بغداد: أفادت مصادر إخبارية بأن المدفعية التركية بدأت بقصف قرى كردية شمال العراق مساء أمس السبت، متجاهلة تحذيرات ودعوات أمريكية لضبط النفس. وقال مراسل قناة "الجزيرة" الإخبارية إن القصف تركز على قرى بمحافظة دهوك لكنه لم يخلف أية إصابات. وأفاد شهود عيان أن المدفعية التركية أطلقت سبع قذائف أو ثماني على قرية نزدور التي تبعد نحو خمسة كيلومترات من الحدود التركية في محافظة دهوك ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو وقوع أضرار مادية. وتقصف تركيا الحدود الجبلية بصورة روتينية، ولكن احدث قصف جاء قبل سعي الحكومة التركية الى الحصول على موافقة البرلمان في الاسبوع المقبل على شن عميلة كبرى ضد عناصر حزب العمال الكردستاني الذين يتمركزون في جبال شمال العراق. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تجاهل تحذيرات غربية من مغبة عمل عسكري تركي ضد الأكراد، وأكد أن بلاده مستعدة لتحمل العواقب الناجمة عن قيام جيشها باستهداف المتمردين الأكراد بشمالي العراق. وقال أمام حشد في إسطنبول إن الولاياتالمتحدة قطعت عشرات الآلاف من الكيلومترات لمهاجمة العراق دون الحصول على إذن من أحد. وأضاف وسط هتافات من الحشد "لسنا في حاجة إلى نصيحة من أحد بشأن شمالي العراق والعملية التي ستنفذ هناك". وأكد أنه يريد ضمان موافقة البرلمان الآن لتجنب إهدار وقت بشأن هذه العملية في غضون ذلك دعت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس تركيا الى ضبط النفس والامتناع عن القيام بعملية عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني شمالي العراق. وقالت رايس انها أبلغت المسؤولين الأتراك:" إننا جميعا لنا مصلحة في ان يكون هناك عراق مستقر، وان أي شيء يزعزع الاستقرار هناك سيکون ضارا لمصالحنا". وتزامنت تصريحات رايس مع وصول مساعدها للسياسة الدفاعية والسفير السابق لدى أنقرة آريك أدلمان ومساعدها للشؤون الأوروبية والآسيوية دان فرايد إلى أنقرة في زيارة تستغرق عدة ساعات. والتقى المسؤولان فور وصولهما بمسؤولين في وزارة الخارجية التركية وعبرا لهم عن قلقهم بشأن الخطط العسكرية التركية للتوغل في شمالي العراق. وقال أدلمان إن المسؤولين الأتراك تحدثوا عن تفاصيل ما جرى في إقليم سيرناك قرب الحدود العراقية حيث لقي 15 جنديا تركيا مصرعهم في مواجهات مع المتمردين الأكراد، مشيرا إلى أنه سينقل القلق التركي حيال نشاط هؤلاء المتمردين إلى المسوؤلين العراقيين. وأضاف أنه وفرايد قد يعودان إلى تركيا خلال أيام لمواصلة البحث في هذه المسألة.