خريطة دبلوماسية ثابتة، للترويج لملف الترشح المصري، للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن للعامين 2016/2017، مع المندوبين الدائمين للمجموعات الجغرافية المختلفة في الأممالمتحدة، وإن تغيرت ملفات العرض المصري، بتغير الشأن العام في دول هذه المجموعات، فمثلا تختلف أطر النقاش والعرض، حين يكون علي الجانب الآخر من طاولة الترويج، من هو معني بالشأن الإفريقي، عما اذا كان معنيا بالشأن الآسيوي، عنه بالشأن الأمريكي الجنوبي، وهكذا، المهم هنا، هو بلوغ الرسالة المصرية للطرف الآخر بضرورة دعم مصر، ولنر: في لقاء سامح شكري وزير الخارجية، مع المندوبين الدائمين لدول الاتحاد الأفريقى لدى الأممالمتحدة قبل أيام بنيويورك، استخدم الرجل عبارات محددة ومقصودة، منها : التأكيد على الأهمية البالغة للعلاقات المصرية- الأفريقية بحكم الارتباط الجغرافى والتاريخى والمشاركة في المصير، ومنها كذلك: أن توجه مصر الأفريقى استراتيجى وأن مصر حريصة كل الحرص على تطوير علاقاتها بشقيقاتها في أفريقيا في مختلف المجالات تحقيقا للمصالح المشتركة التي تجمع الشعب المصرى بالشعوب الأفريقية الشقيقة، وبذلك حققت مصر الهدف ببلوغ الدعم الإفريقي. بينما في لقاء الوزير، السفراء العرب،كان الحديث مختلفا ، وان توحد الهدف، حيث ضم اشارات ترويجية –إذا جاز التعبير- مختلفة تماما: منها مثلا، التأكيد علي ضمان وجود تمثيل عربي في مجلس الأمن، حيث هو المقعد العربي الوحيد، الذي يتم التناوب عليه بين اقليمي شمال افريقيا وغرب آسيا. وهنا أكد المندوبون الدائمون العرب، علي أنهم على استعداد تام للمعاونة والمساعدة في الحملة الانتخابية التي تقوم بها مصر، في ظل التحديات التي تواجه منطقتنا العربية، والتهديدات الناتجة عن انتشار التطرف والجماعات الارهابية. نفس السياسة الدبلوماسية المصرية الثابتة، ظهرت معالمها في لقاء وزير الخارجية مع مندوبي مجموعة دول أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي في الاممالمتحدة، حيث جاء الدفع بحيثيات الترشح للمقعد غير الدائم لمجلس الامن، تحت أكثر من عنوان ، منه مثلا: حرص مصر، علي مواصلة جهودها المكثفة، لصون السلم والأمن الدوليين، ومنه: دفع قضايا العالم الثالث والدول النامية للأمام، ومنه: تسوية القضايا الاقليمية في إطار احترام القانون الدولي وعلي رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة الليبية، والسورية، والوضع في اليمن، وغيرها. ولعل ما أعرب المندوبون الدائمون لمجموعة شرق أوروبا عنه، خلال الاجتماع مع شكري، بدعمهم ترشح مصر للمقعد الدولي، وثقتهم الكاملة في قدرة الدبلوماسية المصرية في الأداء بشكل متميز داخل مجلس الأمن. ما يؤكد نجاح سياسة الترويج المصري ، وهي نفس الثقة التي تلقتها مصر، خلال لقاء مندوبي المجموعة الآسيوية والباسيفيكية لدي الاممالمتحدة . This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.