تل أبيب: أكدت والدة عميل جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" إيلان جرابيل ،الذي اعتقلته السلطات المصرية بتهمة التجسس، انه طالب يدرس بكلية الحقوق في أتلانتا الامريكية التي لديها بعض المصالح في الشرق الأوسط، وليس عميلا للموساد. ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس الاثنين عن والدة المتهم قولها "إنه وصل إلى القاهرة في مايو/آيار، وكان يتابع الإحتجاجات المصرية التي بدأت منذ شهر فبراير/شباط الماضي". فيما أكدت والدته أنه كان يقضي الصيف في القاهرة كمتدرب ضمن مجموعة المساعدة القانونية. وأفادت الصحيفة بأن هناك مخاوف إسرائيلية بشأن توتر العلاقات بين البلدين بعد أن اعتقلت السلطات المصرية على إيلان جاربيل 27 عاما. وكانت السلطات المصرية قد اعتقلت إيلان في أحد فنادق القاهرة الأحد الماضي، وقال بيان صادر عن النيابة العامة المصرية أن إيلان جرابيل قد حضر مؤخرا إلى الإحتجاجات في مصر وحرض المحتجين على إثارة أعمال الشغب. وقالت "هآرتس" إن الصحف المصرية الرسمية وشبه الرسمية قد صورت جرابيل على أنه ضابط في جهاز "الموساد" الإسرائيلي جاء في محاولة منه من أجل تخريب الثورة المصرية، فيما أوضحت صحف أخرى أن جاربيل تابع لقادة وحدة المغاوير المكلفة بالقيام بالعمليات الخاصة في قلب الدول العربية. ومن جهته ،قال والد إيلان إن ابنه طالب تطوع للعمل لصالح وكالة أمريكية للاجئين ووصف مزاعم مصر بأنها "وهمية تماما". وقال دانيال جرابيل والد إيلان للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي في مقابلة بالعبرية من منزله في نيويورك "القصة برمتها وهمية تماما ،أي صلة بالعمل مع جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد غير صحيحة". وقال دانيال جرابيل إن ابنه يعمل في مصر في إطار دراساته الجامعية. واضاف "إنه متطوع في إطار دراساته وهو يحصل على درجات أكاديمية عن العمل الصيفي... تعين عليه البقاء في مصر ثلاثة اشهر ضمن العمل مع الوكالة الأمريكية المرتبطة بنقل اللاجئين من مصر". وفي مقابلة مع "هآرتس " قال والد جرابيل إنه حزين لموقف القاهرة واعتقالها ابنه، مشيرا إلى أن هذه الحادثة تشبه ما يردده المصريون عن محاولة الإسرائيليين سرقة الأهرامات، زاعما أنه لا يوجد دليل واحد يدين ابنه أو يؤكد تورطه في فضيحة التجسس الأخيرة. وكشف والد جرابيل عن أن عددا من المسئولين الإسرائيليين تعهدوا له بعودة نجله قريبا، وهو التعهد الذي أشار الأب إلى أنه تلقاه من مصادر عليا في إسرائيل. وفي سياق متصل ،عبر وزير الحرب الإسرائيلي الاسبق بنيامين بن اليعازر عن امله الا يكون القبض عليه محاولة "لتجميد عملية السلام بالكامل". ووقعت مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1979 . ويذكر ان صور جرابيل تتطابق على صفحة "مشروع إسرائيل" على موقع فيس بوك وهي جماعة مؤيدة لإسرائيل تدرب فيها على العلاقات الاعلامية عام 2008 وفي نشرة الكترونية لمنظمة تجمع اموالا لجنود إسرائيليين مع تلك التي نشرت في لقطات فيديو للمشتبه به في مصر. ونشرت مقالات عن خدمة جرابيل العسكرية في اسرائيل في صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" وصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في عام 2006 . وذكرتا انه اصيب في حرب لبنان في نفس العام وانه هاجر لاسرائيل من كوينز في نيويورك عام 2005 وكان عمره 22 عاما. وقال تسيكي عود الذي أفاد بأنه صديق لجرابيل لراديو اسرائيل "انه شخص مميز جدا. انه ذكي جدا.. يتحدث العربية امل ان يتجاوز هذه المشكلة". وبعد ذلك بعامين شارك جرابيل في برنامج الباحثين الإعلاميين التابع لمشروع اسرائيل بالقدس بشأن "تعليم القادة الشبان كيفية تعليم الصحافة عن اسرائيل وايران". وفي تعليق على الصفحة الخاصة بالبرنامج على موقع مشروع اسرائيل على الإنترنت قال جرابيل إنه متأثر بتصريح لمسئول بوزارة الخارجية الإسرائيلية بشأن توصيل مواقف اسرائيل للعالم العربي. وكتب جرابيل يقول "سأكون سعيدا جدا اذا تمكنت من التواصل بنفس الفعالية التي تواصل بها المسئول في هذه المناخات المناهضة لإسرائيل".