افتتح مؤخرا معرض كلثوميات للفنان التشكيلي جورج ناشد وهذا أول معرض له يقام في مصر وذلك في 4 يوليو 2006 بمركز النقد والإبداع متحف أحمد شوقي إحدى لوحات الفنان جورج ناشد وهذا المعرض يضم 15 لوحة ويصل حجم اللوحة إلى 160سم×140سم,وجميع هذه الأعمال رسمت بألوان الزيت على توال. محيط : رهام محمود حصل الفنان جورج ناشد على بكالوريوس الفنون الجميلة سنة 1964 قسم ديكور، وكان أول من ساهم في إنتاج أفلام رسوم متحركة للدعاية للتليفزيون المصري في 1966, وفي ألمانيا بالاشتراك مع زميلته وزوجته , كما قام بإنتاج فيلم قصير حوالي 12 دقيقة بالرسوم المتحركة والقصة مقتبسة من ألف ليلة وليلة للتليفزيون الألماني والأمريكي سنة 1966 و1971. اشترك في كتابة القصص والرسومات للأطفال والكبار لحساب الناشر الكبير (كاوكا فرلاج) وترجمت للغات مختلفة في أوروبا لمدة 5 سنوات, ثم هاجر إلى أستراليا سنة 1971 والتحق بالعمل في كل من استوديوهات والت ديزني بوربانك أستوديو وحنا وبر بارا وقك شو لمدة حوالي 16 سنة منذ 1971. قام بعمل وتصميم وإنشاء تمثال من إستانلس ستيل المعدن يبلغ حجمة 4متر ×4متر ×3متر ارتفاع في مدخل مبنى حكومي سنة 1975 ثم ساهم في إنتاج لوحات صغيرة لمخرج سينمائي أمريكي داني ديمورتيا, ثم التحق بعمل في الحكومة المحلية كمصمم لبعض المطبوعات وتنظيم المعارض لها, سنة 1992 وحتى الآن يعمل في شركته الخاصة (أي سي ماجيك) للدعاية وإنتاج الرسوم المجسمة والخدع السنيمائية الفنية, كما قام الفنان برسم أيقونات لأربعة كنائس (حوالي 120 أيقونة) في سيدني ومقاطعات أخرى في 1993 و2004. قرر الفنان أخيرا أن يسلك طريق كان دائما يراوده وهو إنتاج فني يستمتع به الملايين من عشاق الأغاني في إخراج فني حديث بالرسوم المجسمة, أما فكرة الموضوع كانت أسهل بكثير من تنفيذه , وهو رسوم مجسمة لكوكب الشرق أم كلثوم حيث عمل فيه لمدة ست سنوات من خلال 800 إسكتش ، ثم أنتج 18 أغنية DVD بالألوان والصوت المجسم تتمايل فيها أم كلثوم في إيقاع لوني وحركي وتتحول أحيانا أخرى بإيقاع شكلى , فيسكب من فمها الغناء العزب ممتزجا بآلات فرقتها الموسيقية . وقد ارتبطت فكرة المعرض بالفيديو كليب حتى يستمتع به أكبر عدد من الجماهير ، ويقول الفنان أن أم كلثوم هي أيقونة مثل الأهرامات وهى تمثل مصر. معرض الفنان جورج ناشد وقد بدأ هذا العمل برسم اسكتشات بعد أن سمعها لأول مرة وقد أعطته شحنة كبيرة فكان يسمع الأغنية الواحدة مرات عديدة لا تقل عن 200 مرة وقد بدأ رسم الأسكتشات بألوان الزيت والقلم الرصاص والأكواريل والجواش والتيمبرا والكمبيوتر وقد أعطاه ذلك قوة في الأسلوب والاتجاه فأصبح اتجاهه كلاسيكي وطور هذا الأسلوب لما وراء الخيال . حاول الفنان أن يرسم في كل لوحة ما يعبر عن كل أغنية فأصبح المشاهد يسمع هذا النغم من خلال الرسم وهو يقول أن هذا العمل كان مهمة صعبة جدا ,وقد نجح في تحقيق هدفه وهو إحياء التراث , وأعد نسخا مبسطة من نفس الأغنية للجيل الصغير واستعان بطبيب نفسي لتحديد ما يجذب هذا الجيل وعلى هذا الأساس طور الفيديو كليب لكي يستمتع به هذا الجيل . ذكر الفنان أن خبرته في الرسوم المتحركة بالسعودية أعطته خبرة كبيرة في هذه الرسوم وإخراج أفلام الفيديو كليب, فقد أخرج قصة قصيرة اهتم فيها بزوايا التصوير والإضاءة مما جعل اسلوبه يتسم بالقوة, كما اتجه لبرامج البعد الثالث. عبر الفنان في بعض لوحاته بعمق عن أغنية "أروح لمين" , فرسم أم كلثوم وهي تغنى بحركات يديها التي اشتهرت بها, وتغني على المسرح ويدها مفتوحة وفوقها رسوم متكررة لوجهها في أوضاع مختلفة للدلالة على حيرتها, وقد رسم الاوركسترا في خلفية المشهد مع الآلات التي بالغ في تصوير حجمها ووضع ألوانا في الخلفية توحي بالأنغام. في لوحة أخرى عبر الفنان عن أغنية (فات المعاد) بأن رسم أم كلثوم وهي جالسة في مكان غير مألوف مستغرقة في تأملات دون حساب للزمن, وقد عبرت اللوحة عن الإحساس العام بالوقت. في لوحة ألف ليلة وليلة استطاع أن يوضح بالخطوط الانسيابية والألوان الخيالية وأجواء الفانتزيا مع الستائر العملاقة المتموجة تماما كألف ليلة وليلة المقتبسة من أسطورة شهرزاد وصور أم كلثوم أميرة تغني ونجح في مزج الصوت بالصورة, لوحة للفنان جورج ناشد وقد كرر صورتها فوقها دلاله على العظمة والاوركسترا خلفها بمكانة أقل بكثير. يتمتع موسيقار الفن التشكيلي هذا بإحساس عميق بالموسيقى وسلاسة في التعبير, لوحاته هي سيمفونيات تسمع بل وترى أم كلثوم وهي تغنى على المسرح وخلفها الاوركسترا تعزف, بينما الألوان هي الألحان التي نسمعها وتشعرنا بنوع من الدفء, فالفنان لدية إحساس مرهف يفسر لنا الصدق الذي ينبعث من موسيقاه اللونية, والانسيابية في الخطوط تذكرنا بالنوتة الموسيقية والصوت الملائكي لمعجزة الغناء العربي. قام بافتتاح المعرض محسن شعلا رئيس قطاع الفنون التشكيلية الذي عبر عن سعادته بما شاهده فأقترح على الفنان أن ينقل هذا المعرض إلى قاعات أخرى بأنحاء الجمهورية. وقالت الإعلامية المعروفة نعم الباز (الكاتبة والصحفية) أن معرض كلثوميات جعلنا نشعر بالألوان والخطوط وكأننا في حفل لأم كلثوم, وأضافت إن هذا الفن التشكيلي حقق إحلال لفن الموسيقى فعرض اللوحات كأنها تسمع, فاستعماله للاوركسترا لم يكن كخلفية فقد بل صورهم أشخاصا على هيئة أنغام والألوان قد حلت محل الشعر والكلمات مثل اللون الأحمر والبنفسجي الرومانسي كما عبر عن الشفافية اللون الأبيض والأزرق السماوي, وقالت في أعماله أن أم كلثوم هي الورد والاوركسترا هو الخضرة لا يستغنى أحدهم عن الآخر. وتقول ماما نعم أن الفنان وفق في اختيار المكان المناسب لعرض لوحاته فاختياره لمتحف أحمد شوقي في منتهى الذكاء, لأن أم كلثوم غنت لأحمد شوقي في نهج البردة وسلو قلبي, وإن أحمد شوقي أمير الشعراء وهي سيدة الغناء العربي فيوجد تناسب بين القاعة والأعمال الفنية.