استوكهولم: منحت أكاديمية نوبل الثلاثاء جائزة نوبل للفيزياء لعام 2008 لأمريكي ويابانيين تكشف أعمالهم بعض اسرار ولادة الكون والانفجار الكوني العظيم الذي وقع قبل 14 مليار سنة . وبحسب بيان لجنة نوبل، فإن الجائزة منحت الى يويشيرو نامبو الذي يبلغ من العمر 87 عاما وهو امريكي ولد في اليابان عام 1921 وكان يعمل في معهد انريكو فيرمي في شيكاغو، على اكتشافه "آلية انكسار التناظر التلقائي في الفيزياء دون الذرية" ويمكن تشبيه مبدأ هذه الآلية بسقوط قلم موضوع على رأسه، يكون قبل سقوطه في حالة من التناظر غير انه يميل الى جهة معينة دون اخرى حتى اذا لم تمارس اي قوة عليه. واستخدمت نتائج ابحاث نامبو الى حد بعيد لوضع نظرية "النموذج القياسي" وهي تستخدم لحساب تأثير التفاعل القوي الذي يربط بين البروتونات والنيوترونات في نواة الذرات. اما الباحثان اليابانيان ماكوتو كوباياشي وتوشيهيدي ماسكاوا، ففسرت اعمالهما ان انكسار التناظر في هذا "النموذج القياسي" يفترض "وجود ما لا يقل عن ثلاث عائلات من الكواركات في الطبيعة". والكواركات هي جسيمات اساسية من المادة تؤلف تحديدا البروتونات والنيوترونات وبالتالي نواة الذرات، وعند تشكل الكون، كانت المادة موجودة على شكل سائل كثيف وحار يطلق عليه اسم "بلازما الكواركات واللبتونات" وعندما بردت المادة تكتلت جسيمات الكوارك فشكلت البروتونات والنيوترونات وغيرها من الجزيئيات المركبة. وموضوع التناظر هو من اسرار الفيزياء الكبرى، فعند تشكل الكون جراء ما يعرف بالانفجار الكوني العظيم، تشكلت المادة والمادة المضادة بكميات متساوية وكان من المفترض ان تلغي بعضها البعض، غير ان "الامر لم يحصل على هذا الشكل" بحسب ما جاء في بيان لجنة نوبل. وتابعت الاكاديمية "حصل انحراف بسيط بقيمة جزيئية اضافية من المادة لكل عشرة مليارات جزيئيات من المادة المضادة ، وهذا الانكسار للتناظر هو الذي اتاح على ما يبدو بقاء كوننا". وباثباتهما وجود ثلاث عائلات من الكواركات، فتح كوباياشي وماسكاوا الطريق امام سلسلة طويلة جدا من الاختبارات في فيزياء الجسيمات، ولا سيما لرصد الكواركين الاعلى والادنى. وسيسلم ملك السويد الفائزين بجائزة نوبل للفيزياء في العاشر من ديسمبر ميدالية ذهبية وشهادة وشيكا بقيمة "1.2 مليون يورو" يقسم الى نصفين النصف الاول للعالم الامريكي والنصف الثاني للعالمين اليابانيين بالتساوي.