قررت لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة إحياء ذكرى الناقد التشكيلي الراحل بدر الدين أبو غازي – وزير الثقافة الأسبق – بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على رحيله في سبتمبر 1983، وذلك بإصدار كتاب يتناول الجوانب المختلفة بمنهجه النقدي، ويسلط الضوء على الدور الرائد الذي قام به الراحل في تأسيس قاعدة راسخة في مجال كان ومازال حديث العهد على الثقافة المصرية المعاصرة. وقد وجهت اللجنة الدعوة لعدد من كبار الكتاب والمثقفين للمشاركة في وضع هذا الكتاب بدراسات حول عده محاور منها: محور سمات المنهج النقدي عند بدر الدين أبو غازي. حلم الفن القومي ومفهوم الالتزام في كتاباته. أبوغازي وموقفه من الاتجاهات الجديدة في الفن. خصوصية النص لديه "اللغة والأسلوب". مفهوم الفن كظاهرة اجتماعية عنده. أبو غازي وجيل الرواد. مكانته في حركة النقد التشكيلي المصري، وسوف يتم طبع هذا الكتاب قبل انعقاد الندوة التي ستنظم لمناقشة أفكاره الرئيسية خلال شهر مايو من العام القادم. يقول الناقد كمال الجويلي رئيس الجمعية المصرية للنقاد وعضو لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة: من المعروف أن الفنان الكبير محمود مختار يعتبر خال الناقد أبو غازي، الذي كان سببا في دخول هذا الناقد الكبير ساحة الفن التشكيلي، ومن أول وأبرز أعماله تأليف كتاب كبير يعد معلما ثقافيا عن محمود مختار منذ نشأته الريفية حتى دخوله مدرسة الفنون الجميلة عام 1908، مع أول دفعة التحقت بمدرسة الفنون الجميلة، حيث ذكر أن مختار ظل عشر سنوات في فرنسا درس خلالها على أيدي كبار أساتذة النحت، وكان مميزا كفنان مصري من أصل فرعوني، والمعروف أن كلية الفنون الجميلة في باريس "البوزار" كانت تحتفل سنويا بإقامة مهرجان فني صاخب يمر بشوارع باريس وتحت قوس النصر، يظهر فيه مختار جالسا فوق عربة يرتدي ملابس فرعونية ويحمل الصولجان وفوق رأسه تاج رمسيس، مما يثير إعجاب الجمهور الباريسي، وكانوا يتلقون على محمود مختار في ذلك الوقت فرعون مصر. أما سبب استمرار هذا الفنان عشر سنوات هناك هو قيام الحرب العالمية الأولى الذي منعه عن العودة إلى مصر بعد أربعة سنوات من سفره، والطريف أن والدة مختار التي نزحت من القرية إلى القاهرة مع ابنها الوحيد كانت تعده قبل يوم واحد من تقدمه لمدرسة الفنون للالتحاق بالدراسة في جامع الأزهر. وقد كان لهذا الكتاب دور كبير في التعريف بحياة مختار والكشف عن كل تفاصيلها. ويضيف الجويلي: أن هذا الناقد الرائد الكبير كان له دور بارز في التعريف بالحركة التشكيلية منذ بداياتها الأولى، وكانت كتاباته هي الوجه الآخر لإبداعات الفنانين، تأكيدا لما هو معروف من أن الفن والنقد وجهان لعملة وحادة.