فتتح مؤخرا معرض الخزف للفنانة والناقدة وباحثة التراث الشعبي "إيمان مهران" بالمركز المصري للتعاون الثقافي الدولي تحت عنوان "الكليم لغة البسطاء". محيط :رهام محمود فنانة اهتمت بوطنها ومصريتها وبفنون شعب بلادها البسيط, الذي تظهر رموزه كوامن الروح المصرية , واختارت فن الكليم من هذه الفنون لتعيد صياغته في مادتها الغنية التي تجيد تشكيلها وهي الطين والفخار, فهي تستلهم الكليم ورموزه للعمل في خامة أخرى وهي الفخار الذي اقترب بالإنسان منذ بدئه في الإستقرار, فهي حينما تجرد الكليم من خيوطه وعلاقاته الطويلة والعرضية تجد اختلافا في لغة الحوار لتصبح لغة شكل وأرضية, وعلاقات خطية تعتمد على التماس والتكرار وغالبا ما يظهر بطل في جسد الكليم يأخذ الضوء من كل أجزائه. هذه الفنانة تختلف في أعمالها عن ما تعودنا أن نراه من اعمال فناني الخزف, فخزفياتها تأخذ شكل شرائح مستلهمة من رموز الكليم تتراوح قياساتها من 15×25, 40×25, وهي تستخدم الأكاسيد والجليز في تلوين هذه الشرائح, وقد أخذت ألوانها طابعا مميزا وهو استخدام المجموعات اللونية التي انفرد بها الكليم, والتي جعلت خزفياتها تنفح بروح الفن القبطي القديم, فتشعرنا بجذورنا وأصولنا القديمة, وضرورة الاهتمام بهذه الفنون التي تنبع من وجدان الشعب المصري. عندما تعرض الفنانة الكليم في شرائح فهي ترمز إلى قصاصات وبواقي من تاريخ الكليم الطويل الذي يدخل نفق الإهمال والنسيان مع باقي الفنون اليدوية, والتي تراها الفنانة تحمل بصمات للهوية والشخصية المحلية, فمهران تحاول قراءة لغة الكليم الذي يحتاج لرؤية جديدة تعتمد على البعد التشكيلي والجمالي ليست برؤية نقدية. فمن بين أعمالها شريحة الفيونكة الملونة, والشريحة الممزقة, وجميعهم رسمت فوق أسطحهم رموز الكليم القديمة, كالخطوط المستطيلة الطولية الزرقاء والصفراء, والمثلث بلونيه الأصفر والبني المحدد بخطوط سميكة بنية قاتة اللون , كما أن الفنانة استلهمت عروسة الكليم لإعادة صياغتها برؤية جديدة مجسمة من الفخار الملون بالجليز الذي تتميز ألوانه بالشفافية, وقد عرضت الفنانة مجموعة أشكال أخرى مجسمة للفخار المستلهم أيضا من رموز الكليم الذي يتراوح حجمه من 10سم "عرض" ×30سم "إرتفاع", 15×25, وقد عرضت مهران ما يقرب من خمسة وعشرون عملا. توجهت شبكة الأخبار العربية "محيط" وسألت الفنانة : ما هو فن الكليم؟ وما تاريخه؟. الفنانة مهران: عرفت مصر بالصناعات النسجية وكان أشهرها الكتان والقباطي, وفن القباطي أو الكليم المرسم هو فن نسجي مسطح يحمل رموز علاقات خطية ولونية تحمل في طياتها اسرارا كثيرة, وفي الصعيد المصري حيث يعيش الموروث العتيق الذي يحمل معه رتم حزين وشجون ترى فيها بقايا من الفنون ورموز عاشت طويلا في الماضي. أضافت: فن الكليم المرسم بما يحمله من علامات ودلالات هي تلخيص لمفردات عديدة تعانقت في حوار مع بعضها لتعطي لغة التآلف, ففي الكليم تعانق النهر مع اللوتس مع الصليب وظهرت الكعبة وسط عرس من العلاقات والتناغمات يعكس التفاعل والتعايش مع الرموز المختلفة. تتابع: لقد إحتضنت مصر القبطية وصنعت رموزها وإحتوت الإسلام, ووضعت قواعد لفنون, وهضم الفن الشعبي الفنون الوافدة وخرج بمزيج يحمل بين طياته أجمل مافي روح الصريين وهو التآخي وتقبل الآخر والتفاعل معه وإحتواءه وصباغته بثقافته, وهو ما جعل بقاء الشخصية المصرية رمزا رئيسيا لتجدد الذات في تلك الشخصية.