لا ندرى إلى متى يظل سرطان الروتين يضرب فى جسد الوطن بكل ما يملك من أدوات الخراب والإهمال وفساد الذمم حتى أدمن أهل الفساد والإفساد ثم رائحة القبح والقبيح بدلا من الجمال والنقاء. لا نملك فى مصر سوى تاريخ من المجد تركه الأجداد بعد كفاح طويل ونضال مرير ضد الغزاة والطامعون.. هذه الآثار التاريخية لا تقدر بجبال من الذهب.. كل دول العالم تزحف إلينا كى تشاهد عبقرية الزمان والمكان إن الآثار التاريخية فى الأزقة والحوارى فى بر المحروسة عامة والقاهرة خاصة قادرة على إحياء شعوب دول كاملة من ندرتها وغلو ثمنها وللحياة المتجددة فيها التى حفرتها أصابع من شرايين الفن عبر التاريخ المديد. قام الوزير فاروق حسنى بما امتلك من موهبة الجمال بالركيز. على القاهرة التاريخية حتى خصصت الحكومة 2 مليار جنيه لتطوير المنطقة وحضر شارع المعز بأبهى وأجمل صوره فقصده السائحون والمصريون من الداخل يتغنون بتاريخهم وبعد ثورة 30 يونيه ذهب المهندس إبراهيم محلب مرارا وتكرارا إلى شارع المعز وتجول فيه على مدى ساعتين وأوصى بالاهتمام به وأزال جميع العقبات أمام هذا التطوير والخميس الماضى اجتمع للمرة العشرين بالوزراء المعنيين بتطوير القاهرة التاريخية.. ورغم كل هذا فإن أيدى الإهمال والتلوث تعبث فى شارع المعز.. بل انهت شركة النظافة المتعهدة بنظافة بيت السحيمى تعاقدها لأنها لم تحصل على مخصصاتها المالية وهى كما سمعت حوالى عشرة آلاف جنيه.. أرأيتم مصيبة أكثر من ذلك بيت السحيمى هو ثانى أكبر بيت أثرى فى العالم وتبلغ مساحته ألفي متر غطتهم أكياس القمامة ماذا يفعل وزير الثقافة؟ وما هو عمل وزير الآثار؟ إذا كانت آثار القاهرة بهذه الحالة المزرية فكيف حالة الآثار فى جنوب مصر.. هل يستمتع وزير الآثار بالجلوس فى المكاتب المكيفة ورئيس الوزراء لا ينام..؟ ورئيس الدولة لا يهدأ.. أم أن السيد الوزير قد استمرأ الإهمال والخراب رغم أننا نقول إننا نحتاج إلى وزراء يفكرون بطريقة غير تقليدية إلا أن الوزير حتى غير قادر على التفكير بطريقة تقليدية ألا يستطيع أن يدعو رؤساء البنوك ويجعل كل بنك راعيا لأحد المزارات السياحية التاريخية المهمة ألا يستطيع أن يطرح هذه القضية على رجال الأعمال الوطنيين الذين ينفقون الملايين فى الدعاية وإقناعهم بالإنفاق على تاريخ مصر ليثبت للمصريين أنه ليس مجرد رجل أعمال بل هو رجل وطنى يحب تاريخ هذا البلد؟ متى يتحرك وزير الآثار..؟ متى نسمع له صوتا ومتى ينقذ بيت السحيمى.. إن لم يتحرك يامحلب بيه.. فأقيله فورا إن الآثار التاريخية تستغيث بكم يارئيس الوزراء كما استغاث بكم معهد القلب لأنها قلب مصر.