احتفالية الألفية الثالثة لفنون الشعب بالأقصر الفنان أحمد نوار محيط - رهام محمود صرح الفنان الدكتور أحمد نوار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ببدء احتفالية "الألفية الثالثة لفنون الشعب" بمدينة الأقصر في الفترة من 24 إلى 30 مارس القادم بمدينة الأقصر. تشرف على إقامة الاحتفالية لجنة عليا برئاسة الدكتور أحمد نوار وعضوية كل من طلعت مهران رئيس الإدارة المركزية لإقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي, والدكتور عبد الوهاب عبد المحسن رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية, وعلى شوقي رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية, والدكتور أحمد مرسى أستاذ الأدب الشعبي, والدكتور حمدي عبد الله المشرف العام على الفنون التشكيلية, والمخرج الكبير عبد الرحمن الشافعي, والفنان التشكيلي والناقد عز الدين نجيب قومسيير عام الاحتفالية ورئيس اللجنة التنفيذية, كما يرأس اللجنة البحثية الأستاذ الدكتور أحمد مرسى.
يقول محمد كريم عضو اللجنة التنفيذية أنه سيشارك في الاحتفالية جميع الأقاليم الثقافية وفروعها في مصر, وقد سافر الفنان عبد الوهاب عبد المحسن, والمخرج عبد الرحمن الشافعي, والناقد عز الدين نجيب للأقصر في الأسبوع الماضي للاستعداد لهذه الاحتفالية. أما الناقد عز الدين نجيب فيقول: "احتفالية الألفية الثالثة لفنون الشعب, هي احتفالية كبرى تقام لأول مرة في تاريخ مصر الحديث لجمع المأثورات الشعبية والحرف التقليدية, والفنون التلقائية من جميع انحاء الجمهورية, الهدف منها اكتشاف المواهب, ورد الاعتبار للفنون الشعبية باعتبارها فنون تتساوى في القيمة مع الثقافة الحديثة التي يتبناها الأجهزة الحديثة في المجتمع, بينما المجتمع لا يستطيع أن يتذوق الفنون الحديثة وحدها, بل نجده أكثر ميلا واستجابة للفنون الشعبية؛ لأنها جزء من تاريخة وحضارته وذوقه الذي تكون على مر آلاف السنين, وأيضا لأن هذه الحرف الشعبية وليدة الاحتياج والضرورة والوظيفة العملية في المجتمع؛ فهي تدخل في الحياة اليومية كمنتجات وانماط لها غرض نفعي في حياتنا, كالعمارة الشعبية, والزخارف على الجدران, والرسوم الجدارية على واجهات البيوت, أو المشربيات والزجاج المعشق بالجبس في النوافذ, والخرط الحشبي الذي يصنع منه الأثاث في البيوت, والتطعيم بالصدف لتجميل الأثاث والأدوات التي تدخل في الحياة إلى آخره. فهناك أكثر من خمسين حرفة فنية لها طابع جمالي يمكن أن يصل إلى درجة التجريد الفني الراقي جدا, وهذا لو توفرت الظروف والإمكانيات الملائمة للفنانين التلقائيين والشعبيين للأستمرار في هذا النشاط؛ لهذا السبب تقيم الهيئة العامة لقصور الثقافة, هذه الاحتفالية متضمنه ثلاث مسابقات على مستوى الجمهورية, لتشجيع المبدعين والفنانين بكل نوعياتهم. المسابقة الأولى هي للحرف التقليدية الشعبية, لها جائزة تمثل حرفة, والثانية في الفنون التلقائية في مجالات الرسم والنحت والحفر والعمل المركب, ويقصد بالفن التلقائي الفنانين الذين لم يدرسوا دراسة أكاديمية في أي مدرسة أو كلية, ولم يتخصصوا في مجال من مجالات الفن, بل يمارسون الفن بحس فطري وتلقائي؛ لإمتاع نفسهم وليس للتربح من فنهم. المسابقة الثالثة, وهي التصميم المبتكر للحرف التقليدية, وهو تصميم يقوم به فنان دارس متخصص في التصميمات يستوحي شكل من أشكال الزخارف أوالوحدات في الفنون الشعبية