يرأس البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مساء اليوم الأحد، بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية قداس عيد الغطاس "ذكرى عماد السيد المسيح فى نهر الأردن". وتستمر الصلاة حتى الساعات الأولى من صباح غد الاثنين، وسبق عيد صيام يومى الجمعة والسبت وصوم انقطاعى اليوم الأحد، بدون طعام ولا شراب قبل صلاة القداس لمدة تسع ساعات. وضمن الاحتفال بعيد الغطاس يتناول الأقباط القلقاس، وأعواد القصب، وتعتبر صلاة عيد الغطاس فى الإسكندرية برئاسة البابا طقسا يتوارثه بطاركة الكنيسة عبر الأجيال منذ قدوم القديس مار مرقس الرسول للتبشير بالمسيحية فى القرن الأول، ولذلك يسمى البابا باسم بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وتستمر إقامة البابا تواضروس بالاسكندرية عدة أيام يلتقى خلالها القيادات السياسية بالمحافظة وأهل الإسكندرية. وعيد الغطاس وهو ذكرى لمعمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان وكان يبلغ عمره ثلاثون عاما، وبحسب العقيدة المسيحية فى هذا اليوم نزل الروح القدس على السيد المسيح وإذ بصوت من السماء يقول هذا "هو ابنى الحبيب الذى به سررت " لوقا "3 : 22". ويأكل المسيحيون فى هذا العيد أنواعا معينة من الطعام مثل القلقاس والقصب ويربطون بين رمزية هذه الأطعمة والمعمودية. فالقلقاس يعتبره البعض رمزا لمعمودية المسيحى لأن في القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلي مادة نافعة ومغذية، والمسيحيون يرون حسب عقيدتهم أنه من خلال "ماء المعمودية" يتطهرون من سموم الخطية كما يتطهر "القلقاس" من مادته السامة بواسطة ماء الطهو والقلقاس يدفن في الأرض ثم يصعد ليصير طعاماً، والمعمودية هي دفن أو موت وقيامة مع المسيح، ويقول بولس الرسول "مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضاً معه" (كو 2: 12) (رو 6: 4). أيضا القلقاس كنبات لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، فلابد أولاً من خلع القشرة الصلدة قبل أكله، والطفل المسيحى عند العماد يخلع ثياب الخطية حسب العقيده لكي يلبس بالمعمودية الثياب الجديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاوة، ليصير واحدا من أبناء الله". أما القصب فهو يرمز أيضا للمعمودية، فهو كنبات ينمو في الأماكن الحارة، وربما يذكرنا ذلك بأن حرارة الروح يجعل الإنسان ينمو فى القامة الروحية ويرتفع باستقامة كاستقامة هذا النبات. ونبات القصب ينقسم إلى عقلات وكل عقلة هى فضيلة يكتسبها الإنسان فى كل مرحلة عمرية حتى يصل إلى العلو، والقصب قلبه ابيض وحلو الطعم والمستقيم القلب ينبع من قلبه الحلاوة وكل الفضائل ويذكرنا هذا النبات أيضآ بضرورة العلو فى القامة الروحية وإفراز الحلاوة من قلوب بيضاء نقية، تعتصر من أجل الآخرين فتعطى شبعًا.