أقباط الأقصر يحتفلون بأحد الشعانين.. والكنائس تتزين ب«سعف النخيل»    أسعار البيض اليوم 28 أبريل    أسعار العملات العربية في بداية تعاملات اليوم الأحد 28 أبريل 2024    لعدم الإحالة إلى لنيابة.. ماذا طلبت التموين من أصحاب المخابز السياحة؟    استقرار أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك المصرية    مستقبل غزة على الطاولة.. السعودية تستضيف الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي    عبد الحليم قنديل يكتب: حرب الاستنزاف الأوكرانية    وزير الخارجية الفرنسي يزور لبنان لبحث التهدئة بين إسرائيل وحزب الله    الاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة.. ومواجهات غرب رام الله    تغريدة نتنياهو بشأن المحكمة الجنائية تثير غضب كبار المسؤولين في إسرائيل    ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمانة لبناء العلاقات مع روسيا    بث مباشر ..مباراة الزمالك ودريمز الغاني في إياب نصف نهائي الكونفدرالية    انتوا بتكسبوا بالحكام .. حسام غالي يوجّه رسالة ل كوبر    «الأرصاد»: نشاط رياح وأمطار متوسطة ورعدية على تلك المناطق    بعد قليل .. انطلاق امتحانات النقل الثانوى الأزهرى بمواد الفقه والتاريخ والكيمياء    تموين الأقصر: ضبط دقيق مدعم قبل تهريبه من المخابز البلدية    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    خلال شهر مايو .. الأوبرا تحتفل بالربيع وعيد العمال على مختلف المسارح    سعر خيالي.. عمرو دياب يثير الجدل بأسواره الذهبية في حفل البحرين    نصيحة علي جمعة لكل شخص افترى عليه الناس بالكذب    عاجل.. مدحت شلبي يفجر مفاجأة عن انتقال صلاح لهذا الفريق    بالصور.. كنيسة رؤساء الملائكة تحتفل بأحد الشعانين    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 28 أبريل    بطلوا تريندات وهمية.. مها الصغير ترد على شائعات انفصالها عن أحمد السقا    الأهرام: أولويات رئيسية تحكم مواقف وتحركات مصر بشأن حرب غزة    لا بديل آخر.. الصحة تبرر إنفاق 35 مليار جنيه على مشروع التأمين الصحي بالمرحلة الأولى    بعد واقعة «طفل شبرا».. بيان هام من الأزهر الشريف    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    الأطباء تبحث مع منظمة الصحة العالمية مشاركة القطاع الخاص في التأمين الصحي    عاجل.. قرار مفاجئ من ليفربول بشأن صلاح بعد حادثة كلوب    لتضامنهم مع غزة.. اعتقال 69 محتجاً داخل جامعة أريزونا بأمريكا    السكك الحديد تعلن عن رحلة اليوم الواحد لقضاء شم النسيم بالإسكندرية    تتبع المنهج البريطاني.. ماذا قال وزير التعليم عن المدرسة الدولية؟    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    تسليم أوراق امتحانات الثانوية والقراءات بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    بعد التراجع الأخير.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 28 أبريل 2024 بالأسواق    بالأسماء.. مصرع 5 أشخاص وإصابة 8 في حادث تصادم بالدقهلية    هيئة كبار العلماء السعودية تحذر الحجاج من ارتكاب هذا الفعل: فاعله مذنب (تفاصيل)    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    العالم الهولندي يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة ويكشف عن مكانه    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    اجتماع مع تذكرتي والسعة الكاملة.. الأهلي يكشف استعدادات مواجهة الترجي بنهائي أفريقيا    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    حجز المركز الثاني.. النصر يضمن مشاركته في السوبر السعودي    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. المسيري في حوار عمره 12 عاماً : الوعي بالآخر ضرورة حتمية
نشر في محيط يوم 19 - 07 - 2008


د. عبدالوهاب المسيري في حوار عمره 12 عاماً :
الوعي بالآخر ضرورة حتمية
د. عبدالوهاب المسيري
رحل المفكر والمعارض وباحث الصهيونية الموسوعي الشهير د. عبدالوهاب المسيري ، مخلفا فراغا فكريا كبيرا يصعب ملؤه ، ومحتفظا بمكانة لا ينازعه فيها أحد بقلوب محبيه، وتعيد شبكة الإعلام العربية "محيط" نشر حوار أجراه رئيس التحرير التنفيذي للشبكة مع د.المسيري ونشر بصحيفة "الباحث العربي الدولية" مايو 1996م ، أكد فيه أن دراسة الآخر أصبحت مسألة حتمية ، وأننا كعرب نطبق دون وعي النظرية الداروينية التي تؤكد البقاء للأقوى ، كما أننا عجزنا عن التعامل بوعي مع الحداثة، وأن اليهود ليسوا شعبا واحدا وإنما جماعات تحكم كل منها ثقافة البلد التي يعيشون فيها وأن منهم المنصف ومنهم المتعصب ..
