عزيزى القارئ على بعُد ساعات يأتى رمضان فكل عام وأنت بخير، ولكن ما يؤسفنى أن هناك فارقاً كبيراً بين رمضان الذى نص عليه القرآن الكريم وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم وبين رمضان الذى نراه اليوم قولاً وعملاً لقد تحول الشهر الكريم إلى مجموعة من الطقوس الدنيوية والمادية البحتة المغلفة بروحانيات سطحية وافتقاد العظة والحكمة التى من أجلها فُرض الصيام على أمة محمد فالله فرض الصيام ليس لتعذيب الناس بالجوع والعطش والامتناع عن أداء الغرائز بل ليسمو بأرواحهم إلى أقصى حد، وكى يحس الأغنياء بما عليه فقيرهم والقوى بما عليه ضعيفهم ومريضهم وأيضاً كى يدرب المسلم نفسه على السلوك الصحيح. إن ما نشهده اليوم فى فضائيات المسخرة تبث سمومها الهدامة، فالأعمال الدرامية لا ترقى إلى مستوى الذوق العام والحث على الفضيلة والدعوة إلى القيم فنحن نحتاج إلى ثورة أخلاق على الأعمال الرديئة التى لم تحث شبابنا على الجد والاجتهاد ويكون لديها القدوة والمثل فى العطاء والتفانى من أجل مصر الكنانة، ولكن ما نجده فى فضائيات المسخرة هو الفساد والرشوة على »عينك يا تاجر«. لقد ناشد الرئيس الفنانين وكتاب السينارست العام الماضى أن يرى أعمالاً تعلو فيه القيم ويسمو فيها العمل وحب الوطن، ولكن لم ولن يحدث هذا، فالظاهر فى الاعلانات المسخرة التى تدعو إلى الفهلوة والأونطة والفاشية والرشوة والفساد وليس النزاهة والعدل. لقد بح صوتنا كل عام أن تعود أمة محمد إلى رشدها ودينها الصحيح وتتعامل مع رمضان بنزاهة وعدل، ولكن الناس أفتهم النسيان فصار الإنسان سلعة تباع وتشترى هل يتخيل ان قيمة انتاج المسلسلات هذا العام 1،4 مليار جنيه؟ وهذا ان دل على شىء يدل على شبهة غسيل أموال يراد بها هدم قيمنا وروحانياتنا ويجعل القدوة أضحوكة فى المجتمع بأسره. حفظ الله مصر وعاش جيشها العظيم