القاهرة: قرر علماء من الأزهر الشريف البدء في عمل كشف يضم جميع الفتاوي التي اطلقها د. محمد سيد طنطاوي منذ أن شغل منصبه شيخا للأزهر ، وذلك من أجل إعداد قوائم بالفتاوي المخالفة منها لشرع الله ولما اجتمع عليه الفقهاء بهدف محاكمته فقهيا، وتقديم اعلان للأمة علي ما فعله بالجماهير. وتعد تلك الخطوة التي تأتي بمبادرة من جبهة علماء الأزهر، بحسب جريدة القدس العربى، إجراء تصعيديا في المواجهة مع طنطاوي الذي تعرض خلال الأيام الماضية لهجوم عنيف في مختلف الصحف المستقلة والمعارضة وبعض الصحف القومية بسبب فتاواه المثيرة للجدل والتي جلبت عليه غضب الوسط الصحفي بسبب فتوي جلد الصحفيين فضلا عن غضب التيار السلفي حينما أقر بأن فوائد البنوك الربوية لا تعد حراماً. وفي تطور لافت نقل اعضاء جبهة علماء الأزهر المعركة مع طنطاوي لمجالات اخري غير ميدان الفتوي حيث اتهموه بارتكاب جريمة التزوير في محاضر المجلس الاعلي للشؤون الاسلامية الذي يرأسه وذلك حينما دأب علي اطلاق فتاوي باسم المجلس بالرغم من ان عدد كبير من الأعضاء لم يحضروا الاجتماعات، حيث لا توجه لهم الدعوة خاصة غير المصريين منهم حيث يحمل عضوية المجلس العشرات من علماء العالم العربي والاسلامي. وأتهم بيان للجبهة صدر مؤخرا طنطاوي بتزوير إرادة الأعضاء الذين لا يتابعون الاجتماعات كما إتهم مستشاري طنطاوي ومساعديه الذين دأبوا علي تأييد فتاواه بانهم يسيرون في ركابه ويدفعون به نحو ارتكاب المزيد من الهفوات، التي تؤدي لارباك ملايين المواطنين بدلا من أن تكون آراؤه أداة للتفريق بين الحلال والحرام والغور والجهالة. وأشادت جبهة علماء الأزهر ،بحسب الجريدة ، بصحف المعارضة والمستقلة ووصفت ما تقوم به بأنه نوع من الجهاد في سبيل الله واعتبرت الذين يتصدون لنقد النظام وكشف الفساد بأنهم مجاهدون يسعون لأن يردوا المظالم عن اهلها. ويأمل اعضاء الجبهة الذين يمارسون نشاطهم من منازلهم بعد صدور قرار بإغلاق الجمعية الخاصة بهم، في أن يتمكنوا خلال المرحلة القادمة من جمع مختلف الفتاوي التي أطلقها شيخ الأزهر بدون أدلة يقينية او المخالفة منها للكتاب والسنة. وقد كشفت الأيام الماضية عن العثور علي عدد من الفتاوي المتناقضة حول موضوعات محددة سبق وأفتى فيها طنطاوي في الثمانينات والتسعينات ثم أفتى فيها في الألفية الثالثة فجاءت أحكامه علي عكس ما سبق وأفتى من قبل. وقد أشار د. عبدالمنعم البري الاستاذ بجامعة الأزهر إلى رغبة العديد من علماء الأزهر في إزاحة طنطاوي من منصبه وذلك بسبب فتاواه المحيرة للألباب. وعبر عن دهشته بسبب صدور فتاوي بعيدة كل البعد عن روح الدين وإنما الهدف منها حصد رضا المسئولين. ولم يشر البري للفترة التي سوف يستغرقها جرد فتاوي الشيخ وإن كان قد رجح أن تستمر لعدة أسابيع.