احتفالية فنية رائعة في ضيافة قصر ثقافة "ساقية الصاوي" بضاحية الزمالك بالقاهرة ، ضمت ثلاثة معارض إحداها للتصوير للفنان خالد السياجي تحت عنوان "يا بدع الورد" ومعرض نحت للفنان احمد يحيي وثالث للموزاييك للفنانة نانسي الصحفي . لوحة الفنان خالد السياجى محيط رهام محمود : يا بدع الورد اجتهد الفنان خالد السياجي لإخراج أبدع ما عنده في فن التصوير في هذا المعرض حتى ظهر كلوحة فنية متناغمة الألحان وحاز إعجاب الحاضرين. والسياجي من مواليد المحلة الكبرى سنه 1961, تخرج في كلية الطب جامعة عين شمس, وهو حاليا يعمل طبيب نفسي. ويتميز ألسياجي بإحساس قوي بالألوان وبطبيعة خامة الباستيل, وهو يستخدم الألوان بإرهاف شديد , حيث تساعد صياغته لأشكال الورود المختلفة في نقل خبرته الكبيرة في استخدام الخامة وقوة التعبير والإحساس العميق بالأشياء كما أن استخدامه للخلفيات الملونة للورود جعلت له بصمه خاصة لتعبيره الفني. يقول الفنان أنه بدأ الرسم بالفحم ثم أنتقل إلى فن البورتيرية تدريجيا بألوان الزيت, كما أستخدم أحيانا ألوان الجواش منتهيا بالباستيل وهي الخامة المستخدمة في المعرض. يضم المعرض نحو 22 لوحة جميعها بمقاس 25×35سم تتضمن هذه الأعمال موضوعا واحدا وهو الزهور وجميعها بألوان الباستيل, كما يعبر الفنان عن المناطق الجميلة في اللوحة بألوانها وأشكالها , فهناك زهور يكمن جمالها في أوراقها المفتوحة ، وزهور أخرى في أوراقها المغلقة , أستخدم الفنان الباستيل لأنها خامة سهلة ممتنعة فهي خليط من الشمع والطباشير , وتحتاج حساسية في التعامل معها , فهي تعطي نتائج سلبية إذا لم تعامل برقة . وعمد الفنان إلى استخدام خلفيات لوحاتة بالورق الملون, فاستخدم اللون الأحمر, والأصفر, والأسود, والأزرق, والأبيض, والبني, والموف, فهو يطوع الخلفية لخدمة اللوحة, وهو يفضل الخلفيات السوداء لأنها تعطي اللوحة عمقا أكبر وتضيف تأثيرا مختلفا عن الخلفيات الملونة. وقد شارك الفنان في بعض المعارض في جامعة الأزهر, كما شارك في صالون الربيع في 2006ساقية الصاوي . يرى الفنان طارق زايد مدير قاعات العرض بساقية الصاوي, أن الفنان خالد السياجي في المعرض الأول الخاص له إنه فاجأنا بمستوى عال وحرفية متمكنة في خامة الباستيل , وهي خامة صعب التعامل معها لأنها تعتمد على اللمسة الواحدة , والفنان يتناول في لوحاته صغيرة الحجم مجموعة من الزهور المختلفة الأشكال والألوان , وقد نجح في نقل الشكل العام للزهرة , وبرغم استخدامه لخلفية سوداء قاتمة إلا أنه عرض الزهور بشكل مبهج بغض النظر عن اللون ,وقد اختلفت ألوان خلفيات أعماله من لوحة لأخرى مع عمل توافق مع لون الزهرة ولون الخلفية ، وبرغم عدم استخدامه الشفافية التي تتميز بها خامة الباستيل ,إلا أنه نجح في عرض الزهور بشكل طبيعي لتختلف كل زهره عن الأخرى وكأنه يرسم بورتيرية شخصي للزهرة ، ومن المعروف أن البورتيرية هو الرسم التخطيطي لملامح وجه الإنسان . أهل الفن روإذا انتقلنا بالحديث إلى الفنان أحمد يحيي سنجد أنه من مواليد الوادي الجديد سنة 1974, وهو فنان فطري لم يدرس الفن بدأت موهبته منذ الصغر فكان يرسم في المدرسة, يحفر على الزلط ويصنع منه تمثالا, كما نحت على الحجر, ثم طور نفسه وبدأ يأخذ الحديد الخردة ويصنع منه شخصيات مصرية كالفلاح والشيخ مبروك, عمل للفنان أحمد يحيى فعندما يمسك بقطعة الخردة سرعان ما يأخذه خياله إلى صياغة عمل فني جديد, ثم يبدأ في تشكيله. وقد أقام معرضه في ساقية الصاوي تحت اسم "أهل الفن" ، كما أقام الفنان ثلاث معارض خاصة, الأول في 2005 باسم معرض نحت حجري معدني في أتيلييه القاهرة , وأقام معرضة الثاني في2006 بساقية الصاوي أيضا , وحصل على المركز الثالث في مسابقة "حجر من بشر" وذلك في 2006 حيث كان عمله الفني يتضمن قناع لإخناتون وكان ملابسة من حديد. كما كان أول معرضين للفنان هما أعمال نحتية لشخصيات عامة تتسم هذه الأعمال بالواقعية. ويعبر الفنان في هذا المعرض عن أهل الفن, حيث استخدم الحديد الخردة في تشكيل أعماله , فهو لديه أحساس ملموس بالفورم, وهو عبر عن رؤيته للعازفين ببراعة وخيال عال فاستطاع أن يشكل بخامة الحديد الخردة تماثيلا لكي تصبح عازفين تجعل المتلقي يشعر بحالة وجدانية بالموسيقى. وقام بتصوير الفتاة المصرية التي تحمل "بلاصا" ، ولكنه أستبدل "البلاص" بعود, وأستبدل ساقي الفتاة بطبلة ,ومن بين أعماله أيضا عمل فني باسم "العقرب" حيث تخيل العقرب أنه آله موسيقية فأصبح العقرب آله الهارب وصوره بأنه آله تنفخ في ساكس , ومن أعماله تصوير وجه عازف جيتار علي هيئة طائر , إلى جانب تشكيل عازف الساكس, والبيانو, والكمان, والتشيلو, والربابة, والجيتار, والسمسمية, والطبلة . وقد ضم المعرض 32 عملا نحتيا بأحجام مختلفة. و تركت نشأة الفنان بالواحات ، ذلك العالم المليء بالغموض والأسرار ، أثرا كبيرا في صقل موهبته للتعامل مع الأحجار ليبدع هذه التماثيل, كما استهواه المعدن بعد ذلك فانصهر مع خامة الحديد وذابت معه شخصيته. صور الفنان رقصة شعبية مشهورة في الريف المصري وهي استعراض لعلاقة الأنسان بالحصان في توافق مع الموسيقى الشعبية ليهتز الحصان ويتمايل مع الموسيقى كما صور الفنان الحصان بحجم طبيعي من قطع الحديد, واهتم بتفاصيل دقيقة مثل الخيوط الملونة التي توضع على الحصان ونجده في التشريح يحاكي الطبيعة بشكل مبدع. وفي عمل آخر نرى أسلوبا مختلفا من التصوير بخامة الحديد وهو مجموعة من الشرائح الحديدية يطوعها الفنان ليصنع منها لوحة مرسومة تحاكي الطبيعة مثل الأشجار والنخيل والأراضي الصحراوية والإنسان والخيول. وفي عمل نحتي آخر يصور الفنان عازف الطبلة الشعبي، وهو في زيه الشعبي وغطاء الرأس التقليدي ويصورة في حالة من الحركة الطبيعية جدا . وفي عمل آخر يصور عازف الجيتار وهو في وضع الوقوف وينجح الفنان في عمل مونتاج لقطع مختلفة من الحديد المهمل ليصنع تمثالا تجريديا من العازف. وفي لوحة أخرى يصور رقصة شعبية وهي التحطيب وهي عبارة عن رجلين ومعهم عصا كبيرة يتبارزان بها لاستعراض القوة للرجل الريفي ,ويصور الفنان هذا المشهد من خلال رقائق حديدية يطوعها ليصل بالشكل النهائي لعمل تجريدي يعطي إحساس طبيعي . فن الموزاييك
