محيط: يحتفل المسلمون من الشيعة اليوم الاثنين (العشرون من صفر) باحياء ذكرى اربعينية استشهاد الامام الحسين "رضي الله عنه" في مدينة كربلاء المقدسة. واكدت مصادر رسمية زيادة عدد الذين وصلوا الى كربلاء عن ستة ملايين زائر، بينهم نحو 200 الف من خارج العراق، مع احتمال ارتفاع العدد ببلوغ المراسم ذروتها ظهر اليوم الاثنين، حيث لا زال الزوار يتوافدون على كربلاء المقدسة من كل صوب وحدب، متحدين التهديدات التى يواجهونها من عناصر القاعدة. وتدفق مئات آلاف المسلمين على مدى الايام السابقة الى مدينة كربلاء لزيارة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) وغالبيتهم ممن وصل مشيا على الأقدام قاطعا مسافات تصل الى أكثر من 500 كيلومتر خلال عشرة أيام أو 13 يوما في رحلات شاقة وبالغة الصعوبة وسط ظروف جوية صعبة من جميع انحاء العراق. ونشرت آلاف السرادقات ومحطات الاستراحة على طول الطرق المؤدية الى كربلاء من قبل متبرعين من أثرياء ومن زعماء العشائر وأخرى من قبل رئيس الحكومة نوري المالكي ومن مراجع الدين لتقديم كل وسائل الراحة ووجبات طعام متنوعة مجانا وخدمات المبيت في سرادق مجهزة ببطانيات وتقديم العلاج الطبي من قبل فرق طبية حكومية ومن جمعية الهلال الأحمر العراقية كما رفعت المئات من الأعلام الملونة بارتفاعات شاهقة حتى في الطرق الصحراوية. وتنتشر الأجهزة الأمنية وقوات الجيش والشرطة ورجال المرور في كل مكان في الشوارع الرئيسة والتقاطعات ومداخل الشوارع وفوق أسطح البنايات العالية وداخل أكشاك التفتيش فيما تحاط المدينة من الخارج بقوات عسكرية مجهزة بالأسلحة فضلا عن نشر مئات النساء الشرطيات لتفتيش النساء. هذا وعززت السلطات العراقية الاجراءات الامنية في كربلاء قبيل زيارة اربعين الامام الحسين التي تبلغ ذروتها اليوم، و ذلك عبر نشر ثلاثين الف عنصر امني. وكانت قوات الامن العراقية قد اعتقلت في وقت سابق، إرهابيا كان يحاول تفجير حزام ناسف وسط المواكب الراجلة لزوار الامام الحسين (عليه السلام) في قضاء المسيب جنوب العاصمة بغداد. واوضح مصدر في الجيش العراقي إن قوة من اللواء 31 من الجيش العراقي تمكنت مساء السبت من اعتقال شخص يرتدي حزاما ناسفا اثناء محاولته تفجير نفسه بالقرب من نقطة عسكرية بمدينة المسيب شمالي مدينة الحلة، وذلك عندما كان زوار الامام الحسين (عليه السلام) يخضعون فيها للتفتيش في طريقهم الى مدينة كربلاء. واضاف المصدر ان عناصر نقطة التفتيش تمكنوا من إبطال مفعول الحزام الناسف الذي كان الارهابي يرتديه، دون ذكر المزيد من التفاصيل. وجاءت عملية الاعتقال هذه بعد يوم واحد فقط من تفجير دموي نفذته امراة ارهابية وسط جموع الزائرين في نفس المدينة (المسيب)، ما تسبب في استشهاد وجرح اكثر من 120 من الزوار كان معظمهم من النساء والاطفال.