واشنطن: يعكف دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق أحد مهندسي الحرب على العراق، على كتابة مذكراته التي ستنشرها عام 2010 مجموعة "بينغوين" Penguin الأمريكية. وفي اتصال هاتفي أجرته معه وكالة أسوشيتد برس قال رامسفيلد إن المذكرات "ستكون شيئاً سأسعى بكافة طاقتي أن تكون عادلة وصادقة ومجدية، آمل أن تضيف إلى معلومات الناس عن هذه الأوقات". وقال "لم أكن أعلم متى يجب القيام بذلك (كتابة المذكرات) كما لم أكن أريد أن أشعر بأن لدي التزامات تجاه أي ما كان". رامسفيلد (75 عاماً) صديق قديم جداً وحليف مقرّب من نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، كما أنه من أكثر وزراء الدفاع الأمريكيين تأثيرا في صناعة القرار والأكثر إثارة للجدل منذ الوزير روبرت ماكنامارا في ستينيات القرن الماضي. وكان رامسفيلد قد التقى برؤساء دور نشر مختلفين وتلقى عروضاً مغرية لكتابه، وفق مسئول في دار نشر طالب التكتم على هويته، إلا أن رامسفيلد قرر عدم قبول أي دفعة مسبقة ما عدا مصاريف تتعلق بنفقة الكتاب. أما ما يدخله الكتاب من عائدات لاحقاً، فستوزع على مؤسسة خيرية كان الوزير السابق قد أسسسها مؤخراً وتعنى بتمويل مشاريع تقدم منحاً "لأفراد واعدين" من الشباب لديهم اهتمام في مجال الخدمة العامة. وتفاوض على إبرام الصفقة المحامي المعروف في واشنطن روبرت بارنيت الذي تعاون مع زميله المحامي مايكل أوكونور من مكتب محاماة "ويليامز&كونيللي". وبارنيت كان قد أشرف على عقود بملايين الدولارات للرئيس السابق بيل كلينتون والسيناتور هيلاري كلينتون وغيرهم. ودونالد رامسفيلد من مواليد عام 1932 كان يشغل منصب وزير الدفاع الأمريكي في زمن الرئيس الامريكي جورج بوش الابن منذ عام 2001 وحتى عام 2006 حين قدم استقالته من هذا المنصب ، وهو الشخص الأكبر عمراً الذي يتولى هذا المنصب وكان ايضاً الأصغر عندما كان وزيراً للدفاع في زمن الرئيس الأمريكي جيرالد فورد. ويعتبر رامسفيلد سياسي محنك وهو واحد من أهم الاعضاء في ما يسمى بالصقور أو المحافظون الجدد وهو من المؤمنين بالإمبراطورية الأمريكية وباستخدام القوة لتحقيق الغايات . تتهمه جانيس كاربينسكي الضابط في سجن أبو غريب بأنها رأيت بأم عينها مذكرة موقعة من دونالد رامسفيلد حول استخدام وسائل الاستجواب قاسية ضد المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب ومهمشة من قبله بالتأكيد على الإلتزام بالتنفيذ، حيث أكدت الوثيقة على اجبار المعتقلين على الوقوف لوقت طويل ومنعهم من النوم وعدم تقديم وجبات الطعام لهم بشكل منتظم واسماعهم موسيقى بصوت صاخب جدا لاشعارهم بالانزعاج وعدم الراحة.