حاوره: بسيوني فتحي قمصان
استطاع د. عبد الوهاب المسيري عبر سنوات طوال أن يعزز الرؤية العربية العلمية للمشهد الثقافي والمجتمعي اليهودي وبذل جهودا مضنية في طريقه لسبر أغوار ذلك " الآخر" وتأصيل مفهوماته وقياس إيقاع حركته التاريخية بما يتيح لنا مساحة من الوعي بما هو مقبل عليه د. المسيري أستاذ اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة عين شمس – مصر، حدثنا هنا عن الرؤية العربية لتاريخ الفلسفة الغربية وعن واقع المستنيرين العرب وكشف عن قصور شديد في متابعتنا لما ينجز عنا من دراسات في الجامعات اليهودية:
ما مدى حاجة العرب لدراسة الآخر؟
المسيري : دراسة الآخر أصبحت مسألة حتمية نظرا لتركيبية الواقع في القرن العشرين ونظرا للتدخل الشديد بين الدول والشعوب من خلال وسائل الاتصال المختلفة وحجم التجارة العالمي المذهل ". واعتقد انه توجد تغيرات جذرية تحدث في العالم منذ منتصف الستينيات سواء في بناء الأسرة أو رؤية العالم أو أسلوب الحياة وإيقاعها، ما يتطلب ضرورة أن يعي الإنسان ذاته وان يعي الآخر، والوعي بالذات لا ينفصل عن الوعي بالآخر ، فإن كان يتربص به فلابد من حمل السلاح ضده ولكن سواء كان الحوار يتسم بالمودة والقبول المتبادل أو يتسم بالعنف والرفض المتبادل فلابد من أن يفهم الطرفان الواحد منهما الآخر ، ولابد أن يكون لدى كل طرف كم من المعلومات يمكنه أن يتنبأ بعض الشيء بظروف الطرف الآخر.
اليهود واحتفالاتهم الدينية
هل يتم التعامل مع الدراسات اليهودية بالقدر الكافي من الاهتمام في العالم العربي ؟

المسيري :ابتداء أسجل تحفظي لاستخدام مصطلح الدراسات اليهودية، وهذه درجة من التعميم قد نقلت إلينا من الحضارة الغربية التي تدور في إطار رؤية إنجيلية تم علمنتها، وهذه الرؤية ترى أن التاريخ البشري بأسره يتجه نحو نقطة واحدة وهي عودة الشعب المختار إلى ارض الميعاد، فتحول الشعب المختار وفقا لهذه الرؤية إلى اليهود ككل، وأصبح ينظر لهم باعتبار شعبا واحدا، وان اليهودي أينما كان ينتمي لهذا الشعب ولا يمكن فهم سلوكه إلا في إطار حركيات ما يسمى التاريخ اليهودي.
وهذه الرؤية جوهر الصهيونية التي ترى أن اليهود يكونون شعبا واحدا، وانطلاقا من هذا أسست مراكز الدراسات اليهودية ومقررات التاريخ اليهودي.. وهكذا . واعتقد أن افتراض الوحدة هنا لا يمت بصلة لواقع أعضاء الجماعات اليهودية في العالم، فإذا نظرنا إلى يهود إثيوبيا ويهود الولايات المتحدة داخل إطار يفترض وجود وحدة أساسية بينهم لكان إطارا خاطئا، أو على الأقل غير قادر على تفسير الواقع تفسيرا مركبا، واطرح بدلا من ذلك تصور أن اليهود لا يكونون شعبا وإنما يكونون جماعات يهودية، لكل جماعة تاريخها وثقافتها وعرقها ولغتها، قد تتسم هذه الجماعات بشئ من الإنفصال عن أغلبية مجتمعها، ولكن لا يمكن فهمها أو تفسيرها إلا في إطار هذا المجتمع على سبيل المثال ظاهرة يهود إثيوبيا الذين يتحدثون بالامهرية ويتعبدون بالعجيزية لا يمكن تفسيرها إلا في إطار المجتمع الذي يعيشون فيه، فالإثيوبيون يتحدثون بالامهرية واللغة العجيزية هي اللغة المقدسة في الكنيسة الإثيوبية ! وقل نفس الشئ ظاهرة يهود إثيوبيا الذين يتحدثون بالإنجليزية ويتعبد بعضهم بها أيضا، أو بالعبرية أو الآرامية وتوجد أقلية تتعبد باليديشية لا يمكن أيضا تفسير هذا إلا في إطار أن الولايات المتحدة مجتمع مهاجرين، اندمج فيه بعض اليهود لغويا فتعبدوا بالإنجليزية، وبعضهم تعبد بلغته الأصلية التي هاجر بها، أما اليهود الأرثوذكس فيتعبدون باللسان المقدس ( العبرية ).
