أسعار زيت الطعام بسوق اليوم الواحد ضمن المرحلة الثانية.. التفاصيل    رئيس غرفة القاهرة التجارية يشارك في تفقد "سوق المزارعين" بالإسكندرية ويعلن عن بدء التحضيرات لإطلاق نسخة مطورة من "سوق اليوم الواحد للمزارعين" في القاهرة    ترامب فى ختام جولته بالشرق الأوسط: أغادر بطائرة عمرها 42 عاما.. الجديدة قادة    الزمالك: قرار لجنة التظلمات سقطة تاريخية    ضبط متهم بسرقة هاتف محمول من شخص داخل نادي بالإسكندرية    وفاة طفل وإصابة 2 آخرين آثار انهيار جزئي لعقار بالمنيا    كامل الوزير يتابع أعمال تنفيذ مشروع خط سكة حديد "بئر العبد- العريش"    «بلدنا أولى بينا».. لقاء توعوي بالفيوم لمناهضة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر    وزير الإسكان يُصدر قرارات إزالة تعديات ومخالفات بناء بالساحل الشمالي وملوي الجديدة    وزير التعليم العالي يبحث سبل تعزيز التعاون مع السفير الألماني    ترامب: نفكر في غزة وسنتولى الاعتناء بالأمر    أنجلينا إيخهورست: نثمن جهود مصر فى الحفاظ على الاستقرار ودعم القضية الفلسطينية    شبكة عالمية تحدد ترتيب الأهلي ضمن المرشحين للفوز بكأس العالم للأندية    بولندا تختار رئيسا جديدا الأحد المقبل في ظل تزايد المخاوف بشأن المستقبل    الصحة الفلسطينية: إسرائيل تنفذ تطهيرا عرقيا فى غزة.. 250 شهيدا فى غارات على القطاع    غدًا.. امتحانات الترم الثاني للمواد غير المضافة للمجموع في قنا (جدول)    جماهير برشلونة تحتل الشوارع احتفالا بلقب الليجا    تدشين كأس جديدة لدوري أبطال إفريقيا    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 16 مايو 2025 في أسواق الأقصر    كيلو الموز ب50 جنيه؟ أسعار الفاكهة اليوم في مطروح    حبس متهم بالتعدى على طفلة فى مدينة نصر    ضبط 3 أطنان أسماك مدخنة ولحوم مجمدة مجهولة المصدر فى المنوفية    مقتل عامل طعنا على يد تاجر مواشي في منطقة أبو النمرس    حال الاستئناف، 3 سيناريوهات تنتظر نجل الفنان محمد رمضان بعد الحكم بإيداعه في دار رعاية    مواصفات امتحان اللغة العربية للصف الأول الإعدادي الترم الثاني 2025    أول تعليق من يوسف حشيش بعد عقد قرانه على منة عدلي القيعي    بعد استثنائها من الدخول المجاني.. أسعار تذاكر زيارة متاحف «التحرير والكبير والحضارة»    مسارات جمال الغيطانى المتقاطعة الخيوط والأنسجة.. والتجارب والتناغمات    مفتى الجمهورية: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية ومن يفعل ذلك "آثم شرعا"    وزير التعليم العالي يثمن الشراكة العلمية بين جامعة أسوان ومؤسسة مجدي يعقوب    الصحة: خبير من جامعة جنيف يُحاضر أطباء العيون برمد أسيوط    بكلمات مؤثرة.. خالد الذهبي يحتفل بعيد ميلاد والدته أصالة    هل يجوز تخصيص يوم الجمعة بزيارة المقابر؟ «الإفتاء» تُجيب    مصطفى عسل يتأهل إلى نصف نهائي بطولة العالم للاسكواش بأمريكا    رئيس شعبة المواد البترولية: محطات الوقود بريئة من غش البنزين.. والعينات لم تثبت وجود مياه    رئيس رابطة محترفات التنس يحدد موعد تقاعده    راشفورد لن يواجه مانشستر يونايتد    لاعب المغرب: نسعى لكتابة التاريخ والتتويج بأمم إفريقيا للشباب    4 أبراج «لا ترحم» في موسم الامتحانات وتطالب أبناءها بالمركز الأول فقط    بالأسماء.. جثة و21 مصابًا في انقلاب سيارة عمالة زراعية بالبحيرة    البلشي: 40% من نقابة الصحفيين "سيدات".. وسنقر مدونة سلوك    في دقائق.. حضري سندويتشات كبدة بالردة لغداء خفيف يوم الجمعة (الطريقة والخطوات)    طريقة عمل البامية باللحمة، أسهل وأسرع غداء    بسنت شوقي: أنا اتظلمت بسبب زواجي من محمد فراج (فيديو)    توقفوا فورا.. طلب عاجل من السعودية إلى إسرائيل (تفاصيل)    أبو شقة: لدينا قوانين سقيمة لا تناسب ما يؤسس له الرئيس السيسي من دولة حديثة    بيت لاهيا تحت القصف وحشد عسكري إسرائيلي .. ماذا يحدث في شمال غزة الآن؟    د. محروس بريك يكتب: منازل الصبر    هل الصلاة على النبي تحقق المعجزات..دار الإفتاء توضح    نشرة التوك شو| حجم خسائر قناة السويس خلال عام ونصف وتحذير من موجة شديدة الحرارة    بعد غيابه في مارس.. ميسي يعود لقائمة منتخب الأرجنتين    بحضور وزير العمل الليبي.. تفعيل مذكرة التفاهم بين مجمع عمال مصر ووزارة العمل الليبية    مسابقة معلمين بالحصة 2025.. قرار جديد من وزير التربية والتعليم وإعلان الموعد رسميًا    طريقة عمل الأرز باللبن، حلوى لذيذة قدميها في الطقس الحار    25 صورة من عقد قران منة عدلي القيعي ويوسف حشيش    رامي جمال يعلن عن موعد طرح ألبومه الجديد ويطلب مساعدة الجمهور في اختيار اسمه    هل يمكن للذكاء الاصطناعي إلغاء دور الأب والأم والمدرسة؟    دعمًا للمبادرة الرئاسية.. «حماة الوطن» بالمنيا يشارك في حملة التبرع بالدم| صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ندوة المسائية تناقش:تدني المستوى الفكرى والثقافي داخل المجتمع المصري

سادت حالة من الانهيار الفكري والأخلاقي المجتمع المصري، خاصة في غضون الثلاث سنوات الماضية تحديداً بعد قيام ثورة يناير التي نجحت في إنهاء امبراطورية النظام الأسبق، ولكن أعقبها حدوث طفرة غير أخلاقية بالمجتمع، وهو ما كان له بالغ الأثر على المواطنين وترتب على ذلك تدني الفكر الثقافي لديهم، وإذا نظرنا إلى الأسباب الرئيسية في ذلك نجد "تردي" مستوى التعليم وعدم الاهتمام بالنشء وخاصة في فترة النمو الفكري لدى الأطفال الذي يرسخ في وجدانهم كل ما يدور من حولهم، أيضاً زيادة نسب الأمية خاصة في المجتمعات الريفية يعد أهم الأسباب في ذلك، لأنه كيف يكون المواطن "مثقفاً" وهو غير متعلم، بالإضافة إلى حدوث حالة من التراخي واللامبالاة من جانب المسئولين عن وزارة الثقافة وهي الجهة الرسمية المنوط بها الاهتمام بنشر الفكر والوعي الثقافي لدى المواطنين، وكذلك من المفترض أن يكون للهيئة العامة لقصور الثقافة لها الدور الأبرز في ذلك عن طريق عقد ندوات تثقيفية وعلمية بشكل مستمر والأهم أن تقوم بالإعلان عنها لحضور المواطنين للاستفادة منها، ولكن لم يحدث ذلك وأصبحت قصور الثقافة مجرد "مسميات" فقط، ولذلك كان لابد من فتح هذا الملف لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك وأوجه القصور والمعوقات التي تحول دون الارتقاء بالمستوى الثقافي داخل المجتمع، ويتضح ذلك تفصيلياً من خلال هذه الندوة:
