السؤال: قرأت في بعض الكتب أن الأضحية واجبة. ثم قرأت في كتاب آخر أنها سُنَّة. لكن يستحب أن يضحي كل واحد من أهل البيت عن نفسه لأن الأضحية تجزيء عن واحد فقط إذا كانت شاة فما هو الصواب في هذه المسألة أرجو الإفادة؟ يجيب عليها الشيخ عادل عبدالمنعم أبوالعباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر: الأضحية هي كل ما يذبح من الإبل أو البقر أو الغنم تقربا إلي الله تعالي في أيام عيد الأضحي. وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة منها ما أخرجه ابن ماجة والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلي الله من هراقة الدم. وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها. وإن الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع علي الأرض فطيبوا بها نفساً". وقد تعرض الفقهاء لمسألة ما إذا كانت الأضحية واحبة أم سُنَّة. ففي مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان أنها تجب علي القادر شكرا لله علي نعمة الحياة. وإحياء لميراث نبي الله إبراهيم عليه السلام. ومطية علي الصراط ومغفرة للذنوب. واستدل علي وجوبها بقول الله تعالي: "فصل لربك وانحر" وهذا أمر لرسول الله صلي الله عليه وسلم بصلاة العيد والنحر بعد الصلاة والأمر هنا يدل علي الوجوب. وما وجب علي رسول الله وجب علي أمته. لكن جمهور العلماء قالوا: إن الأضحية سُنَّة ولا تجب إلا إذا كانت بنذر والراجح ما ذهب إليه الجمهور من أنها ليست بواجبة فمن تركها لم يأثم وإن كان موسراً ما لم يكن تركه لها رغبة عن إتيان السنن. أما مسألة تعدد الأضحية عن كل واحد من البيت فعلي ما أعلم لم يؤثر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا عن أحد من صحابته من قال بتعددها علي أهل البيت بل هي سُنَّة علي الكفاية. وقد ورد في الموطأ للإمام مالك عن عمارة بن عبدالله أن عطاء بن يسار أخبره أن أبا أيوب الأنصاري قال: "كنا نضحي بالشاة الواحدة يذبحها الرجل عن نفسه وعن أهل بيته. ثم تباهي الناس بعد فصارت مباهاة". وسئل الإمام مالك عما إذا كانت الشاة الواحدة تجزيء عن أهل البيت فقال: نعم إن ذبح شاة واحدة عن جميعهم أجزأه. ومعلوم كما قلنا إن الأضحية قربة إلي الله تعالي وكلما كانت القربة في حدود اليسر كان ذلك ادعي لقبولها لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها. والأهم أن يخلص المرء النية لله تحقيقاً لقوله تعالي: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين". المصدر: مجلة " عقيدتي "