إذا كان الأمر كذلك فلابد أن يكون الحديث عن جماعات يهودية لكل تاريخها ومن ثم لا يكون الحديث عن تاريخ يهودي ولكن التجارب التاريخية لأعضاء الجماعات اليهودية، من كل ذلك نسنتج أن مصطلح دراسات يهودية الذي يختلط بالوحدة له مقدرة تفسيرية ضعيفة، ومن ثم اقتراح أن تسقط مصطلح دراسات يهودية ونستخدم بدلا منه مصطلح دراسات في الجماعات اليهودية لتأكيد التعددية وعدم التجانس من خلال استخدام صيغة الجمع ومع هذا نحن لا ننكر وجود شكل من أشكال الوحدة في كلمة يهودي لكن نعتقد أن عناصر التعددية أهم فان كنا قد استخدمنا اسم التخصص من الغرب واستوردنا معه مجموعة من القيم الصهيونية الكامنة فيه فهذا يبين عجزنا عن الإبداع في هذا المجال، فمن يستورد لايبدع بل يركن للمقولات التحليلية السائدة ويركب المعلومات في إطارها، ما يعطل أي اتساع حقيقي للمعرفة.
وبالمناسبة هذا لا يقتصر على مجال الدراسات في الجماعات اليهودية، وإنما مع الأسف يوجد في كثير من التخصصات، فمثلا لم أر حتى الآن رؤية عربية حديثة جديدة لتاريخ الفلسفة الغربية هناك رؤية ماركسية وليبرالية لكن أن يقف احد الفلاسفة العرب على أرضيته الحقيقية الفلسفية لا كما يراها الآخر وإنما كما نراها نحن فهذا أمر لم يحدث حتى الآن مع الأسف.
كيف ترى تجربة تدريس اللغة العبرية في الجامعات العربية ؟
المسيري : اعتقد أن التركيز على اللغة كمعيار وحيد وأساسي قد أدى إلى خلل كبير يشبه الخلل الذي حدث في الدراسات الاستشراقية في الغرب، فقد كانوا يتصورون أن من يعرف اللغة العربية يصبح خبيرا في الدراسات العربية، وهذا أمر غير حقيقي بالمرة فالدراسات العربية تضم الأدب والفن والعقيدة والفقه، وغيرها.
وقد تغير الأمر في الغرب وأصبح العكس تماما، يبدأ المتخصص في دراسة السياسة أو الفن أو الأدب، ثم يتعلم اللغة بعد ذلك.
واعتقد إننا لابد أن نتبع المنهج ذاته، فلا نفتح أقساما للغة العبرية على هذا المستوى الضخم فلسنا في حاجة إلى هذا العدد الكبير من المترجمين، واعتقد انه قد يكون من المستحسن أن تكون دراسات الجماعات اليهودية والمجتمع الإسرائيلي على مستوى الدراسات العليا، بحيث يدرس الدراسة بعض المتخصصين في الدراسات المختلفة ثم يدرسون اللغة العبرية ليتخصصوا في الجغرافيا والجيولوجيا والتاريخ والفن في إسرائيل، وهكذا وبهذه الطريقة يمكننا أن نخرج متخصصين حقيقيين في شتى التخصصات ثم يكتسبون اللغة العبرية كأداة جديدة والية إضافية ثم ينطلقون في دراسة مجالات تخصصهم.
مواقف يهودية
هل هناك نظرة يهودية واحدة للثقافات الأخرى ؟
المسيري : التعميم هنا ليس مفيدا كثيرا، فلا يوجد موقف يهودي واحد وإنما توجد مواقف يهودية متباينة ؟ اخذ المجتمع الإسرائيلي مثلا هناك من يطالب بإبادة العرب، وهناك من يطالب بحقوقهم وهناك من يطالب بالمماطلة، فهناك شكل التعميمات، لكن يمكن القول انه تحت تأثير الصهيونية يتسم موقف اليهود بتقلبهم لبعض الصور النمطية العنصرية الخاصة بالعرب فيدركون الواقع العربي من خلال هذه الصور النمطية العنصرية.