بدأ الندوة محمد القصبى مدير تحرير المسائية قائلاً أن الندوة عنوانها "الثقافة الجماهيرية بين انيميا المال وانيميا التلقي, ودور الهيئة العامة لقصور الثقافة فى مواجهة العوار الفكرى فى المجتمع", العنوان به أبعاد كثيرة لازمة الهيئة العامة لقصور الثقافة التى تغل يدها فى اداء دورها فى اعادة هيكلة الدماغ المصرى, متسائلاً؛ هل العقلية المصرية تحتاج الى اعادة هيكلة, مؤكداً وجود دراسات بالمركر القومى للبحوث النفسية أن 63 % من المصريين يعتقدون فى الدجل والشعوذة وينفقون سنويا 10 مليارات جنيه على ذلك, وايضا وجود مشكلة الارهاب التى تنطلق من عوار الفكر الدينى المتطرف, هذه الظاهر السلبية تعوق عملية تحديث المجتمع وتحويلة الى مجتمع معرفى, فكل هذه ظواهر سلبية فى المجتمع المصرى تنم على ان المجتمع فى حالة الى اعادة هيكلة الدماغ المصرى, فما دور الهيئة العامة لقصور الثقافة فى مواجهة العوار الفكرى؟!.
أبوأحمد: وزارة الثقافة أكثر مؤسسات الدولة.. فساداً
التقط اطراف الحديث الناقد حامد ابوأحمد قائلآ؛ إن كل مؤسسات الدولة لا يحدث لها تطوير يتماشى مع التطور الزمنى حتى فى الاقسام العلمية فى الجامعات مازالت على نفس الاسلوب التى كانت تدرس به ايام السبعينيات حتى الان رغم ان عدداً كبيراً من الاساتذة درسوا فى جامعات اجنبية, لكن الاسلوب واحد لا يتغير ولا يتطور, وبالتالى العالم كله تغير ماعدا مصر, لافتاً إلى ان البلاد المتخلفة تطرأ عليها تغييرات كثيرة فى التفكير إلا مصر, والعالم العربى حدث به تغييرات, والشارع أصبح مختلفا عما كان من قبل, لان التكنولوجيا اصحبت مصدراً هاماً للتطور والنمو, ولكن مصر كما هى لا تتطور على الإطلاق, فمثلا منطقة رمسيس, منطقة مستحيل ان تصل الى ان تكون نظيفة, فالتوك توك اصبح يتواجد بها بكثرة, فهذا الانغلاق يرتبط بالتطور الاجتماعى وهو يصطحب كل شئ.
وأشار الناقد ابو احمد إلى ان اى شخص يتعين بادارة, يصطدم بأشياء سيئة كبيرة جدا, وان هذا الكم من الموظفين المتواجدين فى هيئة قصور الثقافة والذين لا تستطيع تنظيمهم او تفريغ الهيئة منهم او تأتى ببدائل عنهم فهم عقبة للهيئة, وسلبيات قصور الثقافة مثلها مثل السلبيات الأخرى, مؤكداً عدم امكانية تطور العقلية المصرية إلا بعقلية ثورية جديدة, مثل التى قام بها "مهاتير محمد" الذي قام بتطوير العقلية وخلق مجتمع جديد, وتطوير اى نموذج جديد لكى نتحول من مجتمع يعانى من التخلف الى مجتمع جديد.
وأوضح أنه؛ طالما لم يحدث للوظائف وللمؤسسات هيكلة للعقلية المصرية فالمسئولون ليسوا اهل ثقة, ووزارة الثقافة لم يحدث لها تغييرات فى عهد جابر عصفور إلا تغييرات شكلية وليس لها قيمة, فهى من أكثر مؤسسات الدولة فساداً.
