واشنطن: أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أنها ستطلق بحلول الربيع المقبل تلسكوبا جديدا لالتقاط أشعة "جاما،" مما سيتيح له مراقبة الظواهر الكونية الممتلئة بالطاقة، والتي لا يمكن للتلسكوبات العاملة بالضوء المرئي مراقبتها. وسيمكن هذا التلسكوب العلماء، وفقا لموقع "CNN"، من مراقبة الثقوب السوداء ومتابعة موت النجوم وولادتها ورصد النجوم النيوترونية وغيرها من الظواهر الكونية. وسيكون التلسكوب، الذي أطلقت عليه ناسا اسم "جلاست" أول جهاز من نوعه في تاريخ علم الفلك، ومن خلال قدرته على مسح الأفق بشكل كامل، فمن المتوقع أن يقدم معلومات ثمينة حول المادة السوداء الغامضة وأصول نشأة الكون، إلى جانب اختبار صحة عدد من المسلمات الفيزيائية التقليدية. ومن الضروري تركيز هذا التلسكوب في الفضاء الخارجي، ذلك لأن غلاف الأرض الجوي يمنع وصول أشعة "جاما" إلى المراصد الأرضية. ولتحديد مصدر أشعة "جاما"، يعتمد التلسكوب على النشاط الإشعاعي نفسه، إذ أن حجم الطاقة الهائل في أشعة "جاما" يتيح لها التحول إلى مادة عند الاصطدام بالتنجستين، لذلك فقد ثبت العلماء ألواحاً من التنجستين على التلسكوب تتيح ظهور الإلكترونات والبوسترونات على سطحها، مما سيوفر دليلاً على مصدر الإشعاع. وتشغل أشعة "جاما" بال العلماء منذ زمن بعيد، إذ رغم التقدم التكنولوجي، يبقى مصدر نصف الأشعة المرصودة غير معروف، وتتسابق عشرات الفرق العلمية حول العالم في محاولة لتحقيق سبق علمي رائد، يتمثل في كشف حقيقة المادة السوداء التي تشكل النسيج الجامع غير المرئي لمجرات الفضاء، وصولاً إلى معرفة طبيعة تركيب أحد أغرب عناصر الكون، المعروف باسم الطاقة السوداء.