هل تتابع التطورات التي تطرأ على الدراسات العربية بالجامعات الإسرائيلية ؟
المسيري : ليس عندي معرفة بما فيه الكفاية، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تزايدا في الاهتمام بهذه القضية ولكن لا يوجد تخصص أو متابعة.
ولا بد من الاهتمام بهذا الموضوع: فهو على الأقل يعطينا فكرة عن تصور العدو لنا، وبعيدا عن الصراع العربي الإسرائيلي قد نجد شيئا من العلمية في كتاباتهم مثل كتابات أيلون عن المماليك التي هي خليط بين التحزبية والعلمية وكتاب يعقوب لانداو عن المسرح العربي الذي يعتبر جيدا من الناحيتين الببلوجرافية والتاريخية المباشرة ومن أخطاءه المضحكة انه نظرا لكراهيته لكلمة فلسطين يتحدث عن المسرح العربي عام 1938 في إسرائيل ! وهناك دراسات مهمة عن الصهيونية علينا أن نتدرب على قراءاتها قراءة واعية لكشف ما قد يكون من مغالطات على أن نكون قادرين على التمييز بين الغث والثمين.
جماعات وظيفية
موسوعة الصهيونية
ماذا أضفت في موسوعتك المرتقبة " اليهود واليهودية والصهيونية " كنموذج تفسيري وتصنيفي جديد ؟
المسيري : أضفت تطويرا في مفهوم الجماعة الوظيفية، حيث لا يمكن فهمها إلا في إطار أنها أقلية يستخدمها الحاكم لخدمة الدولة فالجامعات اليهودية في الغرب – وهي جماعات وظيفية – لا يمكن فهمها على إنها جزء يتجزأ وله خصوصيته، ولا على أنها أقلية من شأنها شأن كل الأقليات وكذلك الدولة اليهودية هي دولة وظيفية يستخدمها الغرب لحقيق أغراضه في المنطقة وحيث أن جوهر وجود الجماعة الوظيفية ينبع من أهمية دورها فالأمر كذلك بالنسبة لإسرائيل. كذلك تحدثت في الموسوعة الجديدة عن أهمية اعتبار أن الظاهرة الصهيونية والظاهرة اليهودية ظاهرتان غربيتان حيث كان 90% من اليهود في نهاية القرن التاسع عشر موجودين في أوروبا ونشأت فكرة الصهيونية في إطار الحضارة الغربية وهذه بديهية، لكن الإشكالية في أننا أحيانا نسهو عنها، وأننا قد ندرك أفكارا بديهية ذات قدرة تفسيرية فائقة ولكن لا نوظفها بل نستخدمها كمعلومات شأنها شأن أي أخبار أخرى.
ما رأيك في تصور بعض الباحثين أن الجدل السالب يزكي السكون والإغراق في الحالة نفسها لصالح القوى المهيمنة ؟
المسيري : الجدل السالب مصطلح في الفلسفة الألمانية الحديثة يشير إلى صفقة معينة في المجتمعات الحديثة، اعتقد أن جوهر هذه الصفة نزوعها نحو التنميط، بمعنى أن تلعب الآلة في المجتمعات الحديثة دورا أساسيا، دور الكمبيوتر تحكم إشارات المرور في حركة الإنسان، المصعد بمعنى أن يحل إيقاع آلي والكتروني محل الإيقاع الإنساني فيتراجع الإنسان ويهمش في مقابل الإيقاع غير الإنساني، وهذا ينعكس أيضا على أنماط التفكير أي أن يبدأ الإنسان في التفكير بشكل نمطي في داخل قوالب وصيغ لفظية ومقولات ادراكية جاهزة، كل هذا يؤدي بطبيعة الحال لتهميش ماهو إنساني وماهو مركب وما يحوي الأفراد ليحل محله تصورات نمطية بسيطة أحادية البعد، ومن هنا حديث هربرت ماركوز عن الإنسان ذي البعد الواحد الذي يستطيع أن يجري حسابات رياضية دقيقة، لكنه غير قادر على إدراك الظواهر الإنسانية متعددة الأبعاد، يفكر بعقلية التذاكر، أي إن تأخذ تذكرة تضعها في الباب فينفتح يتصور بعض الناس أن الواقع الإنساني بسيط أو كما يقولون ( 1+1=2 ) لكن في الواقع الإنساني قد تكون هذه العملية الحسابية 3 و 2.5 أو 5 حسب الموضوعات الإنسانية، فيتصور البشر أن الإنسان مثل الآلة ومثل الشئ، وتطبق على الإنسان القوانين نفسها التي تطبق على الأشياء، وهذا يسمى في بعض الأوساط وحدة العلوم، أن يتحول كل شئ إلى كم يتفاوت في درجة تركيبته، لكن يظل كما في نهاية الأمر خاضعا للتقنين الرياضي البسيط.