والتراثية, بغرد أن يكون نموذجا للتطبيق والتنفيذ على نطاق واسع؛ الهدف منه هو تطوير المنتج الفطري الشعبي ليكون متعايشا مع روح العصر, فهناك فجوة في احتياحات المجتمع اليوم, والأغراض القديمة للحرف, فمثلا الخزف لم يكن مستخدما حاليا في الشرب, أو الأبريق أصبح له أغراضا جديدة بتصميمات جديدة, والمشربية لم تستخدم لكي تحجب المرأة من الخروج أو أنها تظهر في الشارع, والخيامية لم تكن فقط للسرادقات العزاء أو الأفراح بل تدخل في الحياة اليومية بطبيعة العصر, فمن هنا تحتاج تصميمات من نوع مبتكر, لكن لا تفقد الصلة بالتراث والروح الشعبية والأصالة المصرية. الجوائز تصل قيمة الواحدة في بعضها 10000 جنية وهذه المرة الأولى التي يوضع هذا الحجم من التشجيع المالي لفنانين شعبيين, وليس لنخبة من الفنانين المتخصصين, وهذا يهدف بأن يكون فن الشعب على قدر من المساواة مع فن النخبة أو الفن الحديث, وبالمثل الثقافة الشعبية على قدر من المساواة مع الثقافة العصرية, فالاثنين متكاملين ليس هناك أنفصال فيما بينهم, لكن كان المسار الثقافي على مدى أجيال يعتمد فقد على الفن الرسمي, كما كان يغيب الفن الشعبي عن الساحة أو لا يجد من يرعاه ويتولاه بالرعاية والتمويل. يضيف نجيب: الموضوع له بعض ثقافي وليس فقد مجرد إقامة المعارض والتشجيع, لكن لابد من إقامة ندوة علمية حول حاضر ومستقبل الفنون الشعبية والحرف التقليدية, ستستمر ثلاثة أيام وسيشارك فيها عدد من الباحثين والخبراء المتخصصين في الفنون الشعبية, وستكون الأقصر مقر لهذه الاحتفالية؛ لأن الأقصر بؤرة اهتمام الإعلام المحلي والعالمي, باعتبارها مركز حضاري تاريخي قديم, يتواجد بها السائحين بصفة دائمة, ومن ناحية أخرى أن وجود احتفالية الشعب بالأقصر كأننا نقول أننا من هنا نبدأ, حيثما أنتهت عبقرية الفنان المصري القديم يبدأ الفنان الشعبي. يواصل: ويتساءل البعض لماذا كلمة احتفالية الألفية الثالثة؟, هل أن الألفيه جميعها ستكون للفنون التشكيلية؟, المعنى ليست هذا بل هو أننا نضع على رأس الألفية الثالثة فنون الشعب, فكأنها أصبحت عنوانا وتاجا يعطيها قدرا من التعظيم والأهمية, لكن الاحتفالية ليست في الفنون التشكيلية فقط والحرف التقليدية والمعارض, بل تمتد لجميع الفنون التعبيرية الشعبية جميعها من موسيقي وغناء ورقص شعبي وخيال الظل والأراجوز. كما سيقام يوم الافتتاح مسيرة وموكب شعبي, حوالي عشرون عربة من العربات الشعبية تزين بالزخارف, ويجلس على كل عربة مجموعة من الحررفيين في أداء حرفة معينة؛ لتكون في النهاية مسيرة لإبداع الشعب تطوف بشوارع الأقصر تمر على الفنادق والمواقع السياحية, وتمر أيضا على الآثار. وسوف يفتتح الاحتفالية وزير الثقافة الفنان فاروق حسني, ومن المننتظر أن تحضر السيدة سوزان مبارك لكن حتى الآن لم يتأكد الأشتراط, ولكن المؤكد أن هناك تعاون مابين وزارة الثقافة ومجلس مدينة الأقصر برئاسة الدكتور سمير فرج, وأيضا بمشاركة كلية الفنون الجميلة بالأقصر, وسوف تكون مواقع الاحتفالية ما بين ميدان أبو الحجاج أمام معبد الأقصر, و مركز المؤتمرات ومكتبة سوزان مبارك, وكلية الفنون الجميلة, ثم تسير في شوارع الأقصر جميعها, ويصاحب الاحتفالية صدور كتابا وثائقيا كبيرا عن هذه الفنون الشعبية جميعها, يضم مقالات كتبها متخصصون في الفنون الشعبية في الفروع المختلفة, بالصور الكاملة لهذه الأعمال ليكون وثيقة تاريخية للحفاظ على هذا التراث".