ساد الهدوء صباح اليوم ميدان التحرير بعد يومين من المظاهرات الحاشدة التى شهدها الميدان, احتجاجا على الأحكام الصادرة بحق الرئيس السابق حسنى مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلى ومساعديه الستة ورجل الأعمال الهارب حسين سالم. واستمر اغلاق الميدان أمام حركة سير السيارات لليوم الثالث على التوالى; حيث مازالت الحواجز الحديدية موضوعة على مختلف مداخل الميدان, فى الوقت الذى يقوم شباب اللجان الشعبية المشرفة على مداخل الميدان بالسماح لبعض السيارات بالدخول فى نطاق محدود, وهو ما أدى الى حدوث نوع من التكدس المرورى بشوارع وسط القاهرة, نظرا لأن اليوم الاثنين يعتبر بداية أيام الذروة المرورية فى البلاد. وشهد الميدان مثل كل صباح حلقات نقاشية موسعة بين المتظاهرين حول أهم الأحداث التى شهدها الميدان خلال مظاهرات اليوم السابق وماهية الخطوة القادمة, كما حث المتظاهرون المواطنين المارين من الميدان صباح اليوم على الانضمام اليهم لاستكمال تنفيذ مطالب وأهداث الثورة. واتفق المتظاهرون والمعتمصون فى الميدان على عدم تركهم للميدان الا عقب تنفيذ كافة مطالبهم المتمثلة فى وقف إجراء الانتخابات الرئاسية , وتشكيل مجلس رئاسي مدني من عدد من المرشحين الذين خرجوا من سباق الانتخابات ومستقلين, وتطهير القضاء والإعلام, وتشكيل محاكم ثورية لمحاكمة رموز النظام السابق بشكل علني. كان عدد من القوى السياسية والثورية قد واصلوا اعتصامهم المفتوح في ميدان التحرير بعد منتصف ليل "الأحد" لحين تحقيق جميع مطالب الثورة .. كما بدأ مئات المتظاهرين في مغادرة الميدان بعد وسط دعوات لمظاهرة كبرى الثلاثاء المقبل في الميدان. وشهد الميدان في الساعات الأخيرة من الليل مشادات كلامية بين عدد من المتظاهرين بسبب اختلافهم على دعم المرشحين في جولة الاعادة لانتخابات الرئاسة حيث تحمس البعض لمرشح جماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي فيما انحاز آخرون للمرشح المستقل الفريق أحمد شفيق بصفته رمزا للدولة المدنية, بينما دعا بعضهم لمقاطعة الانتخابات نهائيا أو إبطال الأصوات. ورغم قلة عدد المتظاهرين مساء الأحد مقارنة بليلة أمس السبت, إلا أن عدد الخيام زاد في أرجاء الميدان بشكل ملحوظ وسط مطالبات بعدم مغادرة الميدان حتى القصاص العادل من قتلة الثوار. جدير بالذكر أن هذه المظاهرات والاعتصام في ميدان التحرير يواكبه إعتصامات في محافظات مختلفة أبرزها الأسكندرية والسويس إحتجاجا على الحكم الذي صدر السبت ببراءة 6 من كبار مساعدي وزير الداخلية السبق حبيب العادلي من تهم قتل المتظاهرين وذلك بالرغم من إدانة العادلي نفسه والرئيس السابق مبارك والحكم على كل منهما بالسجن المؤبد.