لندن: أكدت دراسة بريطانية أن الطيور تلجأ إلى السلوك التكيفي، لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية التي تطال كوكب الأرض، حيث تعمد إلى وضع البيض في وقت مبكر من موعده، لضمان حصول صغارها على كفايتهم من الغذاء. وأوضحت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين في جامعة أكسفورد البريطانية أن طائر القرقف الكبير Parus major، يلجأ إلى وضع البيض قبل موعده بنحو أسبوعين، مقارنة مع ما كان يحدث قبل نحو خمسين عاما، ليستفيد الصغار من وفرة الديدان خلال فصل الربيع، الذي بات يشهد ارتفاعاً أكبر في درجات الحرارة. وقد دهش فريق البحث لعدم وجود تباين في هذا التغير السلوكي بين إناث القرقف الكبير، بحسب المجموعة الخاضعة للدراسة، والذي يعكس استجابة الفرد منهم تجاه التغيرات المناخية، الأمر الذي يناقض دراسة حديثة حول ذات النوع من الطيور، والتي أظهرت وجود تباين كبير بين أفراد هذه الفصيلة من الطيور، فيما يختص بمرونتها في التعامل مع الظروف المحيطة. ويقول البروفيسور "بين شيلدون"، من معهد إدوارد جري التابع لدائرة علم الحيوان في الجامعة: "لقد وجدنا أن إناث هذا النوع من الطيور، لهن القدرة على التكيف، من عام إلى آخر، مع التغيرات التي تطرأ على ظروف البيئة، وأظهرن مقدرة على تتبع التغيرات التي طرأت خلال عقود خلت, مما يشير إلى أن التكيفية - وهي القابلية للتكيف- لا التغيرات الوراثية، يمكن أن تقود استجابة الأفراد تجاه التغيرات المناخية". يذكر أن طائر القرقف الكبير، ينتشر في أوروبا والجزء الشمالي الغربي من قارتي أفريقيا وآسيا، ويتراوح وزنه ما بين 14- 22جم، كما يبلغ طوله نحو 14 سم، فيما يمتد جناحه ليصل إلى 15 سم تقريباً. ويغطي رأس القرقف الكبير ريش أسود، وهو يمتد كخط يمر في منتصف منطقة الصدر، أما بقية ريش جسده فيغلب عليه اللونين الأزرق والأصفر.