الرياض : تزايدت في الآونة الأخيرة ظاهرة تحويل المواقع الغنائية إلى مواقع إسلامية واسعة الانتشار ، بالأضافة إلى تحول عدد من القنوات الفضائية إلى قنوات إسلامية هادفة تخدم المجتمع الإسلامي وتبعث القيم والمبادي الخيرة فيه. وحول تحويل هذه المواقع و القنوات التقت جريدة " المدينة " السعودية ، بعدد من الدعاة والمشايخ الذين شاركوا في تحويل بعض القنوات وكان لهم المساهمة الفعالة وقد عبروا عن ارتياحهم لهذا التحويل الذي يفيد الأمة الإسلامية. في البداية يقول محمد بن مجدوع بن ظافر الشهري، المشرف العام على موقع «إعفاف» للزواج والإصلاح الأسري وأحد الذين ساهموا في تحويل قناة الخليجية : إن الإنسان في هذه الحياة مبتلى ويحيط به أعداء كثيرون، من شياطين الإنس والجن، يحسنون القبيح، ويقبحون الحسن، ينضم إليهم النفس الأمارة بالسوء، والشيطان، والهوى، يدعونه إلى الشهوات، ويقودونه إلى مهاوي الردى. ينحدر في موبقات الذنوب صغائرها وكبائرها، ينساق في مغريات الحياة، وداعيات الهوى، فيجد مع ذلك ضيقا وحرجا وشعورا بالذنب والخطيئة فيوشك أن تنغلق أمامه أبواب الأمل، ويدخل في دائرة اليأس من روح الله والقنوط من رحمته تعالى.. ولكن الله العليم الحكيم، الرؤوف الرحيم بخلقه، الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؛ فتح لعباده أبواب التوبة، ودلهم على الاستغفار وجعل لهم من أعمالهم الصالحة كفارات، وفي ابتلاءاتهم مكفرات. والله جل وعلا يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ومن ظن أن ذنبا لا يتسع لعفو الله فقد ظن بربه ظن السوء. وقيل للحسن رحمه الله: ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود؟ فقال: “ودّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا، فلا تملوا من الاستغفار". إن العبد إذا اتجه إلى ربه بعزم صادق وتوبة نصوح موقنا برحمة ربه واجتهد في الصالحات دخلت الطمأنينة إلى قلبه، وانفتحت أمامه أبواب الأمل، واستعاد الثقة بنفسه، واستقام على الطريقة، واستتر بستر الله. وما حصل من تحول وتوبة من قناة " الخليجية" والعودة إلى رب البرية لهو من أجل الأعمال وأنفعها فبدل أن تدل على المعصية وتعين عليها، صارت دليل خير ومشعل هدية لكل مشاهد، وقد شرفت بالمشاركة مع الأحبة في قناة " الخليجية" في عملية التحول والفضل لله أولا وآخرا. وإن كان من حديث عن التحول فإن الأمر قد بدأ مع بداية العام الحالي والاتصالات والترتيب وكان على رأس هذه الجهود المباركة مالك القناة الدكتور الفاضل منصور بن كدسة ومن بعده مدير القناة ودينمو عملية التغيير الأستاذ الجليل عاطف عبدالرشيد الذي بذل جهودا مشكورة وأعمالا معروفة حتى حصل أمر التغيير وكان معنا في قافلة التغيير من المشايخ والفضلاء عدد مبارك أبدوا التجاوب والتعاون والمبارك وأظهروا الأفكار والاقتراحات وكان منهم الدكتور المبارك خالد الجبير والدكتور الشيخ محمد الهبدان والدكتور الشيخ محمد العريفي وغيرهم كثير وإن لم نذكرهم فعند الله ذكرهم خير وأبقى، وانطلقت قافلة التوبة والتغيير بجمع بعض المواد الإعلامية الدعوية والعلمية والتربوية والترفيهية وبدأ بعد ذلك التسجيل الخاص للقناة ويتم الإرسال مباشرة إلى مركز البث في القاهرة ويتم عمل المونتاج والبث بعد ذلك. من جانبه يقول الشيخ خالد بن عبدالله الخليوي: لقد أفرحتنا كثيرا كثيرا تلك الانتقالة المباركة وذاك القرار الشجاع الذي قام به المسؤولون عن قناة " الخليجية " حفظهم الله، فقد قاموا بما يجب عليهم أن يقوموا به من التوبة إلى الله سبحانه وتعالى وأن يرى الله عبر قناتهم ما يرضيه ويفرحه وقد أروه من قبل ما يسخطه ويغضبه، وسيرون بإذن الله من التوفيق والبركة والسعادة ما لا يخطر لهم على بال لأن من تاب إلى الله تاب الله عليه، ومن استعان به أعانه، وما صدق أحد مع الله إلا وصدق معه، وربنا شكور وكريم.. ولقد