عبدالرحمن: 17 ألف موظف يعملون بالهيئة ليس لهم علاقة ب"الثقافة"
وفى نفس السياق أكد سعد عبدالرحمن الرئيس الاسبق للهيئة العامة لقصور الثقافة؛ أنه من الضرورى ان نضع هيئة قصور الثقافة فى حجمها الطبيعى, ومسألة التقليل او المبالغة تأتى بنتائج غير صحيحة, فنحن نتحدث عن أزمة مجتمع, وهيئة قصور الثقافة لها دور هام في ذلك لانها أكبر وأهم قطاعات الوزارة, وتوجد قطاعات اخرى متواجدة فى هيئة قصور الثقافة لا احد يتحدث عنها ولا احد ينتقدها وتسمى مراكز قومية بمعنى انها تمتد بخدماتها من القاهرة الى مختلف نجوع مصر, ولا يحدث ذلك ويظل العبء على قصور الثقافة كاملاً, موضحا انه لا قطاع الفنون التشكيلة ولا قطاع الإرشاد الثقافى ولا المركز القومى للسينما ولا المركز القومى للمسرح ولا المركز القومى للطفل يمتد بأنشطته, ومن الممكن ان يقوم بعمل نشاط واضح, لكن لا يوجد احد يعمل خارج القاهرة سوى هيئة قصور الثقافة, وهى هيئة مجرد جزء, معناه ان امكانية الهيئة انها تؤدى افضل اذا القطاعات الاخرى قامت بعملها, واذا تواجد نوع من التعاون الحقيقى والتنسيق ما بين هذه القطاعات كى يحصل نوع من التعاون ولا يحدث شئ من التكرار.
واضاف الرئيس الاسبق لهيئة قصور الثقافة ان النشاط السينمائى والمسرحى الذى يقام خارج القاهرة, هيئة قصور الثقافة هى التى تقوم به, ولو هذه الجهات تعاملت معها فإن اداءها سيكون فى المستوى الصحيح ونشاطها سيكون افضل واكبر واكثر استيعابا, فالهيئة تتعامل مع الشخص بعد ان يتم تشكيلة وجدانيا,ً فلابد من ان نبدأ من التربية والتعليم من المنازل ولابد ألا نغفل دور المؤسسات الدينية في ذلك, وهذه هى المأساة الحقيقية, لاننا عندما نريد ان نقوم بعمل اصلاح حقيقى لهذه البلد نبدأ بالإصلاح من التربية والتعليم, فجميع القطاعات لا تستطيع الاتفاق مع بعضها, وبذور العنف تبدأ حينما يكون الشخص طفلآ, فكل هذه المؤسسات تقوم بدورها الحقيقى, والجهود التى تقوم بها الهيئة تؤتي بثمارها الى بعض الرواد ولكن البعض الآخر لا يطرأ عليه تغيير لانه تم تشكيله بصورة غير سليمة.
