مع بدء العد التنازلى لإجراء معركة الإنتخابات الرئاسية التونسية المقرر أجرؤها فى ال 26 من الشهر الجارى والتى يخوضها 26 مرشحا تصاعدت حدة لصراعات بين المرشحين إلى حد المطالبة بمقاضاة الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي الذى خلفت تصريحاته حالة من السخط السياسي والشعبي على تزايد خطاب الكراهية وتغذية العنف السياسي من طرف المرزوقى وهو الرئيس المؤقت والمرشح فى هذه الإمنتخابات لمنصب رئيس الجمهورية والذى يفترض أن يكون واعيا بخطورة هكذا خطاب على مشهد سياسي متنوع ومختلف. أعلن المترشح للانتخابات الرئاسية مصطفى النابلي أنه سيقاضى الرئيس المؤقت منصف المرزوقي ل"تحريضه على العنف والقتل والفتنة" بعد وصفه لمنافسيه ب"الطواغيت" موضحا أنه كلمة ممنهجة وليست "زلة لسان" تهدف إلى استمالة التيار الإسلامى من "المجموعات التكفيرية" التي تسانده مفادها أنه يشاطرهم نفس الموقف من المترشحين الآخرين كما شن رئيس الحركة الدستورية حامد القروي هجوما لاذعا على المرزوقى لافتا إلى أن فوزه "سيكون كارثة على تونس". وطالب النابلي النيابة العمومية ب"ضرورة التحرك لمقاضاة المرزوقي" كما طالب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ب"القيام بدورها لوقف الخطابات السياسية المحرضة على العنف والقتل" مشيرا إلى أن المرزوقي "يستعمل مفردات خطاب المجموعات الإرهابية" التي تصف قوات الجيش والأمن ب"الطاغوت". وعلى خلاف المترشحين الآخرين مثل مصطفى كمال النابلي ومنذر الزنايدي واحمد نجيب الشابي الذين يؤثث اجتماعاتهم أنصارهم ومؤيديهم فإن المرزوقي استنجد بالجماعات السلفية وبروابط حماية الثورة الذراع الميداني لحركة النهضة ليوهم التونسيين بأنه "محاط بطوق من الأنصار" وأنه "يحظى بتأييد شعبي" في البلدات والقرى والمدن التي يزورها. وتفيد التقارير الواردة من تونس أنه خلال الاجتماعات القليلة التي عقدها المرزوقى في محافظاتسوسة والقيروان والمهدية جلب عددا من روابط حماية الثورة لا ليقدم أمامهم برنامجه لرئاسة تونس وإنما ليمجد ما إعتبره إتجازات له وليشن هجوما على منافسيه معتبرا إياهم "حلقة من حلقات الاستبداد" الدين يمثلون "الإرهاب الذكي". ويحرص المرزوقي خلال خطابه على التعاطف مع التيار السبفى وعلى الانتصار إليهم والدفاع عن حقهم في نشاطهم مما دفع بالعشرات من "الملتحين" و"المنقبات" إلى الحرص على حضور اجتماعاته القليلة. وبدا المرزوقى وهو يقود حملته الانتخابية بالنسبة للسياسيين رمزا لليساري الانتهازي الذي تنكر لتاريخه كناشط حقوقي ليرتمي في أحضان الإسلاميين مستنجدا بخطابهم وبميلشياتهم في مسعى للتشبث بكرسي الرئاسة وإزاء تصاعد حدة التوتر السياسي الناجمة عن خطاب الكراهية والعنف شن رئيس الحركة الدستورية حامد القروي هجوما لاذعا على المرزوقي واصفا إياه ب"الشخص غير العادي" الذي لا يمكن أن يكون رجل دولة ورئيسا لكل التونسيين مترفعا عن الانتماءات الحزبية والجهوية وعن الأحقاد والكراهية. وأعتبر القروي الذي يدعم ترشح زعيم نداء تونس قائد السبسي الذى يعتبر المرشح الأوفر حظا أن "فوز المرزوقي في الانتخابات الرئاسية "سيكون بمثابة الكارثة على تونس". وأقر رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي بأن "قواعد النهضة ستمنح أصواتها للمرزوقي" في موقف فضح مناورة الحركة الإسلامية من خلال إدعائها بأنها "تقف على الحياد" تجاه كل المترشحين للانتخابات الرئاسية.