في مدرسة فرانكفورت ينطلقون من أن العقل في حد ذاته غير قادر على تخليق رؤى نقدية أو أخلاقية، فهو قادر فقط على الحسابات قادر على أن يعكس الواقع مثل الكمبيوتر أي إذا وضعت قمامة ستخرج قمامة، وان وضعت أفكارا نبيلة تخرج أفكارا نبيلة، أي أن العقل أصبح أداة غير قادرة على طرح تصورات جديدة، وهذا هو العقل الأداتي، وهم يريدون بدلا من ذلك العقل أن يكون عقلا نقديا قادرا على تجاوز عالم الأشياء على تبعثرها، قادرا على أن ينظر للإنسان باعتباره إنسانا وللظاهرة الإنسانية باعتبارها ظاهرة إنسانية. كما ترى فهذه دعوى لأن يتجاوز الإنسان قصور العقل الأداتي يتجاوز عالم الأشياء ويصبح عالما مستقلا بذاته له قوانينه الأخلاقية ، و أعتقد أن الرؤية الأولى التي يسمونها النقد السالب أو الرؤية الخاصة بالعقل الاداتي رؤية تؤدي إلى أحادية التفكير، في الواقع فان كلمة النقد السالب ( أو التأثر بالجدل السالب ) تطلق أحيانا على العقل النقدي، العقل النقدي قادر على أن يقف أمام الظواهر والواقع كما هو ويتجاوزه يستطيع أن يوجه له النقد ومن الأفضل التحدث عن هذه الأمور بلغة أكثر عمومية واقل تفلسفا حتى يمكن أن يربط الإنسان الفلسفي بالإنساني والاجتماعي والسياسي.
ما قصة مقالاتك في مجلة الهلال المصرية وإثارتها للجدل حول أثر مدرسة فرانكفورت ؟
المسيري : قامت مدرسة فرانكفورت بتقديم نقد جذري للحداثة الغربية القائمة على التفكير المادي ومن أعلامها هربرت ماركوز وتيودور ادرنو وهوركايمر ، فكتب دراسة العقل في العقل الأداتي والنقدي بينت فيها تصور هذه المدرسة للعقل فذكر احد الباحثين أن تيودور ادرنو عبر عن تعاطفه مع إسرائيل وبناء عليه قام هذا الباحث برفض ادرنو وأفكاره فكتبت مقالة أكدت فيها على انه لا ينبغي رفض أي مفكر لكلمة قالها فعاد هذا الباحث قائلا أن المسيري يضع عقالا عربيا على مدرسة فرانكفورت ولا أتصور انه يدرك أبعاد هذه الصورة التي تتضمن معنى الإلزام ولما طلبت الدليل على كلامه اعتبر وجود دراسات باللغة العربية دليلا على ذلك ليس هذا فقط بل طالب بالا يتكلم في الفلسفة الألمانية إلا من يتحدث الألمانية مع إننا نتحدث في الفكر اليوناني وقد لا نجيد اليونانية !
