واشنطن: أكد خبراء أمريكيون أن ظهور المدن الكبيرة في عصر الاستعمار في بلدان افريقيا الواقعة جنوب الصحراء في أوائل القرن العشرين أدى إلى انتشار مرض الإيدز. وقد قام الخبراء بتحليل عينة من العينات الأولى التي تحتوي على الفيروس الذي يعتقد أنه يسبب مرض الايدز، وهذه العينة اخذت في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1959. وتشير الدراسة التي نشرت في دورية "نايتشر" العلمية إلى ان الفيروس ربما يكون قد انتقل من القردة إلى الانسان بين 1884 و1924. والمعروف أن مرض الايدز قد ظهر للمرة الأولى عام 1981 لكن الفيروس كان موجودا قبل ذلك بعشرات السنين. وHIV ليس فيروسا واحدا بل سلالات متعددة وفصائل مختلفة بعضها اشترك في الحالات الأولى للاصابة البشرية. ويعتقد العلماء أن هذه الاصابات الأولية بالمرض قد تكون راجعة إلى أكل لحم القردة المصابة بفيروس مشابه. ووفقا لما ذكرته شبكة BBC ، ذكرت دراسة نشرت العام الماضي أنه قد تم التوصل إلى تحديد أحد الفيروسات القاتلة التي تدخل في مجموعة HIV المسئولة عن ظهور حالات الاصابة الحديثة بالمرض في الولاياتالمتحدة وأوروبا في عينة أخذت في مدينة ليوبولدفيل، العاصمة القديمة للكونغو زمن الاستعمار البلجيكي والتي أصبحت حاليا كنشاسا. وقد وجد فريق الأبحاث نفسه في جامعة أريزونا أن عينة أخرى أخذت عام 1960 من مريض مختلف في المدينة نفسها تحتوي على فصيلة أخرى من الفيروس. وعن طريق تحليل الفروق الدقيقة بين الفيروسين ومع الأخذ في الاعتبار المدة الزمنية التي انقضت قبل تشكل تلك الفروق، وجد العلماء أن الفيروس الأصلي الذي تولد منه الفيروسان ربما يعود إلى 50 عاما مضت. وربما يكون وجود أعداد كبيرة من البشر تقطن في منازل متجاورة في مدن مثل هذه المدينة التي نشأت في عصر الاستعمار البلجيكي قد أدى إلى زيادة الاحتكاك وبالتالي زيادة فرصة انتشار الفيروس.