بغداد: جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاثنين رفض حكومته التدخلات الخارجية في الشأن العراقي وذلك بعد يومين من تحذيرات أطلقتها الولاياتالمتحدة وجاء فيها أنها قد تغير من التزاماتها في حال عدم تحقيق مصالحة وطنية في البلاد. ونقل راديو " سوا" الأمريكي عن المالكي قوله في كلمة ألقاها خلال زيارته لمحافظة الأنبار الواقعة في الجزء الغربي من البلاد: "لن نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا، أو يريد أن يكون مشرفا على العملية السياسية والمصالحة الوطنية". وكان نائب الرئيس جو بايدن قد وجه الجمعة تحذيرًا غير مسبوق في بغداد خلال اجتماعه بالمسئولين العراقيين، وبينهم رئيس الوزراء نوري المالكي الذي سيتوجه قريبا إلى الولاياتالمتحدة. وقال مسئول أمريكي رفيع يرافق بايدن إنه إذا تجدد العنف فهذا الأمر سيغير طبيعة مهمة الولاياتالمتحدة في البلاد. وقال: "إن بايدن كان صريحا جدا حيال هذه النقطة. لكنه تدارك أن في إمكان العراقيين حل مشاكلهم في ما بينهم بما ينسجم مع الدستور وبالتفاهم بين المجموعات العراقية، وخصوصا فيما يتعلق بالعلاقات بين المنطقة الكردية ووسط البلاد". وأكد المالكي رفضه هذا الأمر، قائلا "لا نريد مشروعا من أية دولة بخصوص العراق". وطالب العراقيين عموما والسياسيين خصوصا بوقفة جادة بالقول "ما علينا في الأيام المقبلة إلا مواجهة المشاريع والأجندات الخارجية"، وتساءل "هل يقبلون أن نتدخل في شؤونهم؟". وتابع "لا نسمح بأن يكون العراق ساحة للصراعات والأجندات الإقليمية". من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح لقناة العراقية التلفزيونية السبت، إن على نائب الرئيس الأمريكي أن ينقل إلى الرئيس باراك أوباما رغبة العراقيين المشتركة في حل أمورهم بأنفسهم. ورفض المتحدث أن تتدخل أطراف اخرى في الشئون العراقية، محذرا من أن ذلك سيعقد الأمور ولن يحل شيئا. ومضى رئيس الوزراء العراقي، قائلا "أدعوكم إلى المشروع الوطني ونبذ المشاريع الطائفية ونريد أن يكون هناك ائتلاف قوي ومتماسك لجميع العراقيين" مؤكدا أن التحدي الأكبر هو مواجهة مشاريع التدخل الخارجي التي بدأت تدخل على العراق من كل صوب. وشدد المالكي خلال زيارته الاثنين لمحافظة الأنبار ولقائه المسؤولين المحليين وشيوخ العشائر وقادة أمنيين على أن مشروع حكومته هو المشروع الوطني الذي يضم جميع المكونات، السنة والشيعة والأكراد والتركمان واليزيديين والشبك والصابئه. وطالب العراقيين بنبذ الطائفية ومحاربة الفساد، قائلا إن جذور الفساد تتمثل بالطائفية، والفساد السياسي. وتابع قائلا إن أمامنا تحديات نحو الاستقرار والقوة والتماسك، وعندما نتحدث عن الضرورات فإن أولها هو التلاحم في المشروع الوطني من أجل بناء حكومة قوية قادرة على حماية العراق وسيادته.