وألمح عبدالرحمن إلى ان هيئة قصور الثقافة مُثقلة ب17 ألف موظف, وهذه الهيئة لديها القصر الثقافى للسينما, والادارة العامة للسينما عدد خريجى المعهد العالى للسينما على مستوى 570 موقعاً بما فيها موقع القصر الثقافى فى السينما والادارة العامة للسينما لا تزيد على 10 خريجن, والنشاط الذى تقوم به الهيئة تملك اكبر عدد من فرق الموسيقى العربية على مستوى الجمهورية فى اى قطاع لا يوجد احد لديه عشرات الفرق مثل هيئة قصور الثقافة, وعدد الحاصلين على بكالوريوس معهد الموسيقى العربية او التربية الموسيقية على مستوى الجمهورية اقل من 10 مؤهلين, وان 17 ألف موظف لا يوجد بهم العناصر التى تحتاجها الهيئة, مؤكداً أنهم جاءوا في عهد السادات ومبارك فكان كل من يريد أن يتعلق بالنظام كى يستمر ويبقى بأى ثمن يغازل مجلس الشعب, وكل واحد يريد الترشح يذهب لرئيس الهيئة او للوزير قائلآ له أخي يملك مكاناً يريد التبرع به ويكون عبارة عن غرفة او شقة فى مساكن شعبية, والغرض منها انه يريد تعيين اقاربه او جيرانه او معارفه او من دائرته حتى تواجدت عملية تعينات عشوائية, وصلت الى 17 ألف موظف لا يوجد فيهم التخصصات, ولأن القضية ليست سد نقص احتياجات مختلفة تماماً, ويوجد فى الاقصر سمير فرج كان يريد متحفاً مفتوحاً وقام بهدم اماكن كثيرة ومنها قصر الثقافة وعندما تم هدمه تم تعيين 1200 موظف على قوة القصر.
واضاف عبدالرحمن ان تدريب 17 ألف موظف عندما نريد تدريبهم, فالميزانية كانت فى بداية 200 ألف جنيه وتم رفعها الى 900 ألف, ولكن هيئة قصور الثقافة تحتاج الى ان تكون ميزانيتها لا تقل عن 4 ملايين جنيه لكى يتواجد متدربين, والتدريب به مشكلات لوجود كثيرين يذهبون الى التدريب لمجرد التسلية.
وأشار إلى ان الحماية المدنية تحتاج 35 مليون جنيه على الاقل كى تخلصها على مستوى مواقعها, وميزانية الهيئة وصلت حتى الآن الى 90 مليوناً فى الباب السادس من ضمنه الاحتياجات والانشاءات, والميزانية لا تسعى لكل القصور مثل قصر الانفوشى وديارب نجم وبلبيس وقصر السادس وقصر مصطفى كامل جميعها دخل بها احلال وتجديد, وتحتاج الى تأسيس وتجهيز, والميزانية لا تتناسب مع دور هيئة الثقافة ومتطلبات والاحتياجات, والمشاكل التى من المفترض ان تعالجها, والميزانية380 مليون جنيه تقريبا منها 30 ألفا فقط فى الانشطة, لذلك لا يصلح ان تقوم الهيئة بمفردها, ولكن ضرورى ان تتكاتف جميع الهيئات الاخرى وان تمد يديها لهيئة قصور الثقافة لان الميزانيات لو تم التنسيق بين هذه القطاعات بحيث انها تعمل مع الهيئة سنجد ترابطاً كبيراً.
أبوالمجد: ضرورة إنشاء منظومة متكاملة لمواجهة "العوار الثقافي"
أكد محمد أبوالمجد رئيس هيئة الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة على ضرورة وجود رؤية حقيقية للمشهد الثقافي في مصر، والسعي وراء استقرار المؤسسات ككل وليست الثقافية فقط، لافتاً إلى أنه لابد من تداول المناصب وإتاحة الفرصة للكفاءات والكوادر الشبابية، أيضاً يرى أنه لابد من العمل على تدريب وتأهيل العاملين بوزارة الثقافة، الذين لا يتوافر بهم إلا اعداد قليلة ممن لديهم الكفاءة المطلوبة، مشيراً إلى أن سيطرة "الوساطة والمحسوبية" على المعينين كانت له أثر كبير في تدهور القطاع الثقافي لعدم تمتعهم بالقدرات والمؤهلات التي تساعد على الارتقاء بالعمل، لذلك لم ولن يحدث تطور طالما أن النماذج والأفكار الموجودة تظل كما هي، مشيراً إلى أن الدولة في الماضي كانت تساند وتقف وراء المؤسسات، على عكس ما يحدث الآن وهو أن الدولة تقف في مواجهتها.