وبعنوان فن الموزاييك ننتقل لمعرض الفنانة نانسي الصحفي الذي يحمل نفس الاسم ، ونانسي من مواليد الكويت, تخرجت من كلية الفنون الجميلة قسم النحت عام 2001, عمل للفنانة نانسى الصحفى سافرت إلى أمريكا للدراسة لمدة عام سنة 2004, ودرست فن الموزاييك بالولايات المتحدة, كما شاركت الفنانة في ثلاث معارض جماعية في واشنطن . وتمتلك الفنانة نانسي حسا مرهفا باللون, وقدرة في تجديد فن الموزاييك, حيث نجحت في توظيف عملها الفني ليشاركنا في حياتنا اليومية, واقتباس تصميماتها من الفنون الإسلامية جعل أعمالها أكثر ثراءا, كما أنها نوعت في التصميمات بين الزخارف الإسلامية والأشكال الهندسية, فهي موفقة إلى حد كبير في اختيار الأدوات المنزلية التي تطوعها لعمل فن الموزاييك, ومن الجميل أن يوظف الفن وأن يراه الآخرون في مزيد من العمل الجميل. فالفنانة تحضر ألواحا من الزجاج ثم تقوم بتكسيرها , ثم تلصقها القطع الصغيرة على التصميمات التي تتناولها وبعد ذلك تقوم بمليء العمل بالليب وهي مادة أسمنتية تسهل لصق الموزاييك ببعضه وهذه المادة مقاومة للماء بحيث لا تتلف العمل إذا تعرض له . تتبع الفنانة المدرسة التجريدية ولكن في هذا المعرض معظم تصميماتها موتيفات إسلامية, وهي تقتبسها من سجاجيد فارسية الأصل. وهذا المعرض هو أول معرض خاص يقام للفنانة في مصر, وهو يضم 14 عملا فنيا. ومن بين هذه الأعمال عمل منضدة سفرة كبيرة, عملت على تغيير سطحها إلى موزاييك بخامة الزجاج, وتحمل تصميماتها أشكالا هندسية متداخلة, كما قامت بعمل صواني من الموزاييك. تقول نانسي الصحفي إن مادة الزجاج قوية وتتحمل الحرارة فلذلك استخدمتها الفنانة في خامات المنزل لأنها تستطيع تحمل أي شيء يوضع عليها سواء ساخن أو ثقيل, كما قامت الفنانة أيضا بعمل منضدة صغيرة "فيرفورجيه" بنفس الخامة. وفي رأي الفنان السفير فخري عثمان أثناء زيارتة للمعرض أن هناك إبداع جديد متميز لمادة الموزاييك الزجاجي الذي تطلب الدقة والحذر الشديد من مخاطر اختيار هذه القطع الصغيرة, لتشكيل تكوينات التصميم الموضوع للعمل.. كما أن هناك إبداع غير مسبوق للمنمنمات الصلبة وهو عمل جدير بكل تقدير.. إلى جانب اختيار الفنانة الموفق جدا في اختيار الألوان الهادئة التي تشع السكينة والهدوء النفسي للمتلقي, بالإضافة إلي التنوع بين التصميمات الكلاسيكية التراثية مع تصميمات التجديد كفن معاصر حديث.. وأضافت الفنانة خبرة جديدة من تلقي دورة خاصة في واشنطن حيث قضت بضعة سنوات برفقة الزوج الدبلوماسي عضو سفارتنا في أمريكا مؤخرا, وهذه الإضافة لدراستها الأساسية أضافت إليها خبرة جيدة من كل الفنون الجميلة .