السؤال : ما حكم من أكل أو شرب في نهار رمضان ناسيا ؟ - يقول الداعية الدكتور يوسف القرضاوي: الإنسان بطبيعته عرضة للنسيان.. ولقد وصف القرآن أبا البشر آدم بالنسيان لأهم تكليف كلف به وهو الامتناع عن الأكل من الشجرة.. قال تعالى: “وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ". ومن واقعية الشريعة الإسلامية ويسرها أنها راعت هذا الجانب في الإنسان فأعلنت رفع الإثم عن الناسي، ومثله المخطئ والمكره، لأن المسؤولية ثمرة القصد والإرادة وهؤلاء لا إرادة لهم، لهذا جاء في الحديث: “إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" وفي القرآن الكريم: “رَبنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا" (البقرة: 286)، وفي الصحيح: “إن الله تعالى قال: قد قبلت" أي أجاب الدعاء، وفي هذا الإطار جاء الحكم النبوي بشأن الصائم الذي ينسى فيأكل أو يشرب وهو غير ذاكر لصومه، فلم يعتبر أكله ولا شربه في حال النسيان قاطعا لصومه بل هو رزق ساقه الله إليه، وصومه صحيح. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكل أو شرب ناسيا فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه". وفي رواية: “إذا أكل الصائم ناسيا أو شرب ناسيا، فإنما هو رزق ساقه الله إليه ولا قضاء عليه". وفي رواية أخرى: “من أفطر يوما من رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة". المصدر: جريدة " الخليج " الإماراتية