديدة فى شرايين الاقتصاد المصرى وهو ما أدى إلى ثورة في قطاع الطاقة حيث تسارعت وتيرة مشاريع الطاقة المحلية والأجنبية كما تمكنت مصر من الوفاء بتعهداتها وتسديد جانب كبير من مستحقات الشركات النفطية الأجنبية العاملة فى مصر وهو ما بث الثقة فى الاقتصاد الوطنى الذى عانى كثيرا على مدى السنوات الأربع الماضية.