صدر مؤخرا في لندن أحدث كتاب يتحدث عن زوجة شكسبير هذا الكاتب الأسطورة، الكتاب تأليف جيرمان جرير ويحمل عنوان "زوجة الأسطورة" وقد عرض له تشارلز نيكول في الجارديان الأسبوع الماضي. اسمها "آن أو آجنس هثاواي" ابنة مزارع من "شوتري" الواقعة بالقرب من "ستراتفورد"، و كانت في السادسة و العشرين عندما تزوجها "ويليام شكسبير"، الذي كان وقتها مجرد ابن صانع قبعات، ويخطو أولي خطواته في عالم الأدب، في عام 1583 أنجبت أولي أبنائهما الثلاثة "سوزانا"، و بينما عثر زوجها علي ثروة و صيتا واسعا في "لندن"، بقيت حياة آن راسخة الجذور في "ستراتفورد". ففي عام 1598 عندما أصبحت في بداية الأربعينات، انتقلت الأسرة الي منزل أكبر عند أطراف البلدة، من المفترض أن يكون "شكسبير" اشتراه من أرباح أعماله المسرحية، وكان يعود اليه كلما أتيحت له الظروف، لكن من الواضح أنه لم يتمكن من ذلك في معظم الأحيان، كما ظهر ذلك في المذكرات التي تركتها و استقي منها المؤلف الكتاب، كتبت فيها الخطوط العريضة من حياتها كزوجة و أم، مثل: تعميد أطفالها، موت ابنها الوحيد "هامنت"، زواج بناتها، وولادة أول حفيدة لها "اليزابيث" سنه 1608، وتوفيت "آن" في أغسطس1623وهي في منتصف الستينات. يؤكد مؤلف الكتاب - وفق جريدة "أخبار الأدب" المصرية الإسبوعية - أن وجهة النظر نحو كون زواج "شكسبير" سلبيا لا يمكن إنكارها، اختلاف السن، زفاف البندقية، بقاؤها شهورا طويلة وحدها أثناء انشغاله بعمله في لندن، وقبل كل شئ الوصية التي ذكر فيها "الي زوجتي" ولم يعطها اسما أو صيغة، كل ذلك ساهم في الانطباع أنه تزوجها رغما عنه، وخرج من الزواج بمرارة و في أحسن الأحوال كان شبه منفصل وفي أسوأها بارد. في فصل كتبته زوجة شكسبير بعنوان "من قراءة آن للسوناتا" يوضح مؤلف الكتاب بأن الطبعة الأولي للسوناتا 1609 كانت عملا جريئا نشر دون موافقة "شكسبير"، وليس هناك دليل علي ذلك، لكن جاء ذلك متوافقا مع منطقها، و يكون الأكثر احتمالا أن بعض السوناتات علي ما يبدو تكون أرسلت الي "آن" كما يعتقد "جرير" مؤلف الكتاب أنها كانت مروجة لأعماله من وراء الكواليس. يقول رجاء النقاش بكتابه "نساء شكسبير" الصادر عن دار شرقيات عام 2005 أن شكسبير الشاعر الانجليزي العالمي تزوج بالاكراه تحت ضغط التقاليد، تقاليد بلدته ستراتفورد التي تحكمها الاخلاقيات، تقاليد أقوى من الجميع ولا يستطيع أحد الخروج عنها، واذا خرج فهو ملعون، اضطر شكسبير مرغماً الزواج بامرأة بعد ارتكابه غلطة معها وهو ما يزال سنه 18 سنة، تزوجها ليصحح غلطته فكانت صفاته الكريمة تأبى ان يتركها، أعطى زوجته "آن هاثاوي" كل ما تستحقه من اهتمام ورعاية، ولم يندب حظه ورضي به، ولم يذكر التاريخ انه ارتبط بامرأة اخرى طيلة فترة زواجه، وحتى لم يفكر بالطلاق منها فيما بعد، بل نظر الى الجانب الايجابي لهذا الزواج، فدخلت زوجته التاريخ فقط لانها زوجة شكسبير حتى أن بيتها اصبح متحفاً للسائحين. وجاء في مقدمة الكتاب أقوال لبعض الباحثين والدارسين وهي أن شكسبير ما هو الا كذبة جميلة تعيش بين الناس منذ حوالي 500 سنة وحتى الان، ويعود السبب في هذه الاقوال أن هناك غموض يحيط بشخصيته، ورأي آخر يقول ان من كتب هذه المسرحيات التي تحمل اسم شكسبير هي لشخص آخر وهو الفيلسوف الانجليزي فرنسيس بيكون كتبها وكان يخجل ان يقال عنه أنه شاعر أو مؤلف للمسرح، فاتخذ اسم شكسبير ليختفي خلفه ويكتب ما يشاء دون محاسبة من أحد، ولكن هناك دراسات وأبحاث تؤكد بأنه كان لشكسبير وجود حقيقي، وبالرغم من هذه الأقوال، شكسبير قدم للعالم اجمل الابداعات الادبية التي لا تزال تعيش بيننا الى اليوم، فقد ترجم أدبه الى جميع لغات العالم، وكل سنة تصدر دراسات جديدة حول أدبه وشخصيته، والجدير بالذكر أن جميع أعماله مترجمة الى اللغة العربية. يعد ويليام شكسبير الذي ولد في 26 أبريل 1564 و توفي في 23 أبريل 1616 أعظم أديب في تاريخ إنجلترا وتعتبر مسرحياته وقصائده كلاسيكيات في أقسام الأدب الإنجليزي في جامعات العالم. كما أن أعماله كانت مسرحاً ومادة للدراسات العليا والنقدية بالإضافة إلى أنه تم اقتباس معظم أعماله في الكثير من الأفلام والمسرحيات حول العالم. أهم أعماله: هاملت، عطيل، الملك لير، ماكبث، تاجر البندقية، روميو وجولييت، وماكبث. ومن اقواله نذكر: * هناك ثمة وقت في حياه الإنسان إذا انتفع به نال فوزاً ومجداً، وإذا لم ينتهز الفرصة أصبحت حياته عديمة الفائدة وبائسة.. * لا ترى كل ما تراه عينك ولا تسمع كل ما تسمعه إذنك.. * من خلال أشواك الخطر، نحصل على زهور السلام.. * قسوة الأيام تجعلنا خائفين من غير أن ندري تماماً ما يخيفنا.. إذ أن الأشياء التي تخيفنا ليست إلا مجرد أوهام * إننا نعلّم الآخرين دروساً في سفك الدماء.. فإذا ما حفظوا الدرس قاموا بالتجربة علينا. * يمكننا عمل الكثير بالحق لكن بالحب أكثر..