ترفض الولاياتالمتحدة دائما وابدا أي اتهام لإسرائيل أوأي قرار يمكن أن يتعارض مع مصالح الدولة العبرية حتي لوادي هذا إلي التخلي عن مبادئ العدالة التي تتشدق بها الإدارة الأمريكية مهما كان اسم الرئيس سواء أكان كلينتون او بوش او اوباما وسواء اكان انتماء هذا الرئيس إلي أي الحزبين الجمهوري أوالديمقراطي. ويعد أكبر دليل علي ذلك هوفشل الدول العربية خلال المؤتمر العام لاجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي في الحصول علي تأييد كاف لمشروع قرار يستهدف برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي التابعة للأمم المتحدة والذي تردد وجوده علي نطاق واسع وذلك خلال اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا الجمعة الماضي. وكانت الولاياتالمتحدة قد خالفت الحقيقة واعتبرت أن مثل هذا المشروع سيشكل تهديدا علي المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين المهددة بالفشل في ظل اصرار الحكومة الإسرائيلية علي عدم تجديد قرار تجميد البناء في المستوطنات وهوما يثير حفيظة الطرف الفلسطيني ويدفعه إلي التهديد بايقاف المفاوضات. وترفض الولاياتالمتحدة استخدام نفوذها والضغط علي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوحتي يجدد قرار التجميد من اجل الدفع بمسيرة المفاوضات إلي الامام. واثارمشروع القرار خلافا بين الدول الشرق أوسطية والدول الغربية الأعضاء في الوكالة وقررت العديد من الدول النامية الامتناع عن التصويت بدلا من تأييد مشروع القرار العربي بعد التدخل الأمريكي والغربي تلبية لرغبة الطرف الإسرائيلي. وتحت ضغط الولاياتالمتحدة واستخدام نفوذها والتلويح بورقة المصالح رفضت 51 دولة معظمها دول غربية بينها روسيا والصين وهما اثنتان من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وذلك مقابل تأييد 46 دولة معظمها من الدول العربية ودول عدم الانحياز. وكان من المقرر أن يعرب هذا المشروع اذا ما تم اقراره عن القلق إزاء القدرات النووية الإسرائيلية ويدعوإسرائيل إلي فتح منشآتها النووية أمام عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية خاصة ان إسرائيل ليس عليها حاليا أي التزام للقيام بذلك حيث إنها لم توقع علي معاهدة حظر الانتشار النووي. ومن المؤكد ان الدول العربية والدول المؤيدة للقرار والتي كانت قد سعت عام (2009) إلي استصدار قرار غير ملزم له قيمة رمزية يدعوإسرائيل إلي التوقيع علي اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية قد اصابتها صدمة من اصرار الولاياتالمتحدة والدول الغربية علي عدم اخضاع إسرائيل للوكالة الدولية للطاقة الذرية بينما تطالب بالعمل علي إيقاف مخالفات كوريا الشمالية وإيران في الوقت الذي ثتغاضي فيه عن البرنامج النووي الإسرائيلي. ولعل هجوم إيران في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتصفها بأنها تعاني أزمة فقدان "للهيبة والمصداقية" له ما يبرره في ظل الانحياز الكامل لإسرائيل. ومن المؤكد ان المدير العام للوكالة الدولية يوكيا امانواراد هوالآخر ان يرضي الإدارة الأمريكية والدول الغربية التي تسير في ركابها وتكيل بمكيالين في الموضوع النووي فبينما تفرض العقوبات علي إيران وتحارب البرنامج النووي لكوريا الشمالية ترفض تمرير قرار يسمح لمفتشي الوكالة بالتفتيش علي المفاعلات الإسرائيلية. ومما يؤكد فشل الوكالة اعلان امانوخلال الاجتماع انه لم يحصل أي تقدم للتوصل إلي اتفاق حول اقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية والاتفاق علي ضمانات شاملة لدول منطقة الشرق الأوسط مضيفا انه ليس للدول الأعضاء في المنظمة رأي موحد حول منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وكذلك حول القدرة النووية الإسرائيلية التي تقلق بعض البلدان والمناطق. ومن الواضح ان هناك انقساما شديدا في مواقف الدول الغربية من جهة وحركة عدم الانحياز والدول العربية من جهة اخري من ناحية تعامل الوكالة مع ملفات دول الشرق الأوسط النووية ولا سيما إسرائيل وإيران وسوريا وهو ما يؤكد ان الإدارة الأمريكية وحلفاءها من الدول الغربية غير منصفين ولايطبقون مبدأ العدالة في سياساتهم وذلك علي الرغم من الآمال التي علقتها الدول العربية علي مجيء باراك اوباما وفي ظل العمل علي ارضاء اللوبي اليهودي ورفض المساس بإسرائيل التي تعتبرها امريكا فوق الجميع.