هل جلست فى حجره او فى غرفه مظلمه او فجأه انطفاء النور فى الحجره التى تجلس فيها ما هو شعورك وانت تجلس فى الظلام الدامس لا ترى شيئا ولا تقوى على الحركه لآنك غير قادر على تميز سكتك و اى صوت من حولك يسبب لك هلعا وتسرى فى جسدك رجفه خاصه اذا كان الصوت غريبا. و هل تتصور ان هناك افرادا يعيشون فى هذا الظلام ! وهل تصدق ان هناك من يختار طواعيه هذا الظلام و يطلبه. ان الظلام حجب للبصر و عذاب للعقل فالعقل يدرك بالمحسوسات و الظلام يحجبها و بالتالى فالعقل يصبح اعمى وحتى الحواس الاخرى تضعف لأنها لآ تأخذ التأكيد من البصر " من كان فى الدنيا اعمى فهو فى الاخره اعمى,,," ان اختيار الظلام فى الدنيا يمتد الى الاخره حيث العقاب و الظلام السرمدى. و لأن انسان الظلام لا يرى مكانه ولا مكانه ذاته و لا مكانه الآخرين فأنه يتخبط واستقبله كله خطاء واقوله كلها خطاء. الانغماس فى الدنيا لدرجه الهوس حنى تصبح فى الحقيقه هى المحبوب و الحلم و الهدف. وهذا الهوس يطفىء شموع القلب الواحده تلو الاخرى و تصبح المعاصى متعه تولد نشوه محدوده يظن انسان الظلام انها دائمه و يتعلق بها رغم ان حركه الحياه تقول بصوت عال ان كل شىء الى زوال ولكن الظلام الذى يعيش فيه هذا الكائن يسد اذانه عن كل الانذارات و ينغمس اكثر فى الدوامه السوداء . ولكن من لم يجعل الله له نورا فهو وامثاله فى الظلام يعمهون. فالأنسان هو اختياره فالذى يختار الظلام يسود فعله ووجهه و لسانه و كلماته و لمساته و نصائحه و حيث يذهب ينشر الظلام المعنوى و الفعلى انه كالجراد يدمر كل ما هو جميل و منير. الرائع والمقدس هو" ان الله نور السموات و الارض...." انه نور جلى تراه القلوب و العقول السويه التى تعيش فى الدنيا و هى مقبله على الاخره بكل الحب الحققيقى حيث النور الازلى و نعيم القرب من الله سبحانه و تعالى . انها قلوب و ارواح تحب الخير و النور قد ادركت ان النور المقدس هو ما ينير القلب و يهدى و يجلى البصيره لكى ترى ما لا يراه اهل الظلام الذين اختاروا سجن الظلام فى الدنيا و الاخره. لقد انزل الله لنا :" كتاب و نور..." و النور و الكتاب لا يفترقان فمن قرأ القران يمتلء قلبه بالنور و يجد على النور هدى . و الحقيقه الاخرى ان رسول الله عليه الصلاه و السلام نور و رحمه أرسله الله للبشر أجمعين و من سار على الهدى المحمدى فاز بنور البصيره و العقل و ابتعد عن الضلال و الظلام. بقول سيدى بن عطاء الله السكندرى:" ربما وردت عليك الانوار فوجدت القلب محشوا بصور الاثار فرتحلت من حيث نزلت." و لذلك يجب ان يخلى العبد قلبه من كل شىء سوى الله لينال الرضا و النور