الرياض : أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس:" الأسرة أساس بناء المجتمع واستقراره إذا صلحت صلح المجتمع كله وإذا فسدت فسد المجتمع كله ولقد أحاط الإسلام الأسرة بسياج من التوجيهات والأحكام والتشريعات في بيان الحقوق والواجبات والآداب ووزعت المسئوليات بين أفراد الأسرة بما يتفق مع الحاجات والقدرات والكفاءات وهي توجيهات وتشريعات تجلب الاستقرار وتحقق الطمأنينة وتحمي من التفكك والانهيار". وأفاد أن هناك مسائل ثلاث في هذا الأمر فالمسألة الأولى الأصل في خطاب الشرع كتابا وسنة توجهه للرجال والنساء من الأيمان والتوحيد والتقوى والعمل الصالح والعبادة وسائر الأحكام كل ذلك وغيره الخطاب فيه للرجال والنساء على حد سواء . مشيرا إلى أن المسألة الثانية وهي العلاقة بين الرجل والمرأة وهي علاقة تكامل وتداخل متكاملتان في خصائصهما متمايزان في قدراتهما متداخلان في مسئولياتهما أنها المسئولية المشتركة والرعاية الموزعة في تقسيم العمل وذلك كله مبني على الخصائص والكفاءة والطبيعة وميادين العمل مما يعني التماثل والتقابل والتبادل تكامل وتمازج يؤمن للنفس الإنسانية ذكرها وأنثاها السكن والطمأنينة والمودة والرحمة والستر والحصانة والعفاف والصيانة . وأشار ، بحسب جريدة " المدينة " السعودية ،إلى أن هذا التماثل والتقابل بين الرجل والمرأة يعطي لكليهما ميزانا يزن به معاملته لصاحبه ولاسيما الزوجان فإذا طلب أحدهما أمرا فليتذكر أن عليه ما يقابله وأن من أجل ذلك كله فان العلاقة الأسرية كما تقررها النصوص الشرعية وكما يجب على كل مسلم ومسلمه العلاقة معروف وإحسان وتراضي ومشاوره وتزكية وطهر وتقى كما أنها رفع جناح ونفي حرج وبعد عن المضارة والتضييق والظلم والعدوان والتعدي على حدود الله قال تعالى " وإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما " وقوله تعالى "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان " وقوله تعالى "ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن ". لافتا النظر إلى أن ذلك كله يعد أحكاما وتوجيهات ملؤها الأدب والالتزام والاحتشام وليست أحكاما جافة ولا قوانين صماء . وتطرق الشيخ الدكتور صالح بن حميد في المسألة الثالثة إلى قوامة الرجال على النساء قائلا " كم من البيوت تعيش ضياعا وإهمالا وتفككا أما لفقدان الرجل وأما لضعفه وأما لعدم إحسانه إدارة بيته وتدبره شأنه بل من غير المبالغ فيه القول إن ما أصاب الكثير من الأمم والديار من تخبط وفساد وتهور وانهيار في أسرهم وبيوتهم وتهديد بالدمار والبوار في أوطانهم مرده في كثير من جوانبه إلى اهتزاز مسئولية القوامة أو ضعفها أو انتفائها ". وأكد بن حميد أن القوامة مسئولية وتبعات والتزامات فالرجال قوامون أي كثيروا القيام جادون متحملون للمسئولية التحمل التام فالقوامة عطاء وايجابية ووظيفة داخل الأسرة في إدارة هذه المؤسسة وبنائها وحمايتها وصيانتها ومن متطلباتها الحفظ والقيام بالاكتساب والإنتاج المالي والرعاية والولاية والكفاية قال تعالى " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم " فالقوامة وظيفة ومسئولية يدار بها البيت والأسرة بالتشاور والتفاهم وعلاقة المودة والرحمة والسكن وهي وظيفة أشراف ورعاية في عدل وحسن معاملة ورعاية للحقوق والواجبات وليست استعبادا ولا ظلما ولا احتقارا ولا تقليلا للمكانة ولا تكليفا بما لايطاق فالقوامة لاتعني الغاء حق المرأة أو دورها أو مصادرة رأيها أو ازدراء شخصيتها فالرجل راع والمرأة راعية .