في أحضان التراث الشعبي والبيئة المصرية القديمة افتتح معرض الجمعية الأهلية للفنون الجميلة في قبة الغوري بالأزهر ذلك المبني القديم الذي يتوسط الجوامع التراثية ويطل على الحسين من الجانب الآخر, حمل المعرض اسم "تنويعات على لحن شرقي" واشترك فيه 57 فنانا تشكيليا. محيط : رهام محمود يضم المعرض ما يقرب من ثمانين عملا في مجالات مختلفة كالرسم والتصوير والنحت والخزف والجرافيك والحلي, تتنوع من خلالهم المدارس الفنية التي يتناولها الفنانون. من بين الفنانين المشاركين بالمعرض: الفنان أحمد نوار, سيد هويدي, إبراهيم حنيطر, السيد القماش, شادية القشيري, رهام محمود, خالد سرور, حمدي عبدالله, رضا عبد الرحمن, سهير عثمان, عبد الوهاب عبد المحسن, عز الدين نجيب, علي عزام, محمد الطراوي, مجدي السداوي, محمد الطحان, محمد دسوقي, محمود عبد الموجود, ممدوح الكوك, هناء هاشم, فيروز رضوان, يونس حسن, يسري القويضي. يقول د مصطفى الرزاز رئيس الجمعية الأهلية للفنون الجميلة: تقيم الجمعية هذا المعرض النوعي المتميز بدعم كريم من صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة في قبة الغوري, الذي يتميز بمكانته وجماله التاريخيين بعد أن تأهل ليصبح ملتقى للمبدعين والجماهير والذواقة. يتابع: في هذا المعرض اختارت الجمعية الفنان والناقد سيد هويدي قوميسيرا, حيث وضع خطته وتابع تنفيذها بكفاءته ووعيه المعروفيين في الوسط الفني, واختار اعمالا فنية من أعضاء الجمعية وضيوفهم تتلائم مع طبيعة المنطقة والمبنى التاريخي. اما سيد هويدي قوميسير المعرض يقول: سيظل الارتباط بالجذور والمنابع رافدا أساسيا للعملية الإبداعية في تنوعها الهائل, تلك العلاقة الحتمية التي نتنفسها فيما يشبه سر الحبل السري الذي يمنحنا الحياة, فكلنا نتنفس نسيم روح منابتنا وأحوالنا متأثرين بالحلم والمعنى والموقف والمنطقات التي تأخذنا في مسارات إلى تماس نادر مع الوجدان, لذلك تعبير الفنان كشف عن كوامن مدهشة تعكس ارتباطه بالواقع الذي يعيشه. أضاف: يأتي معرض الجمعية هذه المرة بهدف خلق تداعيات منبتها الواقع والحلم والمعنى والتعبير عن الذات بتكليف من الفنان الرزاز الذي دفع بالجمعية إلى دائرة الضوء. يقدم الفنان سيد هويدي عملا مستوحى من الفن الشعبي, تناوله بتكنيك خاص به, حيث جعل الحصان الشعبي يظهر برؤية جديده, فهو أسود اللون يخطو إلى الأمام, يأتي فوقه مجموعة من الطيور التي تقف على صور "بلكونه" وكأنها تتراقص, جسدها يجمع بين اللونين الأبيض والأسود, يعلوها حمامتان يسبحا في الفضاء, إحداهما باللون الأسود تكاد أن تتلاشى, والأخرى باللون الأبيض وهي التي تتغي على الأخرى, فقد وافق الفنان بين هذه العناصر في تكوين محكم ممثلا الخير والشر. تأتي لوحة نوار عن التكنولوجيا, فهو يصور شريحة إلكترونية تتسلل أسلاكها حتى تصل لبورتريه يشبه "وجوه الفيوم" يخرج من أذنه هذه الأسلاك التي تتحكم فيه وتحركه, وتتلاحم أشخاص ممدوح الكوك برؤية جديدة في تشكيل منحوته. يستتخدم سيد القماش في لوحته أجنحة الطيور بأشكالها المختلفة, وغابت الأشخاص في لوحات خالد سرور, ولكن ظلت أنفاسها بالمكان, حيث تعمد الفنان رسم موضوعاته مع وجود رموز دلت على وجود هذه الأشخاص, استوحى رضا عبد الرحمن لوحته من الفن الفرعوني والشعبي, حيث ظهرت شخوصه فرعونية, بينما استخدم الزخارف الإسلامية المحورة لتغطي سطح المنضدة التي تحمل السمكة الشعبية, وقد تعددت المناظير في اللوحه, حيث صور الرجل والمرأة بشكل أمامي, بينما ظهرت المنضدة من منظور أفقي. صور علي عزام الفلاحات تسرن وتحملن أسبتة الأوز فوق رؤسهن, بينما ظهرن يقمن بجمع المحصول الزراعي في لوحة هناء هاشم, تناول دسوقي والطحان المساكن الشعبية برؤية جديدة, فيما جردها يونس حسن من تفاصيلها الدقيقة في شكل بسيط, أما عبد الموجود فقد سجل مشاهد من الحياة اليومية في سيوة, كما اهتم الطراوي بإظهار جمال الفلاحة في بورتريه بالألوان المائية, وبرومانسية وشفافية عالية تتدرج الألوان في لوحة رهام محمود لتستوحى الطبيعة بشكل تجريدي. وقد جردت الفنانة شادية القشيري ملامح الوجه البشري لتصبح أقواسا أومستطيلات مختلفة الأطوال والأحجام, تنوعت هذه الملامح الآدمية بين التجسيم والتسطيح الدقة والعفوية الإقتراب والتباعد الصعود والسقوط أوالإنحدار وكل ذلك من خلال الإضاءة التي يوحي بها الأبيض, والقتامة التي يجسدها الأسود, بما تعكس المتغيرات المتلاصقة والمتناقضة المختلفة التي يعيشها الإنسان المعاصر في كل مكان.