وأضاف أنه لكي تتم مواجهة "العوار الثقافي" ينبغي ألا نحمل هيئة قصور الثقافة الأسباب بمفردها، ولكن لابد من أن تكون هناك منظومة متكاملة يكون العامل الأخلاقي فيها هو الأساس، وكذلك ضرورة الاهتمام بتعليم النشئ منذ الصغر بدءاً من سن 4 سنوات وهو سن التنوير والوعي الفكري للصغار وفي جميع المراحل العمرية، أيضاً لابد أن يتّسم الإطار الديني والعقائدي بالسلاسة والبعد الفكر المعقد، بالإضافة إلى الدور الهام الذي لابد ان يقوم به المعلمون، والصحفيون، والإعلاميون في توعية وتنوير أسرهم وجيرانهم وكل من يعرفونه، وذلك سيساهم بشكل كبيرفي نشر التوعية الثقافية.
وأشار إلى أهمية إتاحة الفرصة لمنظومة التعليم والبحث العلمي وإعلاء قيم ومفاهيم العِلم، ووضع خطة شاملة لتلك المنظومة لأهمية دورها الثقافي، وكذلك ضرورة وجود منظومة متكاملة لدعم الحريات وفتح قنوات للحوار لاستيعاب الشباب، موضحاً أن العنف والشغب الذي يحدث بالجامعات يرجع إلى عدم وجود حوار حقيقي مع الشباب وبالأخص الاهتمام بالجامعات التي يوجد بها تطرف فكري، ولابد ألا نغفل دور المفكرين والمبدعين في ذلك والذي يتطلب منهم تنظيم ندوات تثقيفية لتوعية وتنوير الشباب، أيضا لابد من تحرير منظومة الوعي الديني في المجتمع المصري.
وتابع أبوالمجد: الحديث عن الدور الهام الذي تقوم به الهيئة وتجاربها الرائدة في فترة الستينيات، وإدراكها أن "الثقافة الجماهيرية" هي قاطرة الفكر الثقافي لذلك هناك خطة ورؤية شاملة تم وضعها من جانب المسئولين المتخصصين داخل الهيئة للنهوض بها من جديد، لافتاً إلى أنه لنجاح الرؤية ينبغي الإعتماد على عدة عناصر ومنها الاستقرار داخل الهيئة، وضرورة تحديث منظومة العمل الإداري بشكل جيد، العمل على الاستثمار في الثقافة بمعنى السعي وراء إنتاج أفكار متميزة وتسويقها ، لكي تدر عائد مادي للهيئة يمكن الإعتماد عليه في تطوير قصور الثقافة، بالإضافة إلى أهمية تحرير العمل الثقافي من القيود المفروضة علية، ومنح الفرصة كاملة وأن تتم المحاسبة في النهاية، لذلك ينبغي البعد عن البيروقراطيات الثابتة التي تُهدر العمل الثقافي.
توفيق: الفكر العقيم ل"فاروق حسني" تسبب في عودة الثقافة الجماهيرية إلى الوراء
وعلى الجانب الآخر قال الدكتور أشرف توفيق أستاذ السيناريو بأكاديمية الفنون أن الوضع المتدني الحالي يحتاج إلى قيام ثورة ثقافية جديدة، وأرجع ذلك لوجود العديد من المشاكل التي تحاصر الوضع الثقافي في مصر من كافة الاتجاهات، لافتاً إلى أنه لن تعود "الثقافة الجماهيرية" إلا بعد تغيير الفكر العقيم الذي انتهجه ورسّخه فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق على مدار السنوات الماضية، مشيراً إلى أنه لابد من إعطاء الفرصة لتطبيق الفكر "الأيديولوجي"، ضرورة إتاحة الفرصة أمام العمل الجماهيري، وألا يقتصر الوضع على النخبة فقط، متسائلاً: كيف يكون هناك وجود "للثقافة الجماهيرية" في ظل عدم وجود مساعٍ لذلك؟، موضحاً أن الفترة القصيرة التي تولى فيها علاء عبدالعزيز وزير الثقافة "الإخواني" ساءت فيها الأوضاع أكثر مما كانت عليه، وكادت أن تدمر الفكر الثقافي، ولكن قيام ثورة 30 يونيه التي أطاحت بهذا النظام حالت دون ذلك.
