ذكرت في مقالي السابق في تعريفي للسعادة أنه علي الانسان أن يقرر موقفه من الدين والدنيا فاذا تحقق لديه انتفاء أي اختلاف ظاهري بين الدين والدنيا تحقق له الرضا وبالتالي السعاده واذا لم يسعي للبحث عن ذلك أو تعارضا كانت التعاسة والشقاء لنفسه ولمخالطيه لافرق في ذلك بين علماني أو متطرف متشدد. وذكرت. وأن خالق الدين هو خالق الدنيا وحيث أن المصدر واحد فلا يمكن التعارض الا في الأذهان. اما الخطأ في فهم الشرع أو الخطأ في طرح فاسد في الدنيا. ولنبدأ بالأخير مثل الميكيافيلية والتي شقي بها العالم من اقناع الجميع بأنه لاأخلاق في السياسة. وهم كاذبون فالرسول صلي الله عليه وسلم أقام دولة ومن قبله سيدنا داود وسليمان ملوكا ومن بعده الخلفاء الراشديين وسعد العالم كله بهم مسلمين وغير مسلمين حلفاء وأعداء حتي حثهم القرءان علي التقرب لله بالاحسان للأسري في قوله تعالي "ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسير" وأحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم "من غشنا فليس منا" و حين سئل "أيكون المؤمن كاذبا؟ قال لا". فغش وكذب الساسه ونحن نقرهم عليه هو في رأي سبب شقاء شعوب العالم المعاصر. فما هو الحكم الشرعي الذي يحقق السعادة في الدنيا الا ما يحقق مقاصد الشريعه وان لم يأت به قرءان ولا سنه وهو قول ابن تيميه مرجعية الاصوليين والاسلام السياسي فتصبح اتباع اشارة المرور حكما شرعيا لمحافظته علي النفس والمال وجلب المنافع ودرء المفاسد. وأنه لايوجد حصانة لراجح علي مرجوح في ذلك وأن الفقه هو مجمل الآراء الفقهيه ليس فقط للأئمة الأربعه بل لجميع الفقهاء العدول من السلف والخلف. وأنه مثل ما قال الشيخ عبد الرحمن تاج الدين في كتابه الأحكام الشرعية أن جميع احكام الشرع لها عله منها مالانعرفه فننفذه كما هو مثل العبادات ومنها ما هو معلوم علته فيمكن تعطيل وان اتي به ما هو ثابت النص والدلالة في القرءان والسنه مثل تعطيل سيدنا عمر بن الخطاب لسهم المؤلفة قلوبهم في الزكاة اثناء حكمه برغم أنه من النصوص الثابتة النص والدلالة في القرءان. وأباحة البيع الاكتروني هو مثل ذلك برغم نهي رسول الله عن بيع النجش "البيع عن بعد" لانتفاء التحريم من عدم معاينة المباع. وهو ما يجعل المسلمين في سعة من دينهم حيث يقول الله عز وجل "وما جعل عليكم في الدين من حرج"الحج 78