جدل حول النظرية الفرانكفونية
إذن ما جوانب التوائم أو الاتفاق بين أطروحات مدرسة فرانكفورت الثقافية والثقافة العربية، الأمر الذي دعا احد الباحثين – كما ذكرت – لاتهامك بوضع عقال عربي على هذه المدرسة ؟
المسيري : الباحث الذي قال عقالا عربيا كان يعني إننا نحاول اعتبار بعض ما في مدرسة فرانكفورت شيئا ما نستهدي بهدية أو نسترشد به في مواجهتنا للحداثة والعصر الحديث معظم دعاة الاستنارة في العالم العربي دعاة التحديث والحداثة يتجاهلون النقد الغربي للحداثة، فحينما تقرأ كتابات مراد وهبة مثلا ود. لويس عوض وكثير من دعاة الاستنارة تجدهم غير مستنيرين بما فيه الكفاية، إذ إنهم لا يتوجهون للأطروحات الغربية التي تتوجه بالنقد لفلسفة الاستنارة ، وفكر مدرسة فرانكفورت هو محاولة غربية جديدة لتوجيه النقد لبعض نقاط القصور في الحداثة في عملية التحديث لابد أن ندرك أن عملية التحديث الغربي قد بدأت منذ حوالي أربعة أو خمسة قرون وبدأت بعض نتائجها السلبية تتضح فيرى بعض المفكرين الغربيين انه قد حان الوقت لإعادة التقييم وهم في هذا في الواقع ينبذون احد أهم قواعد الفكر الإستناري وانطلاقا من هذا يجدون أن حركة الاستنارة ليست ايجابية مئة بالمئة إنما لها جوانب مظلمة ومن هنا طوروا مفهوم الاستنارة المظلمة بمعنى أنهم وجدوا أن الفكر الاستناري يقوم بتفكيك الإنسان، انه يتجه نحو العام و ينكر أهمية الخاص ولأنه يتجه نحو العام نجد انه يمجد العقل ( الاداتي ) وينسى فكرة القيمة المطلقة وهكذا. فمدرسة فرانكفورت محاولة لتوجيه النقد للحداثة الغربية في إطارها المادي الاستناري حتى يتمكن البشر من تطوير رؤية أكثر تركيبا يتم من خلالها تحاشي بعض نقاط القصور في المشروع التحديثي الغربي وإذا نظرت فستجد أن هذا القصور كثير جدا.
بهذا المعنى يحاول بعض المفكرين العرب والإسلاميين أن يستفيدوا من هذا النقد للحداثة في محاولة لتأسيس حداثة عربية إسلامية جديدة تستفيد من تجارب الآخرين ورؤاهم وأخطائهم أيضا، لأنه إذا ارتكب الإنسان خطا فهذه مسالة جديرة بالمهرجين وقد رأينا الإنسان الغربي وهو يتحرك داخل منظومات حداثية فينجز ما أنجز ويدمر ما دمر، والسؤال المطروح علينا الآن: هل نستفيد من الإنجازات، ونتحاشى بعض المشكلات الناجمة عن الحداثة مثل تصاعد معدلات الطلاق وانهيار الأسرة وظهور المدن الجديدة الكبيرة التي أصبحت الحياة فيها مستحيلة ؟ هل يمكن أن ننشيء حداثة لا تؤدي بالضرورة إلى التلوث الناجم عن التصنيع ؟ هل يمكن أن ننشيء حداثة جديدة لا ينتج عنها اللامعيارية حداثة مؤسسة على العقل لكن لا تهمل القلب ؟ هذه كلها أسئلة تطرحها مدرسة فرانكفورت واعتقد أن طرحها مأساوي، لأنهم لا يأتون بحلول لهذه المشكلة ويجب علينا أن نسترشد بهذا النقد وان نحاول أن نأتي بالحلول وان نجتهد في هذا الإطار.
إشكالية التحيز
ما أهم النتائج أو الملامح العامة التي رصدتها في كتابك "إشكالية التحيز" ؟
المسيري: رصدت تحيزا أساسيا لبعض النماذج المعرفية الغربية ذات التوجه المادي ويجب أن نراعي هنا أن الحياد المطلق مسألة تكون مستحيلة في الأمور الإنسانية ولكن قبول التحيز لا يعني سقوط العلم بل يعني إدراكنا لانحيازاتنا فنعلن عنها، وإعلاننا هذا هو شكل من إشكال الموضوعية، ووجدت أن كثيرا من التحيزات الغربية كامن في المنتجات الحضارية فقصص توم اند جيري يتصور أنها بريئة للأطفال في حين هي – كما أراها – رؤية دارونية هناك صراع دائم في هذه القصص، لا توجد قيم خير أو شر هناك ذكاء وغباء، فهذا يعني أن هناك منظومة قيمية كامنة وراء توم اند جيري وكل المنتجات الحضارية تجسد التحيز.
اعتقد إننا تسيطر علينا تحيزات كثيرة من ضمنها مثلا رؤية دارونية للواقع، كلنا دون أن ندري نقول البقاء للأصلح ولا نقول البقاء للأجمل أو الأحسن خلقا، يعني إننا استوعبنا المنظومة الدارونية، وميلنا مثلا نحو استخدام الأرقام في كل شئ وتصورنا أن ما يعبر عنه بمعادلات رياضية هو شئ جيد، بينما أمور مثل الصداقة والحب والأحلام وهكذا لا يمكن التعبير عنها من خلال معادلات رياضية فهذا تحيز للمادي والكمي على حساب الكيفي والمعنوي والإنساني ومن صور التحيز أيضا تحيزنا للدولة المركزية متصورين انه إذا كانت الدولة المركزية قوية كان ذلك أفضل للبشر على الرغم من ظهور بعض مشكلات الدولة المركزية كما ظهرت تدعو لان يكون الهامش في قوة المركز، هذه بعض التحيزات التي رصدتها في الكتاب.