عبدالوهاب: ضرورة العودة إلى نظرية " الأواني المستطرقة" للارتقاء بالفكر الثقافي
وتطرق علاء عبدالوهاب رئيس تحرير كتاب اليوم، عن ما حدث من انقلاب فكري بالمجتمع المصري، لافتاً إلى أننا نفتقد الآن من هم يعملون لصالح التنمية الثقافية، مع العِلم بأنه في الأعوام الماضية بالتحديد في فترة الثمانينيات كان هناك أشخاص يعملون لصالح الفكر الثقافي دون النطر إلى تحقيق مكاسب شخصية، مشيراً إلى أنه كان يتم الترتيب بين قصور الثقافة والمكتبات ومراكز الشباب عن طريق تنظيم ندوات تثقيفية بحضور بعض أئمة المساجد، أيضاً كان يتم التواصل مع كافة القائمين على الثقافة في ذلك الوقت، ولكن لا يحدث هذا حالياً، وهو ما تسبب في حدوث خلل ثقافي بالمجتمع المصري، وأرجع السبب في ذلك إلى عدم التواصل مع الشباب مثلما كان يحدث من قبل، بالإضافة إلى عدم وجود كوادر مدربة ومتخصصة لإرثاء الفكر الثقافي في المجتمع، لذلك من الممكن الاعتماد على نظرية "الأواني المستطرقة"، بمعنى انتقاء الأشخاص الذين ينتهجون الفكر الثقافي.
وانتقد الدكتور حامد أبوأحمد إهمال هيئة قصور الثقافة في عدم الاهتمام بمراجعة الكتب التابعة للنشر الاقليمي بالمحافظات، ووصفها بأنها لا تليق ودون المستوى، وذلك لعدم خضوعها للرقابة والمراجعة من جانب المختصين بالهيئة، وهو ما ساعد على تدني المستوى الثقافي على مستوى المحافظات، بالإضافة إلى أن المؤسسات في مصر تعاني من التمويل الحكومي.
وعلّق الدكتور سعد عبدالرحمن بنبرة غاضبة على ما قاله "أبوأحمد"، عن أن النشر الإقليمي بالمحافظات هو جزء من نشاط الهيئة ويخضع بشكل كامل للمتابعة من جانبها، مشيراً إلى أنه عندما كان رئيساً للهيئة قام بزيادة المخصصات المالية من 600 ألف إلى 6 ملايين جنيه وذلك للصيانات غير الجسيمة لعدد من المواقع الصغيرة والكبيرة ومازالت مستمرة حتى الآن.
وتحدث رئيس الهيئة الأسبق عن غياب دور قناة النيل الثقافية في تنمية الفكر الثقافي، ولكنها ليس لها وجود في ذلك ولا تؤدي الغرض المخصص لها، وأشتد غضبه عندما قال أحد الحضور إن هيئة قصور الثقافة ليس لها وجود في تنمية الوعي والفكر الثقافي لدى المواطنين، وأن أي منشأة ثقافية خاصة تقوم بدور أكبر منها ك"ساقية الصاوي" التي تقوم بتنظيم ندوات تثقيفية للشباب بشكل مستمر، ولكنه دافع عن الهيئة قائلاً: إنها تقوم بدور كبير في المدن والقرى والنجوع أكثر مما تفعله الهيئات الأخرى التي يقتصر نشاطها داخل نطاق القاهرة فقط، بالإضافة إلى أن الهيئة هي الجهة الوحيدة التي تعطي خدمات مجانية للجماهير والمواطنين البسطاء، وتقوم أيضاً بتوزيع الكتب مجاناً على طلبة المدارس والجامعات والجمعيات الأهلية، وذلك منذ عشر سنوات وحتى الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.