تدور اشتباكات عنيفة صباح الأحد بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في مدينة حلب شمالي البلاد، في الوقت الذي تشن فيه الطائرات المروحية والدبابات هجوما ضد المقاتلين المعارضين في أحياء عدة من العاصمة دمشق، بعد سقوط 140 قتيلا بنيران القوات الحكومية في الساعات ال24 الماضية. وبحسب لجان التنسيق المحلية، جرت اشتباكات عنيفة في بالقرب من حي دوارة الكرة الأرضية وعند قسم شرطة الزبدية واشتباكات أخرى في حي الجميلية. كما تواصلت الاشتباكات في حيي الصاخور في شرقي مدينة حلب وصلاح الدين في غربها، ما أدى إلى نزوح السكان منهما. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الناشط أبو هشام من حلب أن عناصر الجيش الحر "تمكنوا من السيطرة على أجزاء كبيرة من الأحياء الشرقية القريبة من الريف، بينها الصاخور وطريق الباب". وأوضح أن "الجيش الحر، بعد أن سيطر على معظم القرى في الريف، قرر نقل المعركة إلى مدينة حلب"، مضيفا أن القوات النظامية ردت على ذلك بقصف هذه الأحياء بعنف ما أوقع عددا من القتلى. وبث ناشطون على الانترنت شريط فيديو يظهر فيه عناصر من الجيش الحر في سيارة جيب بيضاء وسيارات أخرى وهم يدخلون حي الصاخور. وتجمع عشرات الأشخاص لملاقاتهم والهتاف لهم، في حين رفع أحدهم، وهو مقنع، شارة النصر أمام الكاميرا. وقال "اليوم حررنا الصاخور، وإن شاء الله قريبا كل مدينة حلب". كما ظهرت في شريط فيديو آخر تظاهرة تمر في حي صلاح الدين، أمام مسلحين يرفعون أسلحتهم ويحيون المتظاهرين الذين يهتفون للجيش الحر ويشتمون الرئيس بشار الأسد. وفي مدينة الرستن، أفادت لجان التنسيق بتواصل القصف على المدينة بالطيران، وراجمات الصواريخ. وارتفع إجمالي عدد قتلى أعمال العنف في سوريا إلى 140 قتيلاً السبت، حسب ناشطي المعارضة. وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن من بين القتلى أربعة وستين مدنيا وتسعة عشر مقاتلا معارضا. من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاثة وأربعين جنديا نظاميا على الأقل قتلوا إثر هجوم على حافلات على طريق دمشق حلب الدولي، وفي اشتباكات بمدن عدة. كما أفاد المرصد عن تجدد القصف على حيي القدم والعسالي في جنوبي العاصمة، مضيفا أن حي نهر عيشة تعرض أيضا لقصف عنيف بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة من قبل الجيش السوري. في المقابل، أعلن مصدر أمني سوري أن الجيش يشن هجوما مضادا لاستعادة السيطرة على أحياء أخرى في العاصمة، عقب إعلان تطهير حي الميدان ممن سماهم "الإرهابيين" بعد معارك دامت لأيام.