بغداد: أكد مكتب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، أن العراق سيستضيف غدا الخميس جولة مفاوضات جديدة بين إيران والولايات المتحدة ستتركز على قضايا أمنية بحضور ممثلين عن الحكومة العراقية. وذكر مكتب زيباري إن الأطراف المشاركة وافقت على الموعد ليتحدد بذلك رابع اجتماع أمني حول العراق بين واشنطنوطهران منذ مايو/أيار الماضي، والأول هذا العام. ولم يحدد المكتب مستوى الاجتماع، علماً أن اللقاء الأول بين الجانبين تم على مستوى الوزراء، فيما تمت سائر الاجتماعات على مستوى الخبراء، في وقت لم يصدر أي إعلان حول هذا الأمر من وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية. وتأتي هذه الأنباء بعد الزيارة غير المسبوقة للرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى العراق والتي أثارت الكثير من التساؤلات حول طابعها في ظل وجود القوات الأمريكية في البلاد. وقد شهدت الزيارة رسائل متبادلة، لم تخل من الحدة أحيانا، إذ اعتبر مسؤول عسكري أمريكي سابق في العراق، الجنرال ريموند أوديرنو، أن تلك الزيارة تقدم "دليلاً واضحاً" على أن طهران ما زالت تقدم الدعم العسكري للجماعات المسلحة في العراق، سواء بالتدريب، أو تزويدها بالأسلحة. بينما قال الرئيس الإيراني أثناء الزيارة إن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، "دأب على اتهام الآخرين، ودون أدلة، وهذا فاقم المشاكل.. على الأمريكيين إدراك أن الشعب العراقي لا يحب أمريكا". على صعيد آخر، أفرجت القوات الأمريكية في العراق عن مسؤولين سابقين من وزارة الصحة العراقية، كانت قد اعتقلتها على خلفية تهم مرتبطة بنشاطات ما يعرف ب"فرق الموت" المسؤولة عن اختطاف وتصفية مواطنين عراقيين. وكانت القوات الأمريكية قد أوقفت العام الماضي كل من حكيم الزاملي، الذي كان يشغل منصب نائب وزير الصحة، والعميد حميد الشمري، قائد وحدات أمن الوزارة على خلفية الاشتباه بضلوعهما في عمليات مسلحة، ووجهت إليهما تهم القتل والاختطاف والفساد. ويرتبط الزاملي والشمري سياسياً بالتيار الصدري الذي يقوده رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الذي سبق له أن مدد هدنة عسكرية كان قد أعلنها العام الماضي في البلاد، وقد تم الإفراج عنهما بعدما نالا حكماً بالبراءة من محكمة جزائية عراقية.