أهالي كفر شكر يشهدون منبراً ثقافياً جديداً جانب من الافتتاح محيط - رهام محمود في واحدة من الأنشطة التي تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة, وفي إحدى محافظات إقليمالقاهرة التي تشتهر بزراعة الفواكه والخضروات "كفر شكر", افتتح أمس السبت الموافق 26 يناير 2008 الدكتور محمود صفوت محي الدين وزير الاستثمار, والمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية, والفنان الدكتور أحمد نوار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة نيابة عن وزير الثقافة الفنان فاروق حسني, قصر ثقافة كفر شكر. اكتظ الافتتاح بالجمهور من أبناء كفر شكر الذي ارتسمت على وجوههم فرحة هذا الحدث الهام الذي سينهض بثقافة أبناء هذا البلد والارتقاء بهم إلى الأمام, وقد حضر حفل الافتتاح الفنان عبد الوهاب عبد المحسن رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة, والفنان فاروق مصطفى مدير عام إدارة العامة للفنون التشكيلية, والدكتور طلعت شاهين مدير عام الإدارة العامة للإعلام, والأستاذة ميرفت مسئولة الإعلام, والفنان أيمن السمري ابن محافظة كفر شكر, كما حضر الافتتاح عدد كبير من الصحفيين ورجال الإعلام. استقبل مدخل القصر الحاضرين بعرض لفرقة التنورة والخيالة بالمزمار البلدي, والآلات الشعبية لفرقة شبين القناطر, ثم تفقد السيد الوزير ومحافظ القليوبية والدكتور نوار رئيس الهيئة مبنى القصر وأماكن الأنشطة الفنية والثقافية التي ضمها, كما تفقد الجمهور قاعات الأنشطة المختلفة بالقصر, ومارس بعض الأطفال الموهوبين إبداعهم الفني في مرسم الفنون التشكيلية. في بهو القصر, وساحة الدور العلوي جملت جدران القصر بثلاثة وعشرين لوحة, لستة عشر فنانا من أهم شباب الحركة التشكيلية المصرية من بينهم: أحلام فكري, إيمان عزت, جورج فكري, محمد زعيم, أحمد روميه, إبراهيم الدسوقي, إيمان منير, أحمد إمام, عبد الستار رشيد, أيمن سامي, وليد مصطفى, ميلاد حنا.
مشاهد داخل القصر في يوم الافتتاح هذه اللوحات من أعمال أحد الورش الفنية التي أقامتها الإدارة العامة للفنون التشكيلية بالهيئة العامة لقصور الثقافة, والتي كانت ضمن احتفالية رمضان الماضي وأقيمت في حديقة الفسطاط لمدة يوما واحدا تحت عنوان "ليلة وفنان", قام فيها الفنانون بالرسم أمام الجمهور مباشرا وإنهاء العمل بنفس اليوم. يقول الفنان فاروق مصطفى: " - مدينة الأحرار يتحول فيها بيت الثقافة إلى قصر ثقافة كبير يحوي العديد من الأنشطة - اللوحات المعروضة بالقصر ملك للهيئة؛ لأنها حققت للفنان الأدوات والخامات التي تلزمه أثناء الورشة, والتي تعد ضمن أنشطة الهيئة في مراسمها والأسابيع التشكيلية التي تقيمها الإدارة العامة المنتجة لأعمال شباب وكبار الفنانين".
