تشكيليون : رئيس قطاع الفنون تنتظره مهام ثقيلة عبدالوهاب عبدالمحسن محيط – رهام محمود بعد استقالة د. أشرف رضا من رئاسة قطاع الفنون التشكيلية، فضل عدد من الفنانين المصريين أن يكون الرئيس الجديد محتكا بالفنانين ويتبنى كافة الإتجاهات بغير محاباة ، وأن يوسع دائرة إحتكاكه بفناني العالم . وقال الفنان د. عبدالوهاب عبدالمحسن : كنت أتمنى أن تكون لرئيس قطاع الفنون رؤية تجمع الفنانين، وخطة للنهوض بالفن التشكيلي، واستضافة فنانين عالميين لنرى أعمالهم، وإقامة فعاليات دولية مهمة، وفتح بوابة الشرق لمشاهدة فنون إيران واليابان وباكستان والهند وتايلند ، حيث كنا نركز في الماضي على تجارب الغرب الفنية وحدهم واليوم نريد معرفة تجارب الشرق وأمريكا اللاتينية أيضا . وأنا لا أعتبر أن امتلاك التقدم التكنولوجي يعني التقدم في الفن، وليس كل من عندهم الميديا فنانون حقيقيون، ولهذا يجب أن يوسع رئيس القطاع الجديد من احتكاكنا بالفنون الأخرى ، فنحن لا نعرف شيئا مثلا عن فنون إفريقيا لأننا نشاهد معارضهم بصورة غالبا ما تكون مشوهة على طريقة "الخواجة يريد ذلك" . ولابد أن يكون رئيس القطاع الجديد محايدا بين إتجاهات الفن، ولديه رؤية لإثراء الحركة التشكيلية المصرية وتدريب العاملين بالقطاع على إدارة المتاحف وإقامة المعارض . ويجب أن يكون نشاط القطاع متوازنا في كل بقاع مصر ولا يتركز بالقاهرة والإسكندرية حتى يحدث الأثر التنويري على الجمهور . ولابد أن تكون هناك صيغة لتسويق الأعمال الفنية المصرية، وأن يبتعد رئيس القطاع الجديد عن التوجه للنخبة والصفوة وعملية اقتناء اللوحات، وعليه أيضا واجب تشجيع المواهب الواعدة ، وألا يتعاون مع الفنانين بطريقة الموظفين . حمدي أبوالمعاطي ورأى الفنان د. حمدي أبو المعاطي نقيب التشكيليين أن استقالة رضا جاءت في معادها ومنطقية جدا نتيجة لأن الظروف الحالية لم تتيح الفرصة لرئيس القطاع أن يقوم بعملية التطوير اللازمة نتيجة المتغيررات الكثيرة في قطاعات الدولة بشكل عام ، وكان من الطبيعي أنه لا يستطيع العمل في هذا الوضع. وأكد أن رئيس قطاع الفنون التشكيلية الجديد لابد أن يقدم خطة لتطوير وتحديث القطاع بناء على معرفته ايجابيات وسلبيات القطاع، كما يجب أن يكون من خارجه وليست موظفا، لابد أيضا أن يكون لدية فكر وفلسفة وبعد إداري وعلى دراية لما يحدث في القطاع، ويجب أن يكون مهتم بالفنون التشكيلية، كأستاذ من الجامعة أو شخصية عامة تتفهم القطاع وطبيعة الحركة التشكيلية، وإن لم تكون لدية خطة للتطوير فعليه أن يترك منصبه فورا. واصل ابو المعاطي: لابد أن يضع رئيس القطاع الجديد في اعتباره أن القطاع جهه تنفيذية في الوزارة، ووضعه للخطة يتم بناء على آليات القطاعات التي يرئسها، بمعنى أنه يضع خطة تطوير في ضوء الوضع القائم لمجموعة المتاحف المسئول عنها القطاع، خطة أخرى للخدمات الفنية والأنشطة خلال 5 سنوات قادمة، وبناء عليه يعمل من هذا المنطق. ويجب عليه أيضا الإعلان عن سلبيات القطاع المختلفة بمنتهى الشفافية حتى لا يسأل عنها، وبهذا ينئى بنفسه عن السلبيات الموجودة وتوضيحها للمجتمع بشكل عام، ومحاولة تصليحها.
أما الناقد صلاح بيصار أمين عام نقابة التشكيليين فاعتبر أن أشرف رضا كان أداؤه جيد في ضوء الإمكانات المتوفرة بعد الثورة، وهي فترة مليئة بالشد والجذب . وهو مصمم له اهتمام بالفن المطبوع وسيعود كأستاذ للفنون الجميلة مجددا . وقال بيصار أن رئيس القطاع الجديد عليه أن يكون إداريا ناجحا، وذو وعي بالعمل الفني بدء بالفنون الأصيلة كاللوحة والتمثال والجرافيك وانتهاء بأحدث اتجاهات الفن ،وأن ينهي عندنا عملية انقسامنا بين من ينتمي للتقليدية ومن ينتمي للفنون الحديثة بلا توازن حقيقي للحركة . وعلى رئيس القطاع أن يتفهم فنون الشباب ، وإلغاء المركزية بمعنى الإنتقال بالمعارض بعيدا عن القاهرة والذهاب للأقاليم، وهي من مفاهيم الثقافة الجماهيرية . وفي النهاية فإن مهمة رئيس القطاع كبيرة تتمثل بالإرتثقاء بالذوق العام ولهذا عليه أن يبتعد بنا عن فنون الصفوة والإهتمام بالفن الرفيع لكن الذي يصل للناس . وأخيرا على المسئول الجديد فتح قنوات اتصال برعاة الفن من رجال أعمال وغيرهم كما يحدث بالعالم الغربي .