محيط: اعتبر الرئيس المصري محمد حسني مبارك أن أزمة غزة كشفت عن مدى الانقسام والتشرذم العربي ، مؤكدا على احتضان مصر للقضية الفلسطينية منذ عقود. وفي كلمته التي القاها في افتتاح القمة الاقتصادية العربية بالكويت اليوم الاثنين، قال مبارك:" إن هذه القمة بالغة الاهمية وتتصل بحاضر الامة ومستقبلها، وتنعقد وسط ازمة حادة في العالم لاتفرق بين دول غنية او فقيرة وفي اوقات صعبة وتداعيات خطيرة لمنطقتنا". وفي إشارة إلى الانقسام العربي الخطير قال : " وتنعقد القمة وعالمنا العربي يجتاز مرحلة عصيبة يتعرض لتحديات عديدة ما بين العدوان على غزة وتداعياته والانقسام الحاد على الساحة الفلسطينية وما تشهده الساحة العربية من تشرذم ومحاولات للعب الادوار وبسط النفوذ والمتاجرة بدماء الفلسطينيين". وتابع الرئيس المصري : " لقد كشف عدوان غزة انقسام عالمنا العربي وتشتته .. وكان منطق الامور أن نعمل على الوقوف الى جانب غزة ونسعى لاحتواء تداعياته بعيدا عن الشعارات الجوفاء". واستطرد: " نعم لأن تتكامل جهودنا وتتآلف حول موقف عربي يعلي مصلحة العرب فوق مصلحة الفصائل وفوق المصالح الضيقة وينأي عن حملات التشهير والتخوين " . وعن الدور المصري في القضية الفلسطينية قال : " دور مصر يتحدث عن نفسه يسعى اليها ولا تسعى اليه ، كحال من يطلب لعب الادوار.. من المؤسف أن نقسم العرب لدول اعتدال ودول ممانعة كأننا لانتعلم من اخطاءنا ونعود 30 عاما للوراء". وتساءل : " اولم نعتمد بالاجماع في بيروت مبادرة السلام العربي؟". وتابع :" من المؤسف أن تخترقنا قوى اقليمية تطلع لبسط النفوذ وتتاجر بدماء الفلسطينيين .. ومصر بدرها تترفع عن الصغائر ". وأضاف : " احمد الله أني آتي للقمة وتمكنت مصر من التوصل لاتفاق يحقن دماء الفلسطينيين ويوقف النار ويسعى لاستعادة التهدئة وفتح المعابر ورفع الحصار ". واستطرد : " نعم جاءت مأساة غزة كاشفة للوضع العربي .. علينا ان نقف لحظة صدق مع النفس، نجتهد .. للقاء القمة يأتي والعلاقات العربية العربية ليست على احسن حالها .. لابد ان تقوم العلاقات على المصارحة والمكاشفة فلا مجال للتخوين وسوء القول والفعل والتصرف كأننا نعود للوراء بدل الدفع بدولنا للأمام". ثم عاد الرئيس المصري إلى التأكيد على دور بلاده في دعم الفلسطينيين فقال : " لقد كان موقفنا واضحا منذ العدوان رغم مغالطات البعض وتجاهلهم لحقائق معروفة .. تعلمون تحذير مصر من أن رفض الفصائل لتجديد التهدئة يعتبر دعوة لاسرائيل لتجديد عدوانها والزعم انه دفاع عن النفس .. وقد تدخل البعض بمحاولات لاحباط جهودنا .. واستمر النقد لاغلاق معبر رفح ، متجاهلين حقيقة انني امرت بفتحه منذ اليوم الاول للعدوان وهو مفتوح حتى اللحظة والتغافل عن حقيقة ان المعبر لم يكن ضمن خطة (رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق اريل شاورن) للانسحاب من غزة واني تمسكت ان يكون معبر رفح مستقل ومنفذ فلسطيني ". وتابع : " إن منظمة التحرير الفلسطينية انطلقت من القاهرة ودعمت مصر رموزها فنحن نحترم إردة المقاومة ولكننا نؤمن أن المقاومة كقرار الحرب لابد ان يخضع لحساب الارباح وميزان لقياس هل ستحقق مكاسب أو تتسبب في ضحايا وآلام ومعاناة؟؟ ". وأكد : " المقاومة تعلم ان ميزان القوى الدولي ينحاز لإسرائيل ويتطلعون لنظام دول اكثر عدالة حتى لو طال الانتظار لسنوات .. فهل يستقيم المنطق؟ وهل يتحمل الشعب الفلسطيني ؟ والى متى نسمح ان تظل القضية قضية الفرص الضائعة ". وقال مبارك : " رأينا أن غزة لاتحتاج الشجب والادانة لوقف العدوان فطرحت مصر المبادرة الوحيدة لوقف إطلاق النار وتحركت لدعم الضحايا الفلسطينيين وقدمت 3 آلاف طن من الدواء والغذاء من معبري رفح والعوجة". واستطرد قائلا :" فعلينا ان نحاذر من اختزال القضية الفلسطينية في غزة بالمعابرالسبعة ، والمعابر السبعة في معبر رفح .. القضية اكبر من ذلك .. قضية شعب يعاني منذ عام 48 ويتطلع لانهاء محنته والتخلص من الاحتلال وقيام دولته، وسيحكم التاريخ بقدر ما نقرب الشعب او نبعده عن هدفه". وعن المصالحة الفلسطينية قال : " ستواصل مصر جهودها للمصالحة فبدونها لن يتحقق تحرير او اعمار لغزة أوانهاء حصارها .. فاذا تحققت المصالحة فهو الخير وان لم تتجاوب الفصائل فسنقول لهم إن الله يساعد الذين يساعدون انفسهم ، وستبقى مصر فاتحة ذراعيها ". واختتم حديثه بالقول: " أحيي صمود المقاومة وأقول لقادة قطاع غزة مصر بجانبكم في محنتكم ولن نهدأ حتى يعاد فتح المعابر ورفع الحصار ، وسأدعو لمؤتمر دولي لاعادة اعمار ما دمره العدوان ، واقول لإسرائيل إن غطرسة القوة لن تقهر المقاومة .. القضية الفلسطينية ستنتصر والاحتلال إلى زوال ، وأقول للقوى الكبرى والمجتمع الدولي إن عملية السلام ظلت ترواح مكانها سنوات ويجب أن يتحملوا مسئوليتهم في إنهاء الاحتلال فالعرب طلاب سلام عادلة شامل يقيم الدولة الفلسطينية ويحرر الاراضي المحتلة .. طرحنا المبادرة العربية للسلام منذ 7 سنوات وحان الوقت للتعامل معها وأن تؤخذ على محمل الجد من القوى الكبري .. وإن الوضع الراهن بانقساماته لابد ان يتغير فالخلافات العربية لا تستعصى على الحل بالجهود المخلصة فهي خلافات بين اشقاء وكعهد مصر ستبذل اقصى طاقتها لرأب الصدع ".