نقد الخطاب العلماني
هناك محاولات عديدة لنقد الخطاب العلماني فما الجديد الذي إضافته موسوعتك " تفكيك الخطاب العلماني التي ستصدر قريبا ؟
من إصداراته
المسيري: أن افرق بين العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة فمعظم من يسمون أنفسهم بالعلمانيين العرب يؤمنون بالعلمانية الجزئية أي علمنة المجال السياسي وحسب ويظل بعضهم يؤمن بالقيم الأخلاقية ويؤمن بعضهم بالقيم الأخلاقية ويؤمن بعضهم بالقيم الدينية ! وهكذا. عكس العلمانية الشاملة التي تطالب بعلمنة جميع المجالات: علاقة الرجل بالمرأة علاقة الإنسان بجسده الطعام.. وهكذا .
وهذا هو شكل العلمانية المنتشرة في الغرب فأنا أميز بين العلمانية في الغرب والعلمانية في العالم العربي واعتقد أن الحوار الذي تم بخصوص العلمانية في العالم العربي كان حوارا ذا خلل سياسي هو أن نفترض أن هناك علمانية واحدة وان العلمانيين العرب يشبهون العلمانيين الغربيين ، الدكتور فؤاد زكريا مثلا إذا سألته عن رأيه في الشذوذ الجنسي اعتقد انه سيقف ضده وهذه مسألة لا يمكن للعلماني الغربي أن يقبل بها، لأنه يعتقد أن الشذوذ مسألة طبيعية فهم يهمون بتطبيع الإنسان أي أن يكون ظاهرة طبيعية أو شيئا ، ود. فؤاد زكريا مفكر إنساني من الدرجة الأولى أنا كمفكر مسلم قد اختلف معه في الكثير لكن أحد انه يؤمن بالقيمة المطلقة نفس الشئ بالنسبة للأستاذ محمود أمين العالم، يتحدث عن العلمانية ويؤمن بالقيم الأخلاقية ويؤمن بكثير من الغيب ( ميتافيزيقا ) واضرب مثلا آخر الأستاذ احمد عبد المعطي حجازي يرى انه من كبار العلمانيين ولكن إذا قرأت تعليقه على أعمال الفنان احمد شيحة تجده يتحدث فيه عن القيم المطلقة والتطلع نحو المطلق وكلمة المطلق غير مقبولة في الخطاب العلماني الغربي تماما.
اعتقد إننا لو وضعنا هذا في الاعتبار فان الحوار بين العلمانيين والدينيين سيأخذ شكلا مختلفا، إذ أن هناك رقعة مشتركة كبيرة وتبقى هناك علمنة السياسة بمعنى انه يجب ألا يجلس الفقهاء والقساوسة في وزارة المعارف أو وزارة الخارجية أو وزارة الدفاع كثير من المتدينين سيوافقون على هذا ويرون أن علاقة السياسة بالدين ليست علاقة مباشرة إذ يجب أن تسترشد الدولة بالقيم الدينية وحسب أما الإجراءات السياسية اليومية – صفقات السلاح، المعاهدات – اعتقد أن نترك هذه للمختصين، لكن أن نقرر الحرب فتكون عادلة آم لا في هذه الحالة نسترشد بالقيم الأخلاقية المطلقة والقيم الدينية وفي هذه الحالة يكون الخبراء غير قادرين على اتخاذ القرار عقل الخبير عقل أداتي أما القيم الأخرى فتحتاج مجموعة أخرى من البشر على اتصال بالقيم المطلقة الإنسانية والدينية والأخلاقية بهذا اعتقد أن العلمانية الجزئية تخلق رقعة مشتركة تكون حيزا يمكن الحوار فيه ونفس الشئ بالنسبة لبعض الإيمانيين الذين يرون أن علاقة مرجعية نهائية فهذا أيضا يخلق حديثا، فإذا كان للإيمانيين حيز وللعلمانيين حيز فمن الممكن أن نتحدث عن الحوار وتصبح القضية ما هذه القيم المطلقة ؟ وبهذا يكون تأسيس عقد اجتماعي جديد. هذا هو الإسهام الأساسي.