يسّر الله مقابلة المشرف على القناة فضيلة الشيخ مسعود الغامدي فقد أبهج نفوسنا بذكر ما ينوونه في مستقبل هذه القناة، ويسّر الله كذلك أن سجلتُ لهم برنامجا في 20 حلقة بعنوان «روائع» وتسجيل ما يزيد على 10 حلقات من برنامج «فيض الخاطر» والمشاركة في برنامج «ندوة الخليجية» فالحمد لله أولا وآخرا.. كما أقترح على الجميع تكوين لجنة أو لجان لزيارة بعض ملّاك القنوات العربية لتذكيرهم بربّهم تعالى وحقوق أمتهم عليهم وبيان الآثار الخطيرة لقنواتهم المنحرفة وإني لأرجو أن يكون هناك ردود فعل محمودة إلى حدٍ بعيد.. فإلى التجربة أيها الكرام وأبشروا بالإعانة والتوفيق من الواحد العلّام. ويقول الشيخ عبداللطيف بن هاجس الغامدي: ليس العجيب أن يتوبوا من الباطل ويثوبوا إلى الحق، ولكن العجب العجاب أن يستمروا في نشر الرذائل والصد عن الفضائل. ولو علموا بأنهم سيحملون أوزارهم ومن أوزار الذين يضلونهم فوق ظهورهم يوم القيامة والحسرة والندامة لكانت لهم مع أنفسهم وقفة محاسبة ومعاتبة، فلا طاقة لهم بعذاب الله فيما يخصهم من ذنوب، فكيف يطيقون احتمال ذنوب غيرهم معهم في موازين سيئاتهم وفي ديوان أعمالهم؟ فإن من الناس ناسا يموتون يوم يموتون وتموت ذنوبهم معهم، ومن الناس من يموتون ومازالت ذنوبهم تأتيهم في قبورهم، فالناس يرتكبون الحماقات ويجترحون السيئات ويأتون بالعظائم، وهم يحاسبون عليها ويعاقبون بها لأنهم السبب فيها وأعانوا عليها، فسعدا لمن مات وماتت ذنوبه معه. وليس من العقل في شيء لمن خسر في مشروع تجاري أن يستمر في تجارته وإلا وصفناه بالجنون والتهور، فكيف بمن خسارته تزيد في كل لحظة من حياته في تجارته مع الله، فهو يصد عن سبيل الله ودينه بما يبثه من صور قبيحة ومناظر مخزية كانت فتنة للقوم الظالمين، وكم كانت تلك المشاهد السيئة في الكثير من القنوات أو المواقع سببا في الصد عن الإسلام وتشويه صورته الجميلة بتلك القبائح التي يراها من يدرس الإسلام ويتابع أحوال أهله، فيقول: ما الفرق بيننا وبينكم؟ وبماذا تمتازون عنا؟ فلو كان في دينكم خير لظهر عليكم ولبان في مسلككم. ويا لها من حسرة مرّة عندما نرى الكثير من غير المسلمين يتفانون في نشر دينهم المحرف ويبذلون الأنفاس والنفائس في تحسين صورته وتحبيب الناس فيه، ثم ينقلب البصر إلينا خاسئا وهو حسير عندما نرى بعض أبناء ملتنا وهم يصدون عن دينهم الحق ويشوهون صورته بأيديهم، فيا قبحا لهم. وإني من هذا المنبر الإعلامي أدعو كل من له يد في تلك القنوات أو المواقع أن يصلح من حالها بما يتوافق مع الحق قبل أن يوضع في لحده لوحده بلا نصير من الناس ولا معين من الخلق الذين كانوا يزينون له الباطل، فيتمنى الرجوع ليصلح ما أفسده بيده وماله وفكره ووقته، ولكن حيل بينه وبين ما يشتهي، فما أسرع الانتقال إلى الله، وما أعجل الوقوف بين يديه ليحاسب أولئك الذين استخدمهم الشيطان وأعوانه في إضلال الناس عن دينهم، وحينئذ تنقطع الحجج ويبوء المسكين بخسران مبين. ويقول الداعية الشيخ مسفر المريخ: مع مطلع شهر رمضان المبارك طالعتنا بعض المواقع الإلكترونية تزف البشرى للأمة الإسلامية بتوبة عدد من أصحاب المواقع الغنائية وتحويلها إلى منتديات إسلامية وكذلك البشرى العظيمة لتحويل قناة «الخليجية» من قناة طرب وغناء إلى قناة قرآن ونداء وليس بغريب على المسلمين العقلاء الذين وفقوا لقراءة القرآن وسماع كلام ربنا، ونحن بدورنا نهنئ أصحاب المواقع الغنائية التائبين والقائمين على قناة «الخليجية» المباركين على العودة إلى الصواب وإثلاج صدور المؤمنين ونشكرهم على التبصر في أمرهم في ظلال قوله تعالى (بَلِ الإنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * ولَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ). هؤلاء الفضلاء رفضوا الشهرة ورفضوا الأموال ورفضوا بريق المديح والثناء وجمعوا قوامهم وحملوا أنفسهم على قبول الحق.