اختصر الطريق وكافح الملاريا بالناموسية والمبيد الحشري محيط – سهير عثمان
البعوضة المسببة للملاريا كلمة ملاريا (بالإنجليزية: Malaria) أصلها الكلمة اللاتينية malus aria وبالإيطالية mala aria أي الهواء الفاسد إشارة إلى توالد بعوض الملاريا في المستنقعات والمياه الراكدة.
وكان القدماء يعتقدون أن الملاريا ينقلها هواء المستنقعات، لهذا كان الإنجليز يسمونها حمى المستنقعات (بالإنجليزية: swamp fever) والعرب يطلقون عليها البرداء لأنها تسبب الرعشة الشديدة .
والمعروف أن هذا المرض من الأمراض الفتاكة، لذلك أوصت منظمة الصحة العالمية المسافرين إلى المناطق الموبوءة باستعمال الدواء المناسب مباشرة بمجرد الإحساس بارتفاع درجة الحرارة أثناء السفر أو بعده، إلي 38 درجة مئوية أو عند ظهور أي أعراض للملاريا دون الإنتظار لتشخيص الطبيب.
وحول سبل الوقاية من هذا المرض الفتاك، أكدت دراسة علمية حديثة أجريت مؤخرا في منطقة الأمازون في بوليفيا أن أفضل وقاية من الإصابة بمرض الملاريا هى النوم ليلا تحت ناموسية مشبعة بمبيد حشري ووضع مادة طاردة للحشرات علي الجلد.
ووفقا للدراسة التي نشرت في المجلة الطبية الألمانية إن المزج بين الوسيلتين يزيد فرص الوقاية من الإصابة بالملاريا بنسبة 80 بالمئة مما لو استخدمت الناموسية فقط .
وأجريت الدراسة علي أربعة آلاف شخص يعيشون في منطقة الأمازون في بوليفيا، ناموا جميعا تحت ناموسية مشبعة بالمبيد الحشري "بيريترويد" حيث تم وضع مادة طاردة للحشرات مستخلصة من شجر الأوكالبتوس علي جلود نصفهم، بينما تم تغطية جلود النصف الآخر بمادة وهمية لا تأثير لها.
وكان معدل الإصابة بالمرض لدي أفراد المجموعة صاحبة المادة الوهمية لمن هم فوق سن الخامسة عشرة أكبر خمس مرات من نظرائهم في المجموعة التي تم وضع مادة طاردة للحشرات علي جلودهم.
والمعروف أن الملاريا مرض التهابي خطير، يسببه طفيلي خاص يسمى البلازموديوم ، الذي يدخل إلى الكريات الحمراء في جسم المريض فيخربها، ويترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض والعلامات أهمها :الحمى وفقر الدم وتضخم الطحال.
وينتشر هذا المرض في بلدان العالم الثالث الفقيرة وينتقل إلى الأطفال عبر أكثر من طريقة، أهمها عن طريق البعوض، الذي يكثر بعد هطول الأمطار، وخاصة في المناطق الفقيرة والمهملة ، والتي لا يوجد فيها تصريف صحي جيد لمياه الأمطار والمجاري.
إنجازات علي الطريق
وهذا المرض الذي يتسبب في وفاة طفل كل 30 ثانية حول العالم ، جعل الباحثين يتسابقون في تطوير عقاقير للعلاج ،حيث نجح فريق من العلماء بأستراليا في تحقيق انجاز علمي في مكافحة الملاريا.
ويطرح البحث الجديد، الذي أجرى بالتعاون بين "جامعة موناش" بولاية "فيكتوريا و"جامعة التقنية" بسيدني، أسلوباً جديداً في معالجة والسيطرة على المرض، الذي يصيب نصف مليار شخص ويتسبب في القضاء على قرابة مليونين منهم سنوياً.
افريقيا تحتل نسبة كبيرة في الاصابة بالمرض وقد نجح فريق البحث في جامعة موناش، بقيادة بروفيسور جيمس ويستوك، خلال تجاربه المخبرية، في شل ميكانيكية حياة طفيلي الملاريا عبر تجويعه والقضاء عليه، مؤكداً أن النتائج تؤسس قاعدة علمية لتطوير أنواع محددة من الأدوية لعلاج المرض.
وأضاف الباحثون أن قرابة 40 في المئة من سكان العالم عرضة لخطر الإصابة بالملاريا رغم أنه في مرحلة مبكرة، إلا أن الكشف قد يوفر يوماً العلاج لنحو 2.5 مليار شخص حول العالم.
وتمثل الملاريا المقاومة للعقاقير معضلة متنامية للعلماء، ويتطلب التصدي لها تبني استراتيجيات علاجية جديدة بشكل عاجل، ويشكل الكشف العلمي إضافة إلى علاجات جديدة واعدة لمكافحة الملاريا، تجري التجارب عليها على البشر حالياً في سويسرا.
وتمكن باحثون أمريكيون من تطوير دواء جديد بطعم ثمار الكرز مضاد للملاريا يسهل على الأطفال ابتلاعه ، خاصة أن حبة الدواء ليست مُرّة مثل العقاقير الحالية ويمكن أن تنقذ حياتهم. وأضاف الباحثون أن القرص لا يحتاج لسحقه قبل تناوله مما يسهل على الاطفال في المناطق التي يستوطن فيها المرض الالتزام بالعلاج.
وفي الدراسة التي شملت 899 طفلا حصل حوالي نصفهم على حبة الدواء الجديدة بطعم الكرز، فيما حصل الباقي على عقار "كوارتيم" المسحوق والاثنان احتويا على نفس حجم الدواء، ووجد الباحثون أن معدل العلاج والقيء تساوى لدى المجموعتين بعد 28 يوما.
وقال باحثون أخرون إن عقار كوارتيم المكون من مادتي أرتيميثر ولوميفانترين المقاومتين لمرض الملاريا هو أكثر الادوية شيوعا المضادة للملاريا في افريقيا وايجاد تركيبة تسهل على الاطفال الحصول على الدواء أمر مهم.