أوباما: لا أجوبة سهلة لمواجهة الأزمة السورية

اتفقت روسيا والولايات المتحدة الثلاثاء في موسكو على حث النظام السوري ومعارضيه على التوصل لحل سياسي للنزاع في سوريا، وعلى عقد مؤتمر دولي في أسرع وقت، لكن الرئيس الأميركي لا يرى الأمر سهلًا.
واشنطن:دافع الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء عن الاستراتيجية التي تبنتها حكومته في ملف النزاع السوري، ولكنه أقر بعدم وجود "أجوبة سهلة" لمواجهة هذه الازمة. وردًا على سؤال لوكالة فرانس برس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الكورية الجنوبية بارك غوين هي، قال اوباما: "يمكن أن نفهم أن هناك رغبة في ردود سهلة".
وحث اعضاء في الكونغرس الاميركي اوباما على تبني سياسة اكثر تشددًا ضد نظام الرئيس بشار الاسد من خلال اعطاء الضوء الاخضر لتسليم اسلحة الى المتمردين أو اقامة منطقة حظر جوي. ولكن الرئيس الاميركي استمر الثلاثاء على خط حذر مشيرًا الى أنه لا يمكن بناء قراراته إلا "على تحليلات صلبة".
واضاف "لا اتخذ قرارات على اساس الانطباعات. لا استطيع أن اجمع تحالفات دولية حول تصورات. حاولنا ذلك في الماضي، بالواقع، وهذا الامر لم يعطِ نتائج جيدة بما فيه الكفاية"، في اشارة الى غزو العراق قبل عشر سنوات.
في العام 2003، تذرع سلفه الجمهوري جورج بوش بوجود "اسلحة دمار شامل" لتبرير الاطاحة بنظام صدام حسين. ولم يتم العثور ابدًا على هذه الاسلحة حتى بعد سقوط الديكتاتور. وقال اوباما ايضًا "منذ بدء رئاستي قلت في عدة مناسبات إنني سأقوم بشيء ما وانتهى الامر بحصوله"، مشيرًا خصوصًا الى اسامة بن لادن ومعمر القذافي الخصمين اللدودين للولايات المتحدة، واللذين قُتلا في 2011.
واوضح "على الاسرة الدولية من الآن وصاعدًا أن تكون على علم بأننا نفي بوعودنا". واتفقت روسيا والولايات المتحدة الثلاثاء في موسكو على حث النظام السوري والمتمردين على ايجاد حل سياسي للنزاع، وكذلك على تشجيع عقد مؤتمر دولي حول سوريا "في أسرع وقت".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام محادثات مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري "اتفقنا على أن تشجع روسيا والولايات المتحدة الحكومة السورية ومجموعات المعارضة على ايجاد حل سياسي" للنزاع.
واضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك بأن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا ايضًا على ضرورة محاولة تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا "بأسرع وقت ممكن" واذا امكن هذا الشهر. وحدد اتفاق جنيف حول سوريا الذي تم التوصل اليه في 30 حزيران/يونيو الماضي من قبل القوى العظمى الطريق الواجب اتباعه من اجل تشكيل حكومة انتقالية ومن دون التطرق الى مصير الرئيس بشار الاسد.
ومن ناحيته، قال كيري "نعتقد بأن بيان جنيف هو الطريق الواجب اتباعها من اجل وضع حد لإراقة الدماء في سوريا". وكان وزير الخارجية الاميركي وصف في وقت سابق المحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها كانت "بناءة جدًا وحارة جدًا وودية".
واكد لافروف مجددًا على أن رحيل الاسد الذي يطالب به الغربيون لا يجوز أن يكون شرطًا مسبقًا مشددًا على كون روسيا لا تشجعه على البقاء في السلطة.