هي الفرقة الأولي من نوعها علي مستوي العالم التي تضم في عضويتها كل فئات الإعاقة وتقدم فلكلورا شعبيا وتراثياً وهي فرقة التحدي وتتكون من 16 من الصم و 4 عازفين من المكفوفين واثنين من الأقزام وفنان من ذوي الإعاقة الذهنية وقد سبق هذه الفرقة فرقة الصامتين التي ضمت في عضويتها صماً ومكفوفين فقط ولكن الجديد في فريق التحدي هو جمعه لكل الإعاقات ومشاركتهم في التمثيل والاستعراض معاً. في البداية يقول الدكتور نبيل رزق المدير الإقليمي للأمم المتحدة للفنون بإفريقيا والشرق الأوسط ومؤسس الفرقة إنها الأولي من نوعها وأعطت لمصر الريادة أن تكون فرقة من كل فئات متحدي الإعاقة وانصهروا مع بعض داخل بوتقة الفن التي تقدم حلولاً كثيرة لبعض مشاكلنا لأن رسالة الفن السامية ستبقي هي اللغة المشتركة بين كافة الطوائف وتغلبنا علي صعوبات عديدة واجهتنا ومنها رفض وزارتي الشباب والرياضة والثقافة معاونة الفرقة في إقامة المغتربين منها في بيوت الشباب بجانب أن وزارة الثقافة رفضت منحنا أي مسرح نتدرب عليه ونقيم بروفاتنا عليه مع العلم ان الفرقة مصرية ولو كانت فرقة أجنبية لبادر الجميع بتقديم كل سبل العون لنجاحها وعلي الرغم من ذلك نجحنا في التدريب داخل أروقة حزب الوفد واستطعنا بمجهود ذاتي من مصمم الرقصات توفير بعض الملابس للفريق ولاقي العرضان الذين قدمهما الفريق نجاحا وقبولا عالياً لدرجة أن هناك عروضاً مقدمة للفريق للسفر إلي الكويت وأمريكا وهولندا وهو ما يؤكد أن الإعاقة هي إعاقة الفكر وليست إعاقة الجسد. ويضيف شريف عبدالجواد الشهير بشيكو مصمم الاستعراضات اننا نقدم فلكلوراً شعبياً وتراثياً يشمل كافة الثقافات منها النوبي والصعيدي والبمبوطي وحتي نستطيع أن نصل برسالتنا بالسلام إلي دول العالم أجمع وأنهم كانوا ينفذون الرقصات بمهارة شديدة وبخاصة الصم لأنهم يجيدون التعامل بلغة الجسد لعجزهم عن النطق ويشارك معنا راقص التنورة محمد المصري برقصاته وأيضا بمشهد تمثيلي بينه وبين زميلته القزمة والمعاق الذهني بالفريق وانهم يتدربون مابين 3 إلي 4 ساعات يوميا في عمر الفريق الذي يبلغ شهرا واحدا فقط وأصعب ما يواجهنا هو الحصول علي ملابس للفريق لتنوع فقراته والعجيب أن الصم والأقزام والمعاق الذهني يرقصون ويمثلون علي أنغام العازفين المكفوفين وحدث بينهم (هارموني) وتناغم عجيب فالكفيف يعزف ولا ينظر للراقص أمامه والصم يتمايلون علي أنغام لا يسمعونها وهي تجربة مثيرة تستحق أن تكون فريدة من نوعها. وعن كيفية هذا التواصل يشير إلي أنه درب الصم علي كيفية بدء الخطوة علي المسرح بإشارة بدء معروفة بينهم في الوقت الذي يبدأ فيه العازف جملته الموسيقية. وتلتقط داليا المتولي (مسئولة الفرقة من الصم) خيوط الحديث وعبر مترجمة الإشارة عفاف أحمد قالت إنهم كصم سعداء جدا بما يقدمونه لأنهم (بيلعبوا) حاجة مختلفة عما قدموه من قبل كفرقة عيون تسمع واصابع تتكلم كصم فقط ولكنهم في هذه الفرقة الجديدة (بيلعبوا) مع كافة الإعاقات الأخري وأنهم تساوا معاً كذوي إعاقة في (حتة) الفن وان