تقرير للبنتاجون يتهم إدارة بوش بالفشل وتضييع هيبة أمريكا وزعامتها محيط وكالات واشنطن : فيما يعد لطمة قوية لإدارة الرئيس بوش, أكد تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية حول قرار غزو العراق وتداعياته أن الحرب كلفت الولاياتالمتحدة خسائر باهظة في الأرواح والأموال والسياسات, مشيراً إلى أن مركزها وهيبتها اهتز أمام دول العالم كله ، فضلاً عن انهيار سمعتها الأخلاقية وزعامتها بسبب حربها واحتلالها دولة مسلمة وفضائحها في معاملة المعتقلين. وخلص التقرير الذي أعده المعهد القومي للدراسات الاستراتيجية بكلية الدفاع الوطني الأمريكية إلى أن الفشل الذريع في الحرب يفرض إعادة النظر في كيفية عمل الوزارات والأجهزة المختلفة بالدولة وتعاونها، بمعنى ضرورة تحسين عملية اتخاذ القرار ووضع آليات لفحص قرارات الساسة وتقوية وزارة الخارجية حيث أظهر غزو العراق وفي مواقف كثيرة كان لدى جهاز الأمن القومي تحت ادارة كوندوليزا رايس وشيف هادلي مواقف امبريالية، حيث وضعوا كافة الضغوط في مواضع كان يمكن للدبلوماسية والتفاوض أن يحققا خلالها نتائج أفضل. كما هاجم التقرير بشكل غير مباشر الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي كان قد أمر دونالد رامسفيلد بالاعداد لخطط مواجهة عسكرية مع العراق في نوفمبر/ تشرين الثاني ،2001 وتفادى رامسفيلد وصديقه نائب الرئيس ديك تشيني رئاسة الأركان الأمريكية، أي انهما في قرار التخطيط للحرب لم يرجعا إلى قيادة الأركان. خسائر باهظة ورصد التقرير حجم الخسائر التي تكبدتها الولاياتالمتحدة منذ الغزو وحتى الخريف الماضي وهي أكثر من 3800 قتيل و28 ألف جريح، اضافة إلى خسائر العراقيين، حيث حصدت الحرب أرواح ما لايقل عن 85 ألف عراقي وبات 15% من الشعب العراقي لاجئين ووصلت التكلفة المالية في يوليو/ تموز الماضي إلى 450 مليار دولار كلها تمت تغطيتها بالعجز في الموازنة الأمريكية. وأشار إلى أن مركز وهيبة الولاياتالمتحدة اهتز أمام دول العالم والحلفاء، وانهارت سمعة الولاياتالمتحدة الأخلاقية وزعامتها بسبب حربها واحتلالها دولة مسلمة وفضائحها في معاملة المعتقلين، في وقت كان للغزو والحرب تأثير سلبي في جميع مجهودات الولاياتالمتحدة في محاربة الارهاب والتي تراجعت إلى الخلف، حيث أعطيت للحرب في العراق الأولوية وباتت القوات الأمريكية، لا سيما “المارينز" والجيش، تحت ضغوط عظيمة. صورة قاتمة ويضيف التقرير: حتى تزداد الصورة قتامة، فإن مجهوداتنا التي استهدفت تحسين الأمن القومي الأمريكي نتج عنها أن أصبح العراق مفرخاً للارهاب، وتم تشجيع ايران لزيادة نفوذها في الشرق الأوسط. وبرغم التقدم الملموس في الحالة الأمنية الناجمة عن عملية التصعيد، فنتيجة هذه الحرب مشكوك فيها، وأصبحت غالبية الأمريكيين، كذلك العراقيين، يريدون نوعاً من الانسحاب الأمريكي، بينما يذكرنا خبراء ومحللو الاستخبارات بأن الشيء الوحيد الأسوأ من عراق فيه قوات أمريكية هو عراق بعد انسحاب سريع للقوات الأمريكية". ويحذر من عدم قيام أي جهة بإجراء حسابات عن التأثير السياسي والنفسي حين ينظر إلى الولاياتالمتحدة على أنها فشلت وخسرت الحرب, ويعترف التقرير بالتقدم الحادث تحت قيادة الجنرال ديفيد بترايوس إلا أنه يلفت إلى رؤية الآخرين بأن هذه الحرب لا يمكن كسبها باعتبارها قصة معتادة وكلاسيكية للفشل في اتخاذ قرار حريص، أو انها الفشل في أن يغير المرء من نفسه لمواجهة الظروف والمستجدات. سياسة مفلسة وفي نفس السياق ييقرّ التقرير بأن السياسة الأمريكية كانت مفلسة ولم تحقق الطموحات التي كانت تسعى إليها، بينما تتحمل الولاياتالمتحدة تكلفة الحرب برمتها وينظر الجميع إلى عدم شرعيتها, وفي التقرير الذي تقول مقدمته ان الهدف منه هو توضيح كيف اختارت الولاياتالمتحدة الغزو، وكيف سارت عملية اتخاذ القرار وما يمكن عمله لتحسين تلك العملية، فإن الخلاصة ان المجهودات الأمريكية في العراق تمت عرقلتها بفروض خاطئة وأخطاء فادحة في التخطيط للحرب مع استمرارية عدم القدرة (العجز) عن خلق ظروف أمنية مناسبة في العراق يمكن “أن تؤدي إلى إعادة بناء حكم مستقل،. وأشار التقرير إلى أن الولاياتالمتحدة قد تكون اسقطت نظاماً خاطئاً لكنها كانت غير قادرة على احضار بديل مستقر, مشيراً إلى أن عملية التصعيد قد تكون حسنت الموقف الأمني، غير أن ذلك ليس بالدرجة الكافية للتأكد من أن الدولة العراقية ستتحول إلى ديمقراطية مستقلة، أو انه قد ينتج عنها عراق ديمقراطي مستقل. عشرات القتلى وعلى الصعيد الأمني لقى ثمانية عراقيين مصرعهم وجرح عشرات آخرون في غارات شنها جنود عراقيون مدعومون بقوات أميركية على عناصر من جيش المهدي، التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة الصدر شرقي بغداد بعد ظهر الجمعة رغم سوء الأحوال الجوية, وقد سمعت أصوات قذائف الهاون أثناء هذه الاشتباكات، فيما قالت الشرطة إن حريقا اندلع في أحد أسواق هذا الحي, وأكد شاهد عيان أن ثلاثة مبان احترقت وتضرر مستشفى من جراء هذه الاشتباكات. وفي البصرة جنوبي العراق طوقت القوات العراقية المكتب الرئيسي التابع للتيار الصدري ومنعت إقامة صلاة الجمعة فيه، وأعلن مصدر أمني عراقي ومسؤول في التيار الصدري أن قوات عراقية طالبت التيار بإخلاء مقره في المدينة ومنحته مهلة 48 ساعة لتنفيذ ذلك, وتزامنت هذه التطورات مع تحذير الجيش الأميركي من أن عناصر من تنظيم القاعدة تسللوا إلى بغداد لشن هجمات انتحارية، كما حذر من معلومات عن وجود سيارة إسعاف مسروقة يمكن أن تستخدم في أحد هذه الهجمات.