وبينت أن العلمانية الغربية تحركت من الجزئية إلى الكلية انظر مثلا إلى ( الدش ) وما به من إباحية اعتقد أن العلمانيين العرب سيرفضون هذه الإباحية لماذا ؟ لأنهم يؤمنون بالقيم المطلقة لكن العلماني الشامل في الغرب لا توجد لديه قيم مطلقة وبالتالي تصبح الإباحية حقا من حقوق الإبداع وحقا من حقوق الإنسان يدافع عنه ولا يصح إنكاره نفس الشئ بالنسبة للشذوذ الجنسي وكذلك بالنسبة لأي شئ أخر، إذا لم تكن هناك قيمة مطلقة تتجاوز المادة فهذه علمانية مطلقة أما العلمانيون العرب عندنا فهم مختلفون عن ذلك تماما.
فاعل إنساني
من هو اليهودي ؟
ماذا عن إصداراتك الأخرى المرتقبة ؟
المسيري : من أهم ما كتبت في المرحلة الأخيرة مقدمة كتاب اليهود لجمال حمدان الذي صدر في الستينات بعنوان " اليهود انثروبولوجيا " وقد كتبت مقدمة الكتاب لأحاول أن ادرس واصف فكر جمال حمدان، ولما يتميز عن معظم أعضاء جيله ؟ ولماذا نتذكره وربما ننسى الآخرين ؟ واعتقد انه يمكن تلخيص فكر جمال حمدان في عبارة قالها " يجب أن نحدق وان نحلق " بمعنى انه ينبغي عدم الاقتصار على الرصد بل لابد من أن نتجاوز التفاصيل لنصل إلى رؤية أي انه ضد النموذج المعلوماتي التراكمي الذي يكتفي برصد الواقع كما هو وإنما يطالب بتجاوز عن طريق الفكر، وهو يصل إلى معنى قريب من مدرسة فرانكفورت وكل نقاد الحداثة.
بالإضافة إلى كتاب " أسرار العقل الصهيوني الذي سيصدر خلال أسابيع وأحاول فيه أن ادرس علاقة الإدراك بالتحليل السياسي، إذ أرى أن الخطاب السياسي التحليلي العربي نتيجة اتجاهه نحو التحديق دون التحليق يركز على الأرقام وجزيئات الواقع وفي رصد لجزئيات الواقع ينسى أن الإنسان لا يستجيب للواقع كما هو، وإنما يستجيب للواقع من خلال إدراكه هو فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي لا يستجيب للواقع مباشرة وإنما من خلال إدراكه له ومن هذا المنظور أصبح ضروريا ألا ندرس الواقع في حد ذاته بل من خلال إدراك الإنسان له، حتى نحدد رؤيته وسلوكه أنا أطالب باسترجاع الفاعل الإنساني مرة أخرى في الدراسات الإنسانية حتى لا تتحول إلى أرقام وخرائط ورسومات تماما كما كان يفعل الأستاذ جمال حمدان.
الكتاب الآخر يسمى " اليد الخفية " وسيصدر خلال شهر أو اثنين، دراسة في الحركات اليهودية الهدامة السرية تدرس التلمود و الماسونية والسحر عند اليهود وهكذا محاولة لتفسير بعض هذه الجوانب حتى لا يسقط العرب في فكرة المؤامرة فينسبوا لليهود كل الشرور، وبالتالي ينسبوا لهم قوة عجائبية، ما أحاول أن افعله في هذا الكتاب أن اثبت أن اليهود بشر، وان الظواهر المحيطة بهم ظواهر بشرية: وبالتالي يجب ألا نخاف منهم، بل ندرسهم جيدا فعندما ندرك أنهم بشر ندرك انه يمكن للحوار معهم ويمكن أيضا الصراع ضدهم وهزيمتهم، أما المنطق ألتآمري فينسب لليهود قوى عجائبية معجزة تجعل من اليهود شياطين فان كان العدو من الشياطين فيجب أن تختبأ منه وألا تحاربهم وهذه مسالة وقع فيها كثير من المعادين لليهود دون أن يدروا، ظنا منهم أن تصوير اليهودي كشيطان يحرض الجميع ضده في حين أن ذلك يولد شعورا بتبرير الهزيمة.
وأخيرا عندي موسوعة " اليهود واليهودية والصهيونية نموذج تفسيري وتصنيفي جديد " وهي موسوعة من 7 أجزاء وقد عملت عليها عشرات السنين ومعظم دراساتي نابعة من هذه الموسوعة، واعتقد إن الأهم في ذلك موسوعة " تفكيك الخطاب العلماني " في أربعة أجزاء، أحاول فيها إن اطرح رؤية جديدة للحضارة الغربية وبعض الظواهر مثل ما بعد الحداثة ويمكن اعتبارها مقدمة لموسوعة اليهود.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.