رام الله : أدانت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد إحراق وتدمير مخيم صيفي تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "أونروا" في قطاع غزة واعتبرته اعتداء "إرهابيا" على حقوق الطفل الفلسطيني وحقه في الحياة. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن الناطق باسم حركة فتح أسامة القواسمي القول في بيان له إن حماس تتحمل المسئولية الكاملة عن عملية تدمير وإحراق المخيم الصيفي على شاطئ بحر غزة واتهم أجهزتها الأمنية بالضلوع في الحادث. ورأى أن الجريمة دليل على ذهنية متخلفة مسيطرة تسعى إلى أخذ الشعب الفلسطيني في غزة إلى غياهب التجهيل والتعصب ، محذراً من كارثة انسانية وثقافية ستحل بالمجتمع الفلسطيني ومستقبله في ظل حكم حماس. وطالب أونروا بالاستمرار في تقديم خدماتها لأطفال القطاع وعدم الخضوع لإرهاب الجماعات المسلحة ، مؤكدا وقوف المجتمع الفلسطيني إلى جانبها في مواجهة "الإرهاب المنظم الذي تتعرض له مؤسساتها". وكان مسلحون مجهولون أحرقوا في ساعة مبكرة من فجر الأحد أحد أكبر مخيمات الأونروا في غزة التي تحمل اسم (ألعاب الصيف 2010) بعد أن اعتدوا على حارسه وتركوا له رسالة تهديد لمدير عمليات أونروا جون كينج. ومن جهتها ، استنكرت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس حادث حرق المخيم الصيفي للأونروا ، مؤكدة رفضها القاطع لأي حالة خرق للأمن وأنها ستلاحق الفاعلين. وقال الناطق باسم الحكومة طاهر النونو في بيان له إن حكومته تعبر عن استيائها من البيان الصحفي الذي وزع في بعض مناطق قطاع غزة حول بعض الإشكاليات المتعلقة بعمل وكالة الغوث في القطاع. وشدد على دور وكالة الغوث في دعم الشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية وبما يقوم به مدير عمليات أونروا جون جينج من جهد لرفع الحصار عن القطاع ، موضحا التزام الحكومة بتوفير الأمن للجميع في القطاع وخاصة العاملين في الوكالة. وأضاف أن الحكومة تعمل جاهدة للتعرف على من يقف وراء الحادث والبيان المذكور، داعياً إلى ضرورة تواصل وكالة الغوث مع الفعاليات المختلفة لبحث القضايا الخلافية المطروحة التي تثير بعض التساؤلات في الشارع الفلسطيني. ومن جانبه ، أعلن مدير عمليات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا) جون كنج أن الأونروا ستعيد بناء المخيم الصيفي الذي دمره مسلحون مجهولون فجر الأحد على شاطئ بحر مدينة غزة. وقال كنج في مؤتمر صحفي عقده في المخيم الصيفي المدمر إن الذين قاموا بعملية الحرق أرادوا منع أطفال غزة من الابتسام والحياة. ورأى المسئول الأممي أن العمل ناتج عن عقلية متطرفة تكره الأطفال والحياة ، مؤكدا أن الأونروا ستعيد بناء المخيم فورا وأن الالعاب الصفية ستتواصل ، منوها إلى أن أكثر من 80 % من أطفال قطاع غزة يعانون من ضغوط نفسية حسب برنامج غزة للصحة النفسية وأن هذه المخيمات وجدت لتحرير هؤلاء الأطفال من تلك الضغوط وايجاد جو من الفرح والسعادة المعدومة جراء الحصار والماساة التي تعيشها غزة. وطالب الحكومة بغزة بتوفير الأمن لتلك المخيمات ، محذرا من تصاعد تلك الأعمال وتأثيراتها المختلفة على حياة الناس ، وقال إن من قاموا بهذا العمل لن يخيفوا الأونروا ولن يجعلوها تتراجع عن عملها في مساعدة أهل غزة. كما أعلن الناطق الإعلامي باسم الأونروا عدنان أبو حسنة أن المسلحين أحرقوا المخيم الذي يحتوي على ألعاب ومسابح ودمروه بالكامل ، مبينا أن الوكالة كانت تنوي افتتاح المخيم في الثاني عشر من يونيو . وذكر أبو حسنة أن المسلحين اعتدوا على أحد حراس المخيم وسلموه رسالة تهديد لمدير عمليات الأونروا واثنين من موظفيه وبداخلها أربع رصاصات. وبدوره ، قال الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إيهاب الغصين إن الشرطة فتحت تحقيقا في الحادث ، مشدداً على أن هذا العمل مدان بشدة وسيتم محاسبة الفاعلين فور الكشف عنهم. يذكر أن الأونروا تقيم منذ سنوات مخيمات صيفية لآلاف من الطلاب في قطاع غزة. ويأتي الحادث فيما كشف تقرير أعده البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة عن أن أغلب المبانى والبنى التحتية التى دمرت فى قطاع غزة خلال عملية الرصاص المسكوب التى شنتها إسرائيل على غزة مطلع عام 2009 لم يتم إعادة بنائها رغم مرور أكثر من عام. وأشار التقرير الذي نشر الاحد إلى أن المنظمات الدولية التى تحاول مساعدة سكان القطاع على إعادة إعمار البنى التحتية تمتنع عن استخدام مواد البناء المهربة ولذا فإنها تواجه صعوبات فى تنفيذ المهام المنوطة بها. وأوضح أن ما لا يقل عن 6268 مبنى قد دمر أو تضرر بشكل خطير خلال العملية العسكرية الإسرائيلية. وقال إن ما تم إصلاحه من المبانى المدمرة خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع لم يتجاوز 25% وأن أغلبها تم الاستعانة فيه بمواد محلية أعيدت معالجتها، مؤكدا أن المنظمات العربية والإسلامية كانت أكثر فاعلية فى تقديم المساعدات المطلوبة بإلحاح لعمليات البناء العاجلة والملحة للمنازل والبنية التحتية الزراعية أكثر من الغرب الذى يعيقه الحظر الإسرائيلى على مواد البناء. وقدر التقرير ما أنفق على عمليات إعادة البناء فى غزة عام 2009 بحوالى 173 مليون دولار بينما يحتاج القطاع إلى 530 مليون دولار أخرى لمجرد العودة للحالة التى كان عليها قبل الحرب.