طموحهم أن يقدموا العرض علي كبري المسارح وان يراهم جمهور عريض يفهم ويعي انهم فنانين ويستطيعوا أن يقدموا كل الفنون. والطريف أن الفريق يضم ثنائيات شخصية مابين الزواج والخطوبة والاشقاء فهناك محمد صبحي وزوجته وأماني وموسي المخطوبين ومحمود وجهاد اشقاء وهذه الثنائيات من الصم فقط وهو ما أضفي جواً عائلياً داخل الفريق. ويشير محمد المصري راقص التنورة ومن الأقزام إلي أن المجهود الذي يبذله الفريق غير عادي حتي يحدث التناغم والانسجام لأن أي خطأ قد يحدث فيعكر صفو الفريق ويفقد ما بعده من متعة لأن الحركة الخطوة والجملة الموسيقية محسوبة وباللحظة والناس داخل الفرقة تتحدي نفسها واعاقتها وتتحدي المجتمع نفسه وعني فقدمت عروضا منفردا ولكن مع الفريق الجو مختلف وأجمل وأقدم فاصلاً كوميدياً بجانب عروض التنورة. أما عياد صالح سالم العازف علي الأورج وهو أحد المكفوفين الموسيقيين الأربعة داخل الفريق يقول إننا كعازفين من الإسماعيلية ونضم آلات الأورج والدرامز والطبلة والبونجز ونتواصل مع الإعاقات الأخري من زملائنا بالاحساس أولا ثم هناك اتفاق علي (مزازيك) معينة يساعدنا فيها السيناريست ومخرج العرض أحمد عاشور ومصمم الرقصات شيكو ويرقص عليها الصم بعدد خطوات معينة يتم تظبيطها معنا ولابد وأن ندرك وقتها ونشعر ببعض وبتواصلنا معهم من خلال صيحاتهم التي نسمعها ونحس ونشعر بها لأن هدفنا أن ننجح لأن الفكرة رائعة وغريبة وليس لها مثيل ونتمسك بفرص نجاحها وصعب أن تجمع في كيانات أخري ونتحدي بها الصعب ولكن ما يعيقنا هو عدم ادراك المسئولين لأهمية الفرقة وأنها تتحدي كل العقبات والأولي من نوعها وطموحي أن تصل الفكرة ويعمل علي نجاحها وتحقيقها المسئولون بالدولة والمجتمع ومن قبلنا ونشرف ونرفع اسم مصر عالميا (نلف العالم كله) وندخل موسوعة جينس. ويؤكد أحمد عاشور مخرج الفرقة أن الفرقة تم جمعها منذ ما يقرب عن شهر من خلال المؤسسة المصرية لحقوق الصم ومترجمي الإشارة وجمعية المستقبل للخدمات المتكاملة لرعاية المكفوفين بالاسماعيلية ومؤسسة ممكن . وسارع أعضاء الفريق لتقديم صرخة من خلال السطور التالية عن مايحدث وحدث لهم من قبل المسئولين بالدولة وبعض سيدات المجتمع الراقي في المظهر وليس في الفكر (علي حد قولهم) فالمسئولون يتجاهلونهم في الرعاية والاهتمام بهم وتقديم مايلزم لعرض تجربتهم من بيوت الشباب أو ملابس أو عمل بروفات علي مسارح الدولة، أما من المجتمع فيصفون عن ما تعرضوا له في احدي حفلاتهم والتي نظمها علي حد قولهم (بعض أعضاء من اتحاد المصريين بالخارج لجمع تبرعات لصندوق تحيا مصر واكتشفوا أن القصة علي حد قولهم أيضا ان الحفلة للنصب عليهم وبهم) وان احدي السيدات تعجبت عليهم ووبختهم لما يقدمونه وطلبت من المسئولين عن العرض أن يكفوا عما يقدم من (مولد وفن بلدي) كما قالت لهم فما كان من فريق التحدي إلا الحزن علي ما أصابهم من تعنت وعدم وعي من جانب بعض فئات المجتمع ويطالبون بألا يسخروا منهم أو من إعاقتهم لأنهم أناس مثلهم مثل الأخريين ولا ذنب لهم فى إعاقتهم