منار .. ضحية ساعات الاغتصاب القاتل

منار .. وردة صغيرة لم تتفتح أغصانها، براءتها تطغو على رائحتها .. طفلة لم يتعد عمرها أصابع اليدين، فهى صاحبة الابتسامة الصافية، وضفيرة الشعر الطويلة، كل مايشغل بالها اللعب مع أصدقائها والاستمتاع بأوقات فراغها، وفى إحدى الأيام هاجم الصغيرة وحش مفترس اقتلع جذورها، وسرق منها براءتها وسلبها أعز ما تملك .. فسقطت أمام رغباته جثة هامدة تتمنى الهروب من الجحيم، إلا أنها لم تستطع وفقدت الآمال فى أن تنجو مرة أخرى .. هكذا راحت والدة الضحية تصف طفلتها المدللة وتتهم زوجها وأبناء أشقائه بالتعدى الجنسى عليها لوجود خلافات أسرية بينهما، وطالبت الأم المكلومة بتوقيع أقصى العقوبة على الجناه الذين لم يرحموا صرخات وتوسلات صغيرتها .. وتعاملوا معها كأنها فتاة ليل .. تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة واتهامات الأم وبإحالته إلى النيابة العامة أمر المستشار مؤمن سالمان، المحامى العام الأول لنيابات شمال القليوبية، وبسؤال الصغيرة، انهمرت فى نوبة من البكاء، ولم تردد سوى "أنا خايفة من اللى حصل .. بابا خلى ولاد عمى عملوا حاجات قلة أدب .. وأنا زعلانة منه أوى"، فأمرت النيابة بإحالة الطفلة الصغيرة إلى الطبيب الشرعى، لتوقيع الكشف الطبى عليها، كما كلفت النيابة رجال المباحث بجمع التحريات اللازمة حول صحة الواقعة .. وأمرت بحبس المتهمين على ذمة التحقيق.
بدأت أحداث الواقعة عندما تلقى العقيد عبدالحفيظ الخولى، رئيس فرع البحث الجنائى بالخانكة، بلاغا من ربة منزل تدعى "شيماء.م"، تتهم فيه زوجها و3 من أبناء أشقائه بالتعدى جنسيا على طفلتها البالغة من العمر 8 سنوات، أثناء غيابها عن منزل الزوجية لوجود خلافات أسرية بينهما وتركت الأم على إثرها المنزل .. وبإخطار اللواء محمود يسرى، مساعد وزير الدداخلية لأمن القليوبية، تبين للمقدم أحمد الخولى، رئيس مباحث مركز الخانكة، وجود خلافات أسرية بين الزوجين، واضطرت الزوجة لمغادرة منزل الزوجية والتوجه إلى والدها، وتركت طفلتها الصغيرة، ولدى عودتها فوجئت بابنتها فى حالة يرثى لها وبسؤالها انهارت الصغيرة وجلست تروى لوالدتها تفاصيل المأساة التى تعرضت لها على يد والدها وأبناء عمومتها .. وبتقنين الإجراءات البحثية تمكن العميد أسامة عايش، رئيس المباحث الجنائية، من ضبط المتهمين وهم والد الطفلة "ع.م"، سائق، و"أحمد.خ"، وشقيقه "إبراهيم"، تلميذ بالإعدادية، و"أحمد.ش"، وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات وأقوال الضحية أنكروا الواقعة، وبإحالتهم إلى النيابة تولت التحقيق.