لا أعتقد أن جابر عصفور وزير الثقافة، يملك حسا سياسيا، بالمرة، بعد أن خرج علي الفضائيات قبل يومين بتصريح أبدي فيه موافقته علي مخالفة فتوي مجمع البحوث الإسلامية، بمنع تجسيد الأنبياء في الأعمال الفنية بوصفهم قدوة حسنة للبشرية. بعيدا عن المتاجرة بالدين، ومنح الفرصة للمتطرفين لتوظيف هذا القرار سياسيا في الإثارة والعنف، وهو أمر وارد بنسبة مائة بالمائة، فإن علماء مجمع البحوث الإسلامية والمفتي وقبلهما شيخ الأزهر ، أغلقوا هذا " القفص" تماما علي عصفور، ورفضوا في يونيه الماضي جميعا رأيه، ثم أعادوا كرة الرفض مؤخرا محذرين من إباحة هذا الأمر بدعوي حرية الإبداع أو لجمع الأموال أو للشهرة الإعلامية، وأوصوا بضرورة التصدي له، بعد أن أكدت أمانة الفتوي بدار الإفتاء أنه لا يجوز شرعا تجسيد الأنبياء، متهمة كل من يشارك فيه من الممثلين أو المنتجين أو المصورين بالإثم، وأن من يشاهد هذه الأعمال الفنية أو يروج لها يقع في الإثم نفسه، وموضحة أن الدعوة إلي تجسيد شخصية النبي محمد صلي الله عليه وسلم تمثل تعديا صارخا علي الثوابت الدينية واستفزازآ لمشاعر المؤمنين، مؤكدة حرمة تجسيد الأنبياء والصحابة فنيا مراعاة لعصمتهم ومكانتهم باتفاق أهل العلم حين أقول إن "عصفور" غير سياسي، فأنا هنا أعني ما أقوله إذ كيف يؤكد وزير الثقافة قبل أربعة شهور خلال مداخلة هاتفية له علي فضائية CBC two ببرنامج " انت حر" علي أن تجسيد الأنبياء فنيا اجتهاد شخصي لكن عند عرضها سوف يكون بعد الاستماع إلي رأي شيخ الأزهر والعلماء، ثم يتناقد مع نفسه ليؤكد لقناة" العربية" قبل يومين أنه لا يوجد ما يمنع تجسيد الأنبياء والرسل فنيا !! أمر خطير، ألا يعر وزير الثقافة اهتماما لفتوي مجمع البحوث الإسلاميية ودار الإفتاء فضلا عن رأي مشيخة الأزهر التي أشرنا إليه آنفا، رغم ان مخالفة أي جملة فيها، تفتح طاقة جهنم عليه و علي وزارته، وتؤجج للفتن، من جانب عوام الناس وبسطاء الخلفية الدينية، قبل المتخصصين، أو المنتسبين للجماعات الدينية الوسطية قبل الجهاديين والتكفيريين، ومن ثم علي البلاد والعباد، فيما نحن في أمس الحاجة الي الاستقرار ودفع عجلة التنمية ، ودفع كل مقوماتها في البشر قبل الموارد دون ابطاء او تأخير! يادكتور عصفور، بزيادة أزمات في الوقت الحالي، وبزيادة مواجهات لا تتحملها البلد بسبب الفن ، ولا أعتقد أن السينما والدراما المصرية العاجزتين عن منافسة الدراما التركية، سوف تستعيدان مكانتهما علي حساب تجسيد الانبياء والصحابة في الاعمال الفنية بما يخالف - في رأي الأزهر- الثوابت الدينية ، فإ ما أن تتوقف ، فتتراجع عن النفخ في كير الفتنة ، بين ساعة وساعة، وإما أن يفتح لك رئيس الوزراء قفص الثقافة، لتستقيل، أو فليطيرك "محلب" بالإقالة. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.