اعلنت وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) انها جاهزة في 13 حزيران/يونيو لاطلاق التلسكوب "ناستار" الذي يعمل بالاشعة السينية والقادر على سبر اغوار الفضاء ولا سيما الثقوب السوداء، بوضوحية لا سابق لها الامر الذي سيسمح بفهم افضل لكيفية تطور الكون. وقال بول هيرتز مدير دائرة فيزياء الفلك في مقر الناسا في واشنطن خلال مؤتمر صحافي ان "ناستار" (نوكليير سبيكترسوكوبيك تلسكوب اريي) سيساعدنا على فهم كيف تطور عالمنا منذ مرحلة الانفجار الكبير (بيغ بانغ) ليتحول الى هذا العالم المعقد جدا راهنا". واوضحت فيونيا هاريسون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا والمسؤولة العلمية الرئيسية في مشروع ناستار من جهتها "سنرى الاجرام السماوية الاكثر سخونة والاكثر كثافة وتلك المشحونة باكبر قدر من الطاقة بطريقة جديدة وفي العمق". سيكون "ناستار" اول تلسكوب فضائي قادر على التقاط صور كونية انطلاقا من اشعة سينية ذات طاقة عالية من النوع نفسه الذي يستخدم في مجال الطب لرؤية الهيكل العظمي للانسان ولتفتيش الحقائب في المطارات على ما افاد علماء فيزياء الفلك هؤلاء. وسيوفر التلسكوب ناستار صورا تزيد وضوحيتها عشر مرات عن تلك التي تلتقطها التلكسوبات الحالية وسيكون حساسا اكثر بمئة مرة عن التلسكوبات السابقة في هذا الجزء نفسه من الطيف الكهرومغنطيسي. ويمكن لناستار ايضا ان يلتقط الطاقة العالية للاشعة السينية حتى من خلال الغبار والغاز اللذين يعيقان مراقبة المجرات والثقوب السوداء والنجمات النيوترونية الواقعة في قلب مجرتنا، درب التبانة. وكانت الناسا ارجأت في اذار/مارس اطلاق التلسكوب الجديد هذا. وسيوضع التلسكوب الجديد في المدار بواسطة صاروخ "بيغاسوس" ستطلقه طائرة "لوكهيد-ال-1011" مجهزة بثلاث محركات تحمل اسم "ستارغايزر" ستقلع من موقع ريغان للتجارب على جزيرة كواجالين المرجانية في جزر مارشال في المحيط الهادئ. وبعد الاقلاع في 13 حزيران/يونيو ستطلق طائرة "ستارغايزر" الصاورخ قرابة الساعة 15,30 بتوقيت غرينتش. وسيدير الصاروخ عندها محركاته لينقل التلسكوب "ناستار" الى مدار ارضي منخفص على ما اوضحت وكالة ناسا. وتستكمل هذه المهمة الجديد مهمات تلسكوبين اخرين يعملان بالاشعة السينية هما "اكس ام ام-نيوتن" التابع لوكالة الفضاء الاوروبية (ايسا) وشاندرا (ناسا) وهما تلكسوبان موضوعان في الخدمة حاليا. وخلال المرحلة الاولى التي تستمر سنتين في المهمة سيقوم التلسكوب "ناستار" بمسح بعض المناطق في الفضاء للقيام باحصاء للنجوم "المنهارة" والثقوب السوداء كبيرة الحجم. ومن اجل تحقيق ذلك على التلسكوب ان يراقب مناطق تقع في وسط درب التبانة. وسيقوم التلسكوب الجديد بالاشعة السينية بمراقبة الفضاء العميق الواقع ما وراء درب التبانة الامر الذي سيسمح بفهم افضل لقذف الجزيئيات الصادر عن المجرات اكلاثر تطرفا مثل "سنتوروس ايه" حيث تتواجد ثقوب سوداء كثيفة للغاية.