التماسيح المتوحشة.. هل تصبح نذير خير ونماء؟!!

التماسيح المتوحشة.. هل يمكن أن تصبح نذير خير ونماء؟!!


محيط السيد حامد

ماذا يحدث لك إذا فوجئت وأنت تمشي بتمساح طوله مترين أو أكثر يعترض طريقك؟ الأكيد أنك قد تطلق ساقيك للريح أو تتسمر مكانك من هول المفاجأة ..وطبعا الكل يفضل الخيار الأول.. بل قد نفضل جميعا ألا نقابل هذا الحيوان المتوحش.

حيث ارتبط التمساح في عقولنا أنه حيوان ذو أسنان حادة.. يكاد منظرها يخلع القلوب من الصدور، لكن هذا الوضع نجحت أحدي قري القارة السمراء في تغييره.. فقد اعتقد سكان أحدي قري بوركينا فاسوا في غرب أفريقيا ان التماسيح تجلب الأمطار لذلك تقربوا إليها بتقديم قرابين لم تكن إلا مجرد دجاجات صغيرة..

الغريب في الأمر ان التماسيح اعتادت علي معاملة سكان القرية وتحولت من وحوش مفترسة تغرس أنيابها في كل ما يقابلها من ذوو اللحوم إلي حيوانات أليفة.

وفي هذه الصور نري تمساحا عملاقا يقفز في رشاقة ومرح لالتقاط دجاجة يقدمها له أحد سكان الق
رية ..وتذكرنا هذه القفزة بصورة القطط الأليفة في منازلنا وهي تقفز لالتقاط ما نقذفه لها من ألعاب.

وقد بدأت هذه العادة لدي سكان القرية منذ القرن الرابع عشر, فلقد اعتقد الحاكم المحلي للمنطقة ويدعي كودا نابا وباقي السكان أن ظهور التماسيح يعني بدء موسم الأمطار, أما غيابها فيجلب القحط والمجاعة

وقد تقرب السكان إلي التماسيح بتقديم قرابين..ولم تكن هذه القرابين إلا دجاجات شاء حظها أن تكون لقمة سائغة للتمساح

ومنذ هذا الوقت استمرت هذه الشعائر إلي هذه الأيام , واستفادت القرية من هذا الأمر وبدأ الزائرين يأتون بانتظام لمشاهده أمر قد لا تصدقه العيون

واعتادت التماسيح وسكان القرية أن يعيشوا بجوار بعضهم البعض في هدوء وسكينة, ومن الطبيعي لزائري القرية أن يشاهدوا أطفالا صغارا وقد تسلقوا ظهر أحد التماسيح وكأنه حصان خشبي في أحد الملاهي.

وهذه الأيام يوجد بالقرية أكثر من 100 تمساح وهي لا تجلب فقط الأمطار وأنما تجلب أيضا السائحين.

وبعد مشاهدة هذه الصور قد ندرك أن التمساح ليس مجرد حيوان ضار ومؤذي وإنما يستحق الحماية, فلقد نجحت التماسيح أن تعيش وتندمج مع السكان دون أن تسبب أذي لأحد.