بيروت: يستضيف جاليري جانين ربيز ببيروت معرض الفنانة التشكيلية ريم الجندي تحت عنوان "طريق المطار", والذي يستمر حتى 23 شباط/ فبراير الحالي. بعد غياب سنوات، انغمست خلالها الفنانة ريم بدراسة "الفن المقدس" (جامعة الروح القدس - الكسليك)، ما انعكس على إنتاجها الجديد، في طريقة الدمج بين مستجدات الحياة الاجتماعية اللبنانية، ومناخات الأيقونة البيزنطية, حسب ما ذكرت مهى سلطان بجريدة "دار الحياة". هل يمكن هذا الدمج الهجين بين الروحاني والمعيشي ان يتناغم, وفي ضوء أي ضرورات أو مبررات على مستوى الموضوع أو التقنية؟ هذا السؤال يستوقفنا لدى رؤيتنا أعمالاً تكتسي المادة الذهبية للأيقونة البيزنطية في محاكاة مباشرة للأسلوب التشخيصي, الذي يصور النساء والرجال بلون أديم الأرض، اللون البني الداكن للبشرة المكهربة بشرارات الضوء المرسومة على سطح الوجه والجسم، بغية تعيين النور على الملامح والمواضع التشريحية. في إمكاننا أن نربط بين الوجوه الترابية في لوحات ريم الجندي وبين الشخصيات الدينية التي تطل في حقبة من حقبات التصوير الأيقوني، فالمرأة بالمنديل الأسود تذكر كثيراً بالعذراء الحبشية, ولكن سرعان ما يذكرنا ايضاً لون البشرة الداكنة، بالمستخدمين في لبنان من الجاليات الأجنبية الآسيوية, ذلك ما يحيل إلى فئة من الناس قابلة أكثر من غيرها لاحتمال الجروح والانكسارات الناتجة من العمالة والسفر، على مسافة متوازية من المقاصد التي يذهب إليها موضوع المعرض, وهو هجرة اللبنانيين وتهافتهم للحصول على تأشيرة إلى أي بلد طلباً للعيش والاستقرار والأمان. تبدو الشخصيات غير واقعية بل ملغّزة واستعارية في المزج بين طبيعتين متناقضتين: الطبيعة التحررية في المكاشفة من جهة والجانب المعرفي الآتي من أعماق التاريخ القديم للفن الديني من جهة أخرى.