لا أعتقد أن الغضب الأمريكي تجاه إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه لترشح وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة، مبني علي اعتبارات موضوعية ذات صلة من قريب أو بعيد بحق الشعب المصري في اختيار من يحكمه، حسب ادعاءات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف مؤخرا، بقدر ما يتعلق الأمر وبالتأكيد بغيرة سياسية تجاه ما اعتبره البعض انحيازاً للمعسكر الشرقي، يدفع ثمنه النظام الأمريكي، مندفعا وبإرادته تجاه "تبريد" العلاقات مع القاهرة وبذلك فإن ما اعتبرته واشنطن افتئاتا روسياً علي حق الشعب المصري في اختيار رئيسه لمجرد وصف الرئيس بوتين لتوجه السيسي بالترشح للرئاسة في مصر بالقرار المسئول وقوله للمشير: «إنكم تضعون علي عاتقكم مصير الشعب المصري" معرباً عن أمله في تعاون واسع النطاق بين البلدين بعد الانتخابات الرئاسية، فإن موسكو، وفي المقابل، تعتبر الرفض الأمريكي ل30يونيه هو أيضا افتئاتاً موازياً، بل وتدخلاً ينتقص من إرادة المصريين تجاه قرارهم عزل الرئيس السابق محمد مرسي،ورفضهم والحال كذلك اعتبار الثورة الأخيرة انقلابا!! إذن العقدة وباختصار، تكمن أولا في تأكيد الرئيس الروسي للمشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع خلال زيارته الأخيرة لموسكو والسفير نبيل فهمي وزير الخارجية، دعمه الكامل لمصر ضد الإرهاب، بوضع الخبرات الروسيه فى مواجهته بالشيشان وشبه جزيرة القوقاز تحت أمر مصر، ليس هذا فحسب، بل إن القرار الروسي بفتح كل قنوات التعاون الثنائي مع القاهرة في مختلف المجالات العسكرية، والاقتصادية، اثار هو الآخر حفيظة الأمريكان، حيث كانت واشنطن تناور به - ومازالت- بين عصا " المعونة" وجزرتها، بما عطل مناخ الاستقرار الذي يبحث عنه المصريون في عودة الأمن، والسياحة، ليتعافي الاقتصاد ، ومعهم بالطبع عجلة التنمية. الأمر الثالث، فيتعلق بانزعاج واشنطن من ترحيب موسكو بالإسهام في حل الخلافات القائمة مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، وما لذلك من تداعيات تتعلق بصورة مباشرة بمستقبل مصر المائي علي خلفية فشل مفاوضات الحل مراراً وتكراراً وصلت في النهاية إلي طريق مسدود، يعلم الكافة هوية الأصابع الخارجية المشبوهة التي تجيد اللعب في هذه المنطقة. يبدو أن التطور الإيجابي الحاصل الآن من خلال التواصل المصري مع روسيا، قد أصاب الولاياتالمتحدةالأمريكية ب" الخضة"، فرفضت واشنطن ما كانت تعتبره حقاً حصرياً لها إذا ما رضيت أو كرهت، وسارت تنتقد اللاعب الروسي العائد بقوة لممارسة دوره المنتظر، لمجرد أن مصر الجديدة صححت المسار وأعادت توزيع كروت اللعبة السياسية علي الطاولة دون الالتفات ل" كارت" ال99% الأمريكي الذي كان يفرضه الرئيس السادات علي " لاعبي" المنطقة وقت اختفاء الكارت الروسي !! This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it. ا