قالوا يقول الفنان فاروق حسني وزير الثقافة: " تأتي مشروعات الهيئة العامة لقصور الثقافة لتطوير وتحديث البنية التحتية لمواقع الهيئة, في إطار خطوات دؤوبة ومتواصلة لتطوير الخدمة الثقافية في هذه المواقع, بما يؤدي إلى رفع معدلات الأداء, وزيادة عدد وفئات المستهدفين منه في شتى ربوع المحروسة, ضمن المشروع الأساسي للهيئة, الذي يسهم في خطة الدولة للتنمية الثقافية ارتقاءا بمستوى المواطن, وترسيخا لمبدأ المواطنة, ودعما لحقوق المبدعين والمثقفين ورواد قصور الثقافة. يضيف: إن خطة الهيئة – في هذا الإطار – تعد مشروعا كبيرا ذا أهداف متعددة الدلالات والأغراض, ولهذا فإننا نساند الهيئة فيما تطمح إليه من تطوير وتحديث مواقعها الثقافية المنتشرة في أرجاء مصر". أما الفنان أحمد نوار رئيس الهيئة فيقول: " في إطار جهود الهيئة المستمرة لرفع الوعي الثقافي والتنويري للشعب المصري, يأتي الارتقاء بمستوى الخدمة الثقافية المقدمة للمواطن على رأس أولويات الهيئة, ولا يقل في الأهمية عن ذلك تطوير وتحديث قصور وبيوت الثقافة التي تقدم هذه الخدمة الثقافية الجليلة. فمنذ أكثر من عامين وضعت الهيئة العامة لقصور الثقافة خطة علمية متكاملة ومدروسة؛ لتطوير البنية التحتية وتحديث واستكمال الموقع, وتشمل هذه الخطة جميع المواقع في الأقاليم الثقافية في مصر "قصر ثقافة – بيت ثقافة – مكتبة عامة – مكتبة طفل" لتصل يد التطوير والتحديث بذلك إلى أرجاء مصر وربوعها كافة, غير غافلين عن تطوير أداء العنصر البشري من خلال دورات تدريبية متخصصة في محاولة للارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة.
حالة القصر قبل التطوير والتحديث يضيف: وفي هذه المرة نتوجه إلى أرض الخير والنماء على رأس الدلتا, في بقعة متميزة من بقاع مصر هي محافظة القليوبية؛ لنفتتح قصر ثقافة "كفر شكر" بعد إعادة بناءه وتزويده بكل ما شأنه أن يرفع مستوى الأداء الثقافي؛ فهناك مسرح مجهز بأحدث أجهزة الصوت والإضاءة, ومرسم للفنون التشكيلية, وقاعة للتكنولوجيا والمعلومات مجهزة بأحدث أجهزة الحاسب الآلي ومتصلة بشبكة الإنترنت, بالإضافة إلى مكتبة عامة, ومكتبة طفل, ونادي الأدب ونادي المرأة. ونرجو أن يمتليء هذا القصر بالأنشطة المتعددة, وأن يتألق بالإبداع في شتى مجالاته؛ ليكون منارة ثقافية وفنية تلقي بأشعتها على أرض القليوبية". يقول د. عبد الوهاب عبد المحسن: " هذا القصر يعتبر منفذ ثقافي هام, وفرصة للتنفس وانتشار العمل الثقافي, وتبني المواهب والإطلاع والاحتكاك, كما أنه ملتقى هام بشكل وجداني للشباب, حيث يضم مرسم مهم يستطيع فيه الشباب تفريغ طاقتهم الإبداعية وتنميتها, كما يضم مكتبة ومسرح, فحاليا تفتح الهيئة نافذة للثقافة لأهل البلد لتنميته ثقافيا, والارتقاء به لمستوى عالي من الثقافة". بينما يقول الفنان د. أيمن السمري ابن محافظة كفر شكر: " كفر شكر مدينة موقعها استراتيجي حيث أنها تقع بين عدة محافظات, فهي شرق النيل جنوبها محافظتا القاهرة والجيزة التي تبعد عنهم 45 دقيقة فقط, وشمالها محافظتا الدقهلية والغربية, وشرقها محافظة الشرقية التي تبعد عنهم نحو 15 كيلو متر, وغربها محافظة المنوفية التي يفصلها عن كفر شكر نهر النيل. وهي أيضا آخر مركز بالقليوبية, ساعدها توغلها وسط المحافظات على نشر الوعي الثقافي بها, وخصوصا شريحة شباب الطلبة الجامعيين, بالإضافة إلى الميول الثقافي الكبير عندهم. يضيف: افتتاح هذا القصر أوجد حالة نشاط فني؛ فأهل المحافظة كانوا متعطشين لهذا الحدث الثقافي, أو لمكان ثقافي يجمعهم, وهذا كان موجودا سابقا لكن على نطاق ضيق في مركز شباب رياضة المدينة, وبعد أن أخذته وزارة الثقافة من وزارة الشباب والرياضة, وأعادت بناءه ليضم مسرح ومكتبة ومرسم, فبالتأكيد بعد افتتاح هذا القصر ستحدث حالة ثقافية كبيرة بالبلد, وسيتردد عليه الكثيرون؛ لأن هذا النشاط كان ينتظره أبناء المحافظة؛ لكي يفرغوا به إبداعاتهم , فكفر شكر تضم شعراء ومسرحيين من بينهم سيد سرحان, والشاعر طارق عمران, والفنان سامي سرحان, ومن بينها أيضا زكريا وخالد محي الدين من الضباط الأحرار, ود. محمود محي الدين وزير الاستثمار, وأنا فخور أنني أقمت أول معرضين شخصيين لي في بداية طريقي الفني بمركز شباب كفر شكر". أختتم حفل الافتتاح بعرض فني لفرقة كورال أطفال بهتيم, الذي كان بمسرح القصر. لمحة عن القصر قصر ثقافة كفر شكر يقع بوسط مدينة كفر شكر, يشغل مساحة 1320متر مربع, وتمثل مساحة المباني به 900 متر مربع, يحوطه أراضي خضراء وحدائق بمساحة 420 متر.
جوانب من القصر موقع القصر كان سابقا مخصص كمركز شباب تم استغلاله كقصر ثقافة منذ عام 1973, ثم صدر أمر بإزالته في عام 1998, وفي نفس العام خصص المبنى للهيئة العامة لقصور الثقافة بموجب قرار محافظة القليوبية, حيث قامت الهيئة بإزالته وإعادة بناءه على الوضع الحالي. قامت بأعمال تنفيذ المبنى الذي تكلف إنشاءه وتجهيزه وتأسيسه مبلغ أربعة ملايين ونصف مليون جنية شركة النور للمقاولات والاستشارات الهندسية. يتكون المبنى من طابقين "دور أرضي ودور أول", بالإضافة إلى مسرح مغطى ومجهز بجميع الخدمات. الدور الأرضي يضم: بهو المدخل الذي يستخدم لعرض الأنشطة الفنية عند الاحتياج, وقاعة كبار الزوار, والمسرح, ونادي الأدب الذي تعقد به الندوات والاجتماعات الأدبية, كما يضم هذا الدور قاعة متعددة الأنشطة, قاعة التكنولوجيا والمعلومات, مكتبة للطفل, نادي المرأة, غرفة إدارية وخدمات. أما الدور لأول فيحوى مكتب مدير القصر, مكتبة عامة للكبار, قاعات أنشطة فنون تشكيلية "ومرسم", مخزن, وخدمات معاونة. أما عن مركز شباب الرياضة الذي حل مكانة قصر الثقافة, فقد أقيم في مكان آخر من المحافظة على النيل مباشرا, يقول رئيس مجلس إدارته سلامة الزير: " المكان القديم كان بسيط كمركز شباب, والأنشطة به لم تكن كاملة وكانت معتمده على النشاط الداخلي فقط, أما المركز الجديد فهو يتمتع بمساحة كبيرة تضم صالة كبيرة للفن التشكيلي يقام به معارض سنويا وندعو الفنانين التشكيليين من مختلف المحافظات للمشاركة بعرض أعمالهم, بالإضافة إلى وجود مكتبة. يضيف: بعد أقامه المبنى الجديد استطعنا أن نقيم ندوات شعرية مرتين في الشهر, يحضر بها شعراء كبار, وشعراء المحافظة, كما تقيم اللجنة الثقافية ليالي ثقافية مكثفة في شهر رمضان من كل عام, كما أننا نستقبل معظم فرق الفنون الشعبية من المحافظات الأخرى كالشرقيةوالقاهرة والمنصورة, ويقام به نادي للطلائع, ونادي للمرأة يتم فيه اجتماعات